اوحال في سكة الحوار

ما بين لقاءات (7+7) وممانعة الحركات المسلحة ومواقف الحكومة المعلنة والخفية يرتسم المشهد الضبابي للحوار “المستحيل” بكل احتقاناته وتقاطعاته .اكثر من عام ونصف العام انقضت من عمر الحوار منذ انطلاقته الاولي عبر الخطاب الرئاسي الشهير في يناير من العام الماضي لا يجنيه المواطن علي صعيده الخاص حاولت الحكومة وعبر وثبات ثلاث للقفز بالحوار الي الشواطي الامنة لكن دون جدوي فالحوار لازال في مربعه الاول ومشكلات بلادنا لازالت ايضا معلقة بين الثري والثريا .اما قفة الملاح فهي في حيرة من امرها فلا احد يتحاور معها رغم انها هي الاولي بالحوار .
ولان الثقة مبددة والهوة تتسع يوما بعد يوم بين الحكومة وحلفاؤها الجدد والقدامي من جهة وبين الحكومة والمعارضة من جهة اخري فمن الطبيعي اذن ان يتراخي الحوار اويبقي هكذا في اوحاله ومستنقعاته القديمة , ولكننا الان نشهد ملامح ارادة جديدة للدقع بالحوار خطوات الي الامام وذلك من انتهاج خطة للاسناد الاعلامي لقضايا الحوار علها تنجح اذا سلكت الطريق الصحيح فالواقع يقول ان التجربة السابقة تجعلنا نتساءل .. كم من اللقاءات والاجتماعات واللجان المنعقدة (والمنفضة) ,وكم من الاسفار والمبادرات والمذكرات الباحثة عن حوار (غائب)..هكذا يثرثرون ويجعجعون ولكن بلا (طحين) ..
الحركات المسلحة تبحث عن ضمانات للدخول الي غرف التفاوض بالداخل فبعض قادة الحركات تلاحقهم المحاكم القضائية اما الحكومة فتريده حوارا داخليا بكل تحضيراته ومساراته وادواته وربما مخرجاته او هكذا تعتقد للقوي السياسية خصوصا تلك التي تتكي علي الضفة الاخري وهي تقرأ المشهد ثم تبدل في خياراتها .
ولكن اكثر ما يثير الدهشة ان الاستاذ كمال عمر المسوؤل السياسي لحزب المؤتمر الشعبي يمارس الان وبشكل واضح مهمة الدفاع بالوكالة عن مواقف وسياسات المؤتمر الوطني ازاء قضايا الحوار الوطني وذهب كمال عمر الي ابعد من ذلك في ممارسة فضيلة الغزل الصريح في المؤتمر الوطني رغم ان هذا المؤتمر الوطني كان والي وقت قريب هو الخصيم والعدو اللدود لجماعة (المؤتمر الشعبي ) .
الجرح الذي لا يندمل ..!
في دارفور لازالت معسكرات النازحين عصية علي التفكيك رغم كل الحوافز والمغريات التي قدمتها الحكومة وربيبتها السلطة الانتقالية الا ان هذه المعسكرات ظلت تشكل بوابة الريح والقلق والهواجس والعواصف في وجه الحكومة وحلفاؤها ويبدو ان الحركات المسلحة استثمرت تماما هذه الاوضاع الاستثنائية التي عايشتها قطاعات كبيرة من اهل دارفور الذين احرقتهم النزاعات والحروب واحالتهم الي نازحين ولا جئين وهائمين .
فالمعسكرات هناك بدارفور ستظل كذلك طالما ان مشروعات العودة الطوعية تبددت اوانها لم تكافي عشم العودة ولا الحياة الامنة بحدها الادني .
صحيح ان هناك بعض الاشراقات والتطورات الموجبة كانت قد تحدثت عنها منظمة الامم المتحدة في تقاريرها الخاصة حول حجم وطبيعة الازمة بدارفور فهي تعتقد ان تحسنا مضطردا قد تحقق في معظم انحاء دارفور بفضل حزمة من التحولات والتغييرات في المنطقة والتي كان لها الاثر الفاعل والمباشر اولا في انحسار الرقعة التي كانت تنتشر فيها الحركات او تستخدمها كمسرح او ميدان للمناورة ثانيا ان المجتمع الدولي وبالاخص الغربي سحب رعايته وابويته من معظم الحركات المسلحة وبالتالي جفت منابع الدعم والامداد اللوجستي لهذه الحركات وثالثا افلحت الحكومة كثيرا في استقطاب بعض العسكريين الميدانيين واستمالتهم الي خيارات السلام ورابعا ان الحكومة وعبر الياتها السياسية والادارية والقبلية نجحت كثيرا في تحريض مجتمع دارفور للوقوف ضد الحركات المسلحة ونبذ الحرب غير ان اسوأ ما جلبته الحكومة بفعلها هذا علي نفسها وعلي الدولة السودانية انها اعلت من شان القبلية وجعلت منها سلطان وقوة ونفوذ خصما ووبالا علي القومية السودانية ولا سبيل من امل لاصلاح هذا الواقع الا عبر ارادة جديدة واعتراف جهير فيه قدر من النقد الذاتي لكل ما اتخذته الحكومة من سياسات في سعيها للتعاطي مع واقع دارفور ونزاعاته والاعتراف هذا يجب ان يبدأ من محطة اسقاط القبلية واخراجها من منظومة التوظيف السياسي والدستوري

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..