و (اشرب مويتها)..!!

* سألني أحد أصحاب (الحلاقيم الكبيرة)- من أهل المعارضة- معاتباً: (حاصل ليك شنو الأيام دي؟!)..
* فأجبت عن سؤاله بسؤال- مزيحاً رأس حربة (طعانه) عن صدري-: (بمناسبة عبارة «حاصل ليك» دي هل تذكر ما «حصل» لصاحبنا فلان؟)..
* وحين لجأ إلى (هزة الرأس)- استعانةً بها على التذكُّر- رأيت أن أنشط ذاكرته باسلوب السخرية (الصادم!!)..
* قلت له إن صاحبنا هذ لَّما تعرَّض لـ(محنة ما!!) تأبط (شهادةً) مكتوباً عليها (مناضل يدفع ضريبة الوطن ويحظى بـ(تصفيق) و «إشادة» و «مُوازرة» الآلاف من شرفاء بلادي!!) وقدمها للذين يرقبون (جيبه) آخر كل شهر..
* فبدأ- أول ما بدأ- بمدير المدرسة التي تدرس بها إبنته و قد كان (يشيد!!) به مع (المشديدين)..
* فنظر مدير المدرسة إلى الشهادة المعنية ثم (اكفهَّر) الوجه الذي كان دائم (التبسُّم) في وجه صاحبنا وصاح فيه بصوت كصليل جرس مدرسته: (دي يا أستاذ تبلها وتشرب مويتها!!)..
* فلم (يبلَّها)- طمعاً في أن يتفَّهم «قيمتها» الآخرون- وقصد صاحب المنزل الذي كان يُكثر من ترديد عبارة «يا سلام عليك يا مناضل» كلما مد يده إليه بمبلغ الإيجار فحدق فيها ملِّياً ثم قال مغمغماً: (طيب كويس؛ ربنا يقويك، بس وين القروش؟!)..
* فلما أدرك- المؤجر- أنه ما من قروش زمجر صارخاً: (ورقتك دي يا أستاذ تبرِّوزها وتعلقها في صالون بيت غير بيتي ده!!)..
* فلم يبروزها- أملاً في أن تُحدث مفعولها لدى بقية الدائنين- وعَّرج على صاحب البقالة التي (يجُّر!!) منها فقدمها له وهو يطنطن: (ما حاربونا وكده!!)..
* فضيَّق صاحب (الجرورة) عينيه وهو ينظر إلى الورقة محاولاً قراءة ما فيها والفم يعيد تكرار عبارات الثناء على (المناضل!!)..
* فلما استوعب ما فيها من مغزى سقط (الرطل) من يده على الميزان محدثاً جلبة طغت على جلبة زبائنه و (اتسعت) العينان الضِّيقتان ثم دمدم في وجه صاحبنا: (ورقتك دي إلا اكان تديني ليها أعملها قرطاس للبن والسكر والعدس!!)..
* ولم يعطها له لـ(يقرطِّسها) مراهنةً من جانبه على أن تستوعب معناها (ست قراطيس الفول والتسالي) وقد كانت تتعامل معه بـ(الشُكُك) متباهيةً أمام زبائنها: (يوم الرجال المتلك لمن يجي ما تنسى تشيرلي في التلفزيون)..
* فتلى صاحبنا مضمونها على (حاجة زهرة) وهو واثق من إرجائها دينها عليه البالغ خمسين جنيهاً..
* فما أن فرغ من تلاوة محتوى شهادة (النضال) حتى أبصر عينيَّ (الحاجة) تحمَّران (إحمراراً) لم يره فيهما من قبل فتولى بشهادته هارباً قبل أن (تفضحه!!) أمام الذين لم يكونوا ينادونه إلا بلقب (أستاذ!!)..
* ثم (هرب!!) من البلد بأسرها بعد أن (ضاقت عليه الأرض بما رحبت!!)..
* ولم ينس أن (يبلَّ) الشهادة النضالية و (يشرب مويتها!!)..
* أما معاتبي ذو (الحلقوم الكبير)- والمال الوفير – فقد (هرب) من أمامي!!!!!!!

آخرلحظة

تعليق واحد

  1. يعني الحكاية اصبحت مثل حملة الشهادة الجامعية عاطلين عن العمل ولو معاك واسطه من غير شهادة تشتغل

  2. ولا يهمك الترابي قالها لتطييب خاطر الحاج ادم (لعن الله الفقر ) وبالتأكيد اخوانا الصحفيين حالهم يحنن

  3. يا جماعة ما تفهموا مقال صلاح عووضة ده غلط لان الصحفي عندما يريد ان يتنازل عن مبادئه ما ممكن اعملها ظاهرة كده و يعلن للملأ خلاص أنا تبت من معارضة الحكومة وعايز أعيش و بما ان صلاح دارس للفلسفة فلا بد انه يرمي لأشياء غابت عننا في مقاله هذا

  4. صدقت يا استاذ عووضه نحنا بنقرأ ليكم وننبسط من مواجهتكم وفضحكم لفساد المسئولين , ( لاكين ) عمرنا ما فكرنا فيكم بعد المسئولين يضيقوا عليكم ويقطعوا عيشكم مستغلين نفوذهم حتعيشوا كيف !وتوفروا احتياجات اسركم من وين ؟ , وللاخوه المعلقين اقول مافي زول فينا يقدر يشوف اولاده جعانين او مرضانين وهو يقعد يعاين ليهم ويقول ليهم اشبعوا ابوكم مناضل او صِحوا ابوكم مناضل !!
    لو نحنا عندنا الوعي التام كان عملنا منظمات مجتمع مدني تساعد الصحفيين الاشراف ماديا حتي لا ينكسروا امام التزاماتهم الاسرية وذلك اضعف رد الجميل لكن شنو يستفيدوا من اشاداتنا بيهم !!!؟
    نحن نطالب امثال عووضه وشبونه وبقية الاشراف بالمصادمة ونخذلهم عند دفع الثمن !!!

  5. يا أستاذ

    عمر البشير قالها لصاحب المحكمه الجنائيه وكل من يدعمها من المجتمع الدولى بس بالعاميه السودانيه ( بقول ليهم ..ٌراركم ده ( موصوهو وأشربو )

    ويا حليك مقولة بلديادكتم صالح كِسِر

    ولد ددده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..