عضو هيئة “آمنون” التجاني حسين لـ”الراكوبة”: إصرار حمدوك والبرهان على التطبيع موقف خاطئ

نرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني
كل شعوب العالم تؤيد الحق الفلسطيني
“الصهاينة” في حالة انهيار نفسي كبير وهزيمة من الداخل
المواجهة الفلسطينية البطولية الشعبية أثبتت أن إسرائيل “نمرٌ من ورق”
تحرير فلسطين هو مدخل التحرر العالمي من “حكومة العالم الخفية”
حوار: امتنان الرضي
من المعارضين بشدة لتطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، والداعين لتحرير كل فلسطين (من البحر إلى النهر)، عضو الهيئة الشعبية لحماية أمن السودان الوطني من الخطر الصهيوني (آمنون)، التجاني حسين دفع السيد جلست إليه “الراكوبة” نستجلي رؤاه في ظروف تشتعل فيها الأرض المحتلة بمقاومة شرسة في فلسطين، فكانت لنا معه الحصيلة التالية من المحاور:
هل لليهود حق تاريخي في فلسطين؟
– أثرياء (اليهود) فكروا في وطن قومي يجمع شتاتهم واتجه تفكيرهم أولا إلى الأرجنتين ثم يوغندا، ولكن أخيرا تحول بعض قادتهم إلى التفكير في فلسطين، وعندما أعطت بريطانيا وعدها لأثرياء اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين في عام 1917 كان عدد اليهود في فلسطين في حينها لا يتعدى 5%، وقد فتح البريطانيون المستعمرون باب هجرة اليهود لفلسطين فقامت الثورات الفلسطينية التي قاومت الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية، واستمرت حتى التزامن بين إعلان قيام ما أسموه بدولة (إسرائيل) وانسحاب بريطانيا منها في (مايو 1948م).
فالعصابات الصهيونية تجمعت من مختلف دول العالم وأجلت السكان العرب في فلسطين عن قراهم وبلداتهم بالقوة، وهنالك مجازر شهيرة ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين منها (مجزرة كفر قاسم) و(دير ياسين) وغيرها. وشنت (إسرائيل) عدوانها عام 1967 على العرب واحتلت ما تبقى من فلسطين وأراضي ثلاث دول عربية لأنها كيان توسعي يرفع شعار (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل).
كيف تقيّم موازين القوى على الأرض في المعركة الأخيرة ومن هو الخاسر ومن الرابح.. الفلسطينيون أم (إسرائيل)؟
– تفجر الوضع عندما جاء المستوطنون مدعومين بالقوة العسكرية وطلبوا من أهالي حي الشيخ جراح في القدس إخلاء منازلهم لصالح المستوطنين، فكان التصدي البطولي لهم.. وانتصر الشعب الفلسطيني على ترسانة عسكرية مدججة بالسلاح. والرابح هم الفلسطينيون.. والخاسر هو (الكيان الصهيوني).. إن (إسرائيل) تعيش بداية (النهاية)، فبرغم أنها تعتبر نفسها ترسانة عسكرية (لا تُقهر) ، إلا أن المواجهة الفلسطينية البطولية قد أثبتت أن إسرائيل (نمرٌ من ورق) ويمكن هزيمتها.. والسبب هو أن (الحق) بطبعه أقوى من (الباطل)، والفلسطينيون على حق وهذه أرضهم وهم متشبثون بها، أما (المهاجرون اليهود) فهم مقتنعون بأن الأرض ليست أرضهم وقد خدعهم قادة الصهاينة وأوحوا لهم بأنهم قد أقاموا لهم (جنة) على الأرض، فجاءوا يحملون أحلاما وردية، ولكن من خلال المقاومة الفلسطينية الشرسة اكتشفوا أنهم قد (خُدِعوا) وأن حياتهم في خطر، وأن عليهم أن يتركوا الأرض لاًصحابها وأن يغادروا إلى حيث جاءوا.. مما يعكس أن عمر (الدولة الصهيونية) بات قصيرا، وأن فلسطين في طريقها إلى التحرير.
ما رأيك في حل الدولتين الذي تطرحه بعض الدول العربية وترفضه إسرائيل ؟
السؤال المهم هنا، هو لماذا نشبت حرب 1967؟ أليست تلك الحرب هي امتداد احتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948 م؟ إن اختصار القضية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967 عار كبير على من يفعلون ذلك من العرب.
إن حل الدولتين رغم أن فيه تنازل عن فلسطين لغير أهلها إلا أنه لا يرضي طموح الصهاينة، وذلك لأن الكيان الصهيوني كيان (توسعي) ويسعى لاحتلال أراضي الدول العربية المجاورة وتحويلها إلى (مستوطنات إسرائيلية) ، ويكفي أنه قد أعلن ضم مرتفعات الجولان السورية التي احتلها عام 1967 متجاهلا قرارات الأمم المتحدة، وهو يرفض عودة الفلسطينيين الذين تم إجلاءهم عن قراهم وبلداتهم منذ عام 1948، وقد أعلن ضم القدس الشرقية التي احتلها عام 1967 واعتبر القدس (عاصمة موحدة لإسرائيل). فهو كيان (توسعي) لا يعترف بحدود. وعلى هذا الأساس فلا سبيل أمام الفلسطينين والعرب سوى تحرير فلسطين، كل فلسطين وهذا الأمر ممكن الحدوث.
نتحدث عن دور السودان تاريخيا في دعم القضية الفلسطينية؟
في حرب 1948 تحدى الشعب السوداني بريطانيا وأقدم مؤتمر الخريجين على جمع التبرعات فجمع 25 ألف جنيه خلال أسبوعين فقط لإنقاذ فلسطين، وكان في حينها مبلغا كبيرا للغاية، وفتح باب التطوع فتطوع في وقت قصير أكثر من سبعة آلاف وخمسمائة بعضهم من الذين خدموا بالجيش المصري، وتم من بينهم إرسال 1125 إلى مصر ثم إلى فلسطين، بقيادة الصاغ (م) زاهر سرور الساداتي (ضباط سابق بقوات دفاع السودان). لقد تم تكليف قوة من المتطوعين السودانيين بإجلاء الصهاينة عن منطقة (بيدروس)، ونفذوا عملياتهم بنجاح حيث قال عنهم أبا إيبان وزير خارجية الكيان الصهيوني آنذاك: (إن الجنود السودانيين تحت قيادة الصاغ زاهر الساداتي كانوا وحشيين قساة ضد الجنود في موقعة بيت دوراس في فلسطين) في تأكيد شجاعة الجندي السوداني وبسالته.
وقد استشهد أربعة ضباط وخمسة وأربعين من الجنود السودانيين بالإضافة إلى عدد من الجرحى وأسر ضابطين وخمسة من ضباط الصف.
وما هو دور السودان في مواجهة عدون يونيو 1967؟
عندما شن (الكيان الصهيوني) الحرب عام 1967 وإحتل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان السورية اشتغلت الخرطوم غضباً وعمتها التظاهرات وتم عقد مؤتمر القمة العربية بالخرطوم، فكانت هتافات الجماهير هي التي أعطت الموقف العربي الصلابة فخرج المؤتمر بقرارات قوية: (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل ولا تفريط في القضية الفلسطينية). وشارك السودان بقواته وثرواته في حرب أكتوبر 1973م. وعندما قام الكيان الصهيوني بعدوانه على لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية عام 1982 وتم فتح باب التطوع للقتال بجانب لبنان وفلسطين سجل أكثر من مليون سوداني أسماءهم في كشف المتطوعين.
إذن كيف تفسر أن حكومة السودان تتجه اليوم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وما رأيك في هذا التطبيع؟
إن ثورة ديسمبر المجيدة رفعت شعار (حرية سلام وعدالة) وهذه المفاهيم واحدة لا تتجزأ ويجب أن ندعمها في كل دول العالم، وبالتالي فإن التطبيع مع كيان استعماري استيطاني عنصري قام على أساس إجلاء شعب كامل من أرضه، ويسلب (حرية) شعب، ويمارس (حرب الإبادة العنصرية)، هذا التطبيع يعتبر موقفا مناقضا تماما لطبيعة ثورة ديسمبر المجيدة.
والحقيقة فإن الذين يديرون هذا التطبيع لم يكونوا أصلا جزءا من الثورة. أما القوى التاريخية التي فجرت ثورة ديسمبر فكلها متفقة على رفض التطبيع: حزب الأمة، الحزب الشيوعي، حزب البعث، الناصريون، أقسام مهمة من الاتحاديين، وقوى أخرى عديدة، وحتى المعسكر الآخر الذي تم إسقاط نظام حكمه ليس مع التطبيع. ولا يؤيد التطبيع إلا كيانات مجهرية لا ترى بالعين المجردة.
أما إصرار حمدوك والبرهان على التطبيع مع العدو الصهيوني فهو موقف خاطئ وضار بأمن السودان.
وماذا يخسر السودان عندما يقدم على التطبيع مع (إسرائيل)؟
إن إسرائيل خطر أمني وسياسي واقتصادي واجتماعي كبير على السودان، وذلك لأن الكيان الصهيوني بطبعه له مخطط لضرب وتفتيت الكيانات العربية القائمة اليوم، وهو يستهدف بصفة خاصة دولتين يعتبرهما الأخطر عليه لأن لهما قدرات وإمكانيات وموارد كبيرة يمكن أن تدعم دول المواجهة وهما العراق والسودان.
والمعروف دور الكيان الصهيوني في دعم التمرد وفصل الجنوب وسعيه لفصل دارفور وتقسيم السودان إلى دويلات. كما أن الاتفاقية (الإبراهيمية) التي وقعها (البرهان) ضمن خطتها تقسيم السودان إلى دويلات قبل عام 2027م، وتقسيم الكيانات العربية كلها وربطها بفيدرالية تقودها (إسرائيل).
ألا يمكن أن يستفيد السودان اقتصاديا من إسرائيل خاصة أن هنالك دول عربية تقيم علاقات مع إسرائيل؟
بالطبع لا.. إسرائيل ليست دولة اقتصادية عظمى، فهي مجرد ترسانة عسكرية تعيش على الهبات والقروض ويبلغ دينها الخارجي في نهاية عام 2020 حوالي 302 مليار دولار، أي خمسة أضعاف ديون السودان، وهي دولة تقوم على أساس (الأخذ بلا عطاء)، الدولتان العربيتان اللتان أقامتا علاقات تطبيع معها لم تستفد شيئا، وكان تطبيعا (رسميا) رفضه الشعب المصري والأردني ولم يتعامل معه مطلقا، ويقول الأردنيون إن السواح (الإسرائيليين) الذين يدخلون الأردن يأتون بسياراتهم ليوم واحد حاملين معهم طعامهم وشرابهم حتى لا يستفيد منهم المواطن الأردني ولا (فلسا) واحدا ويقولون: أنهم فقط يستعملون (مرافقنا الصحية). وإسرائيل ليست لديها تقنية تفوق ما عند الصين أو اليابان أو أوربا، ولا يمكن أن تعطي أي دولة في العالم تقنيتها حتى ولو لديها لأن العقلية الصهيونية تقوم على (الأخذ بلا عطاء). أما الدول التي سعت للتطبيع أخيرا وهي الأمارات والبحرين فهما يقعان تحت ضغط أمريكي بحيث تعمل أمريكا على تخويفهم من إيران و(الإرهاب) وتبتزهما وتسوقهما نحو التطبيع بدون موافقة شعبي البلدين.
أما موريتانيا بعد تجربة تطبيع عشر سنوات وبعد عودة الديمقراطية لموريتانيا اقتنعت بعدم جدوى التطبيع فقامت بقطع العلاقات بصورة نهائية مع (إسرائيل). إن التطبيع لا تقوم به إلا حكومة دكتاتورية أو (ملكية) تحكم بالقبضة الحديدية، وذلك لأن الشعب لا يقبل التطبيع.
وماذا بالنسبة للعلاقات الأفريقية الإسرائيلية؟ هل حافظت على زخمها؟
الاستطلاعات التي أجريت على الرؤساء والمسؤولين الأفارقة حول ماضي وحاضر ومستقبل علاقتهم ب(إسرائيل) ومنها استطلاع أجراه ناشط وباحث سوداني ونشره، قد أكدت إجماع الأفارقة على أن العلاقة مع (إسرائيل) غير مفيدة، وأنها تشكل خطرا أمنيا واقتصاديا وسياسيا كبيرا على دولهم، وأن (إسرائيل) لا تمتلك ما تقدمه للآخرين ويتجه الأفارقة للتخلي عن تلك العلاقات التي أصلا هي علاقات شكلية وفاترة. وبالنسبة لدولة جنوب السودان فقد زار سلفاكير (إسرائيل) بعد انفصال الجنوب وشكرهم على دورهم في فصل الجنوب معتقدا أن العلاقات معهم مفيدة، ولكن أثناء محادثات جوبا أكد مسؤولون جنوبيون لبعض أعضاء الوفد السوداني أن علاقة الجنوب بإسرائيل حصيلتها (صفر كبير)، وهنالك دول أفريقية أصلا لها موقف من (إسرائيل) مثل جنوب أفريقيا التي يغنّي شعبها كله للشعب الفلسطيني ويدعم حقه في التحرير وتحرير فلسطين هو مدخل التحرر العالمي من (حكومة العالم الخفية).
ماذا تقصد بعبارة مدخل التحرر العالمي من (حكومة العالم الخفية)؟
إن العالم اليوم يقع تحت هيمنة قوى شريرة تتمثل في (حكومة العالم الخفية) التي تم تأسيسها قبل الحرب العالمية الأولى من 300 يهودي لحكم العالم، ويقول الصهيوني أمشيل روتشيلد: (تذكروا يا أبنائي أن الأرض جميعها ينبغي أن تكون ملكاً لنا نحن اليهود، وأن غير اليهود حشرات يجب ألا يملكون شيئاً) ومن ألّف كتاب (حكومة العالم الخفية) تم اغتياله في أمريكا فورا بعد النشر. واليوم يتمثل ذراع تلك الحكومة الخفية في (إسرائيل)، وقاعدتها هم الجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ثم بريطانيا، وبلدان أوربية أخرى، وتستخدم اليوم (حكومة العالم الخفية) الولايات المتحدة الأمريكية، استخداماً ممنهجاً لتحقيق أغراضها، ولذلك نقول: إن تحرير فلسطين هو تحرير للعالم من هيمنة (حكومة العالم الخفية) الشريرة، ولن يرتاح العالم من الحروب والمؤامرات والشر إلا عبر ضرب رأس الحية في (إسرائيل)، وهنالك مسؤولية عالمية مشتركة. وأمريكا اليوم تغامر بمصالحها في الوطن العربي لأنها واقعة تحت قبضة (حكومة العالم الخفية)، والمعركة هي معركة أحرار العالم في كل مكان من أجل تحرير العالم من هيمنة (حكومة العالم الخفية) الشريرة.
ونعيد تذكير شعب الولايات المتحدة الأمريكية بما وصاهم به بنجامين فرانكلين أحد زعماء الاستقلال حيث ألقى خطاباً قال فيه: (هنالك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية.. ذلك الخطر العظيم هو اليهود، أيها السادة.. في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية هو الحال في البرتغال وأسبانيا) ويقول: (إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم يتدفق في غضون مائة سنة إلى حد يقدرون معه أن يحكموا ويدمروا ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين)..
هل من كلمة أخيرة؟
نعم.. نرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.. وهو عار كبير لن يسمح به شعب السودان وسيسقط هذا التطبيع عاجلا أم آجلا.. فالشعب العربي يتجه نحو (التحرير) وليس (التطبيع)، وكل شعوب العالم تؤيد الحق الفلسطيني، والصهاينة في حالة انهيار نفسي كبير وهزيمة من الداخل، وصاروا يعترفون بأنهم ليسو على حق والأرض ليست أرضهم، فعلى ماذا (يطبّع المطبِّعون)؟.
كدا يا نجاني الماحي فكر في بلدك واليهود لهم حق تاريخي في فلسطين القرآن واضح ولا العروبين ملحدين. :)