ليس حُبَّاً في علي

الأمثال الشعبية السودانية التي تنطبق على حالة السودان مع مصر في هذه الأيام كثيرة. نبدأ بالمثل القائل: (كان غلبك سدّها وسِّع قدّها). لم أعمل إستفتاء بين السودانيين لمعرفة إن كانوا يحبون مصر والمصريين أم لا! لكن كل من تحدثت معه حتى من السودانيين المقيمين في مصر لعدة عقود لا يحبون المصريين. ومنهم من يقول لك بطرافة: (مصر بلد حلوة بس لو كانت خالية من المصريين)!
قد لا نجد سبباً لهذه الكراهية غير المؤسسة أو مسببة إلا عقدة الدونية التي يشعر كل السودانيين تجاه مصر والعرب عموماً.
وفيما يختص بالمشكلتين القائمتين الآن في مثلث مصري سوداني إثيوبي نجد أنها فرصة لنحقق كل مآربنا من مصر غصباً عنها ويدها السفلي وأنفها صاغرة. لنكن واقعيين ونسأل أنفسنا عن أيهما أكثر فائدة للسودان: سد الألفية الإثيوبي أم منطقة حلايب وشلاتين. لنترك موضوع أن حلايب وشلاتين سودانيتين مصرهما المصاروة رغم أنفنا لضعف حكومة الإنقاذ. دعونا من ضعف الإنقاذ الذي سبّب لنا كل البلاوي المتلتلة التي نعيشها الآن مما جميعه!
دعونا نبحث في لغة المصالح، فإن كانت مصلحتنا الكبرى الآنية والمستقبلية تكمن في تأييد ومساندة قيام سد الألفية الإثيوبي فلنقف مع قيام السد، وذلك حُبّاً لمصالحنا الذاتية وليس حُبّاً في علي الذي هو إثيوبيا، ونعتبره بغضاً لمعاوية الذي هو مصر. بهذا نكون قد وجهنا ضربة قاضية لمصر وجعلناها تفهم أن السودان لن يكون رهن إشارتها التي لا ترى إلا مصالحها التي لا تبعد كثيراً عن أرنبة أنفها.
لهذا بدأنا بالمثل الوارد أعلاه، ونعني أننا إذا فشلنا في إسترداد حلايب وشلاتين بالتي هي أحسن فما علينا إلا أن نوسع قد المشكلة والوقوف مع إثيوبيا بكل وضوح ونقول للمصاروة: أركبوا أعلى ما في خيلكم. وبالسوداني: محل الرهيفة التنقد! ونشوف مين فينا محتاج للتاني؟
منذ أن عرفنا التجارة الدولية بيننا ومصر نجد أن الميزان يميل لصالح مصر! السؤال هل نستورد من مصر تكنولوجيا عصرية؟ أبداً لا نستورد من مصر إلا سلعاً هامشية لو أُتيحت الفرصة مناسبة ومعقولة لقامت نفس الصناعات بالسودان. ولكن لكل مصالحه التي يرعاها فالقائمون على أمر الصناعة في السودان إمّا أنهم لا يفقهون ما تريد الصناعة والصناعيين منهم أو يعلمون ولكن لهم مآرب أخرى يودون تحقيقها وهنا المصيبة أعظم.
طالما الموضوع عن المياه فكم من أمتار المياه المكعبة التي تذهب سدى من نصيب السودان لمصر في كل عام؟ الرقم أصبح فلكياً بمليارات الأمتار المكعّبة من المياه منذ إتفاقية مياه النيل في العام 1959، وبعد كل هذا مصر لا تحمد ولا تشكر وتزيدنا في الشعر بيت بتمصير حلايب وشلاتين. لضرب المصريين تحت الحزام وفي الأنكل وبطريقة قانونية وشرعية علينا تعلية خزان سنار وزيادة الطلمبات التي تسحب من النيل الأبيض لزراعة مشاريع النيل الأبيض ومعها مشاريع النيل الأزرق التي قتلتها مايو بالتأميم والمصادرة الشيوعية العشوائية، وذلك حتى يرعوي المصاروة ويعلموا أننا لسنا تُبعاً لهم ونتصرف من وحي مصالحهم وننسى أو نتناسى مصالحهم لخاطر سواد عيونهم. (العوج راي والعديل راي).

كباشي الصافي
لندن بريطانيا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ايه الضغف و الخنوع ده , و كيف تسمح الراكوبة لكل من هب و دب بالكتابة فيها , ترهن مصالح 40 مليون مواطن بافكارك الطفولية الفي راسك عشان في مصري كفتك ؟؟ . قوم لف بالله يا فارغ .

    حريقة في مصر و حريقة في اثيوبيا , لازم نحنا تكون نظرتنا كيف ننمي بلدنا و ناسنا , و حلايب ما سلعة عشان تفاوض عليها و سياسة البلد ما بحددها الطير زيك , خليك في لندن و سيب السودان لي ناسو , و انحنا بنعرف كيف نطلع مصالحنا من المصريين و لا الاثيوبين .

  2. وليه كل هذا الزعل يا سوداني يا متابع ؟ هذا رأي الأخ كباشي ويشاركه كثيرون من أبناء السودان وهذا رأيك نشاركك فيه لكن بدون زعل . المصريين لازم ينكسر أنفهم في السودان ويعرفوا قدر نفسهم ويبطلوا التطاول على السودان والسودانيين ويعيدوا حقوقنا مع إعتذار وإلتزام بعدم تكرار ذلك مستقبلاً حينها نحدد ونقرر أسلوب التعامل معهم بما يحفظ مصالح بلدنا السودان .

  3. ( نوسع قد المشكلة والوقوف مع إثيوبيا بكل وضوح ونقول للمصاروة: أركبوا أعلى ما في خيلكم. )- لك التحية والتقدير اخي كباشي— ونوسع قدها اكثر بقيادة تيار في العالم العربي للتطبيع مع اسرائيل علي قاعدة مبادرة الملك فهد — عليه رحمة الله– والسير قدما في الامر بطريقة سودانية خليجية في زمن الراعي الطيب– واتجاه اخر بتشجيع اكمال طريق الحج من كانو الي بورتسودان لينتقل الثقل الافريقي الاسلامي للسودان — ايه رايك في هذا ( الفتق) لذاك ( الرتق) الوهن من العلاقات مع اولاد بمبة– الاف السنين وغير فرعون والدفتردار واغراق حلفا ونهب حلايب وشلاتين واحاجي عن التكامل ما شفنا منهم خير!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..