لله درك يا قضارف

لم نكن نتوقع ان القبائل التى خرجت من رحم القضارف سيصل بها العقوق والنكران الى اليوم الذى تعلن فيه التكبروالتعالى عليها سبا وقذعا وهى التى تكحلت دون مدن السودان بأديم ترابها البادوبة ، ولم يخطر ببالنا ان يأتى اليوم الذى يبحث مواطنها ليتغذى من غسلين الشجيرات الخبيثة التى نبتت على ارضها البكر ليصيب بلداتها البوار ومزارعيها الفقر والسجون ودكتور عادل عيسى يقف مكتوف الايدى لمحاربة تخصصه (البودة)ولم نكن نتصور ان ارضا انجبت الرشيد الطاهر بكر وبله عبد السلام والشاورابى وتقابة الازارقة وشيخ الدين وسليمان الخليفة وعبدالواحدعبدالله يوسف وبت الجوخة وبت الستية و حسين مصطفى وعمر البدوى والشيخ الصافى وعبداللطيف البدوى وحسن مسعود ومحمودمحمد عيسى وعبدالله سليمان وكبوشية وعبداللطيف البدوى واسماعيل السيمت وتقابة الازارقة وعبدالرحيم طه ويوسف عبداللطيف وعبدالقادر عبدالمحسن واحمد فاضل والطيب البشير وعبودة وشحم البل ودالزايد وعمر الفكى البشير والسلمابى وعبدالله رجب والخليفة طه وشيخ سلمان وشيخ الطيب وكرداش ومساعد وكبير وشيخ الدين ودرويش وابكر حبيب ونكلس وقبوب وتورو وشيخ عوض وابو ندن عثمان حامد مرحوم ستضور جوعا يوما ما ويقف سادتها لشراء الكسرة من (سوق النسوان ) الذى ابدع فيه معتمد البلدية جزاه الله خيرا على ما فعل ونقول دوما لمن احسن احسنت ، وهاهو طريق الانقاذ الذى لا يعجبنا اسمه قد تزيّنت به المدينة طريق كما قال عمر الحاج موسى لو سارت عليه بلقيس لحسبته لجة ولكشفت عن الساقين والشامة ولكن لم يبنه الصينون ،القضارف التى فقدت ذاكرتها بزوال مبانى البلدية التأريخ وسينما التعليم والوطنية فلن نسمح بعد الان بالتجاوز على تاريخ مدينتنا وسجلها الحافل بالروائع والبطولات والانجازات التى تلألأت فوق ناصية المجد فأنارت الطريق لمدن كانت دونها فى الفنون والعلوم والاداب ، ربما هناك مدن تحتضر واخرى تنبعث من الرماد وثالثة تنهار وغيرها تدفنها كثبان النسيان فترزح تحت وطأة الاهمال و لايشفع لها سجلها الحافل بالخيرات والعطايا الممتدة عبر السنين وتبقى القضارف باهليها المتماسكين فى سرائهم وضرائهم نسيج وحدهم العاضين عليها بالنواجز هى الاستثناء الوحيد فهى المدينة الخالدة التى لن تمزقها خناجر النعرات القبلية ولن تعصف بها الصراعات المذهبية والسياسية ولن تنهشها انياب الدهر ولن تنطفئ شعلتها لترقد فى مقابر التأريخ فليس من العدل ان تتحول الى لعبة تتقاذفها هواجس كهنة السياسة لينتهكوا حرمة مؤسساتها التعليمية بتحويل مسارحها الى تلاجات موز واستثماراتها الى ميزانية محليات وميادينها الرياضية الى سكن وهى تتذيل فى كرة القدم كل مدن السودان فى الوقت الذى اصبحت فيه كرة القدم هى خير سفير ونحن ننتظر من حكومة التغيير فيما تبقى لها من اعوام فى الجمهورية الثانية تحولا ديمقرافيا فيمن يسوسونا بالوزارات والمحليات جوهرا لا مظهرا خيار من خيار يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة يضعون الصحة والتعليم والزراعة وتقانتها من اولويات اجندتهم والمواطن فى حدقات عيونهم باعتبار ان تنمية الانسان هى التنمية الحقيقية رغم علمنا بان القادم اصعب من الاعوام ولكن لو تعلقت همة ابن ادم بالثريا لنالها (والقمرية ما بتعذر التقا) والريس يجيب الهوا من قرونو فليتبوأ مقعد الوزارت والمحليات من يعرفون كيف يأتون بلبن الطير ومن يصنعون من الفسيخ شربات والا يكون المواطن هو محصولهم النقدى ولا مكان للتذرع بضيق الامكانيات ليعلق على شماعة اخفاقاتهم ،اربطوا المدن والقرى بالاسفلت وان كان لامحالة فردميات،لتصل خيرات الحواته بدلا من ان تذهب الى مدنى والخرطوم ،اخى الوالى الضو الماحى انت امام بحر لجى فاعبر بمدينتك لبر امانها بابعاد خفافيش الظلام ودعاة الفرقة والشتات ومحبى السلطة وخيركم خيركم لاهله وضع عصب الحياة الماء نصب عينيك فقد استعصى هذا الامر على كل من تبوأ هذا المقعد فان نجحت فيه تكون قد سجلت اسمك بأحرف من ذهب وكل جرعة فى جوف عطشان ستكون صدقة جارية وباذنه تعالى فى موضوع قادم سنفتح ملف التعليم الشعبى ذلك الملف العصى الذى اصبح بقدرة قادر منظمة لله الحمد قبلا وبعدا

عمر الشريف بخيت

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..