التحنيط عند الكوشيين *

لقد مارس الكوشيون عملية التحنيط لحفظ أجساد حكامهم ونبلائهم المتوفيين . تتمثل الخطوة الأولى في التحنيط في إزالة أعضاء داخلية معينة من الميت ، يعتقد أنها أعضاء غير ضرورية للجسم ، غير أن هذه الأعضاء المزالة لا تطرح بعيدا ، بل توضع في جرار (جمع جرة) أو لدى (أبناء حورس الأربعة) ، الآلهة الكوشية التي يعتقد أنها تحمي هذه الأعضـــاء فـ(دواموتيف) يحمي المعدة ، (هابي) يحمي الرئتين ، (كيبهسنويق) يحمي المعي ، (إيمسيتي) يحمي الكبد . أما الدماغ فيجري نزعه عبر فتحات الأنف أو من خلال فتحة بالقطع من الجانب الأيسر من جسم الميت .
في المقابل فإن القلب يبقى ولا تتم إزالته ، إذ يعتقد أنه العضو الأكثر قداسة في الجسم . بإزالة الأعضاء الأكثر تبللا فإن الكوشيين يحكمون عملية تجفيف الجسم . بعد ذلك يغسل الجسم بالنطرون والماء (ربما المقصود العطرون ? من المترجم ) والنطرون هو نوع من الملح يحصل عليه من أماكن معينة في وادي النيل والمقصود بإستعماله إستخلاص الماء والرطوبة من جسم الميت . بعد ذلك يلف الجسم بالكتان ثم يحفظ الجسم الملفوف لمدة أربعين يوما وذلك لمنح النطرون الفترة الكافية لإزالة الماء والرطوبة . خلال هذه الفترة يحفظ الجسم في بيئة حارة وجافة بحيث يتبخر الماء المستخلص بواسطة النطرون . بعدها تزاح اللفافات ويغسل الجسم بالماء والكحول ثم يمسح بمحلول الراتينج ، ثم يوضع الجسم في وضع متمدد ويزين بالجواهر ثم توضع الأقنعة الذهبية على الوجه . كذلك تزين الأيدي بالأساور الذهبية ، أما أصابع اليدين والقدمين فتغطى بالخواتم والذهب .
أخيرا يلف الجسد بمئات الياردات من الكتان . خلال عملية اللف تدخل التمائم والنصوص المقدسة داخل طيات الكتان ، ثم يوضع الجسم الملفوف أو المومياء في كفن خشبي ، صنع لكي يبدو مثل الميت . بعدها يغطى الكفن الخشبي بالكامل برقاقة ذهبية . يغطي سطح الكفن تصميمات ملونة مثل تصميمات لحورس بأجنحة ذهبية بإعتباره حامي الفرعون . بعد ذلك يوضع الكفن الخشبي مرة أخرى في كفن أكبر مزخرف كذلك ليشابه جسم الميت . يكون الكفن الخارجي مرصعا بالذهب ومزينا بالزخارف الدينية . قبل إغلاق الكفن الخارجي تدرج الكتابات المقدسة في الداخل ثم يحمل الكفن إلى غرفة الدفن تحت الهرم وتوضع على دكة عالية وتصحب الميت ممتلكاته لتلازم روحه في الحياة الأخرة .
———————————-
* أقدم المومياءات التي عثر عليها في شمال السودان هي مومياء كرمه ويصل عمرها إلى 4000 عام وهي لرجل يتراوح عمره بين 40 – 50 عاما ، ثم مومياءات عثر عليها في مقبرة غير ملكية في جزيرة صاي (عدد 12 مومياء) ويمتد عمرها إلى 3400 عام ، مومياء نوري وعمرها يصل إلى 3000 عام ، ومومياء أخرى عثر عليها في منطقة الشلال الرابع وهي لإمرأة وتعود إلى العصر المسيحي .
المصدر : [url]http://www.ancientsudan.org/burials_08_mummyfication.htm[/url]
حضارة ضاربه في الجذور للاسف حتي السودانيين لا يعرفون قيمتها ادعو اهلي النوبيين للاهتمام بها اذا كان الشعب السوداني لا يعيرها اهتماما
حضارة ضاربه في الجذور للاسف حتي السودانيين لا يعرفون قيمتها ادعو اهلي النوبيين للاهتمام بها اذا كان الشعب السوداني لا يعيرها اهتماما