البث قبل النص

بشفافية
البث قبل النص
حيدر المكاشفي
٭ بدت لي الفلسفة التي تنتهجها أجهزة الاعلام الرسمية المركزية من اذاعة وتلفاز وفضائية في البحث عن ما يوحد شطري البلاد- شمالا وجنوبا- أو بالأحرى ما يبقيهما على حالة الوحدة القائمة منذ عقود، عبر تكثيف الجرعة الاعلامية الموجهة لخدمة هذا الغرض النبيل، بدت لي أشبه بفلسفة الفيلسوف الميتافيزيقي الذي وصفه نقاد هذا الاتجاه الفلسفي بأنه أشبه برجل أعمى يبحث في غرفة مظلمة في ليلة حالكة السواد عن قطة سوداء، علماً بأنه لا وجود أصلاً لقطة، لا سوداء ولا بيضاء ولا حتى خاتفة لونين.. يعنون باختصار أنه محض بحث عبثي لا طائل من ورائه غير ضياع الزمن والجهد وربما المال، وهذا بالضبط ما ينطبق على أجهزة الإعلام المركزية وتحديداً الاذاعة والتلفزيون، فهذه الأجهزة لا وجود لها أصلاً في الجنوب، لا كمعنى ولا كمبنى، بثها مبتوت وإرسالها غير مسموع، وحتى لو سُمعت الاذاعة على سبيل الصدفة فإن ذلك لن يتجاوز زمناً محدداً جداً يقع ما بين فترة الصباح الباكرة أو أول المساء، وتُروى حول هذا الشح الاذاعي طرفة تقول إن واحداً ممن طالت غيبتهم عن العاصمة الخرطوم زارها لغرضٍ عاجل قضاه ثم عاد، وحين سئل عن ما لفت نظره في الخرطوم بعد غيبته الطويلة عنها، قال بدهشة وسرعة (اذاعة ام درمان شغالة بالنهار). وليس أسوأ من هذه الغفلة الاعلامية التي عكستها هذه الطرفة إلا تلك التي تحكي عن إحدى أخواتنا الجنوبيات التي لم تسعفها لا وسائل إعلام ولا سبل مواصلات أو اتصالات، ولا طرق برية ولا نقل نهري في التواصل مع أهل الشمال والتعرف عليهم، إلا النذر اليسير جداً الذي توفر لها من خلال التعرف على العدد القليل جداً من أهل الشمال المقيمين هنا وهناك ببعض مدن الجنوب، هذه السيدة الجنوبية المنغلقة بغير إرادتها، تقول الطرفة إنها عندما اضطرت تحت ضغط استعار الحرب واشتعالها منتصف ثمانينيات القرن الماضي لم تجد ملاذاً سوى أن تلجأ شمالاً الى الخرطوم، وكانت تلك هى أول مرة تغادر فيها حدود الجنوب باتجاه الشمال، ولهذا كان مفاجئاً لها أن تجد في الخرطوم كل هذه الاعداد الهائلة من (المندكورات)، فحين سألوها أول عهدها بالخرطوم عن ما لفت نظرها وجذب اهتماهها فيها قالت بلا تردد (مندكورات كتير في خرطوم)، وهذا مثال آخر ليس فقط على ما جنته الغفلة الإعلامية التي لا تقل فعلتها في قفل الجنوب وانغلاقه وانكفاء أهله داخل حدودهم عن ما فعله قانون المناطق المقفولة، بل أن هذا المثال يدل أيضاً أوضح دلالة على الغفلة السياسية المتطاولة التي طالت كل حقبنا الوطنية التي قصر نظرها وتقاصر وعيها الاستراتيجي عن تشييد ولو طريق واحد معبد ومسفلت يصل الجنوب بالشمال، دعك عن وسائل النقل الاخرى كالسكك الحديدية والناقلات النهرية وغيرها من أسباب الاتصال والتواصل، وكان نتاج ذلك أن وجد الجنوب نفسه في موقع هو أقرب للقطع والفصل من الوصل والتلاقي.
صحيح أن البرامج الموجهة للجنوب التي يبثها الاعلام الرسمي بمظنة أنها تخدم الوحدة وتقوي خطها وتحشد لها المناصرين من أهل الجنوب أصحاب الحق الاصيل في التصويت لها أو ضدها، برامج فقيرة ذات مضامين فطيرة وبعبارة بلدية واحدة أنها ( تعرض خارج الزفة) كما ذهب الى ذلك بالامس الزميل عثمان ميرغني بالغراء صحيفة التيار، ولكن المؤسف فوق ذلك وقبله هو أن هذه البرامج على فقرها وفطارتها غير مسموعة أو مشاهدة بالجنوب مما يزيد أمرها ضغثاً على إبالة، ويجعلها بلا معنى وغير ذات جدوى وأقرب لأن تكون مجرد محاولة لـ(تر اللوم) وتبرئة الذمة، ففي مقابل هذا البكم الاعلامي الرسمي في الجنوب تجد ان اذاعة واحدة فقط هناك هى اذاعة بخيتة التابعة للكنيسة الكاثوليكية لا يغطي بثها كل مساحة الجنوب فحسب بل أنها تذيع برامجها بأكثر من ستين لهجة محلية، أو إن شئت قل لغة أو رطانة، وهذا جهد لا يطمع فيه أحد مقارناً بمستوى أداء الاعلام الرسمي سابقاً وحالياً ، وإن كان هناك مطمح فيه فهو فقط أن يتمكن من ايصال بثه الى الجنوب، إن لم يكن كله فثلثه، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وأهلنا يقولون (المال تلتو ولا كتلتو)!!.
الصحافة
كل إناء بما فيه ينضح. ماذا تتوقع من أجهزة أقل ما يمكن وصفها بأنها إما مؤتمر وطني أو تدعي بأنها مؤتمر وطني و الثانية هي الأسوأ و الثانية هي التي يخيل إلى أنها تدير شؤون البلاد بشكل عام و الإعلام بشكل خاص. و إلا بالله عليك قل لي متى كان ذلك الديناصور الذي يقبع في أحد البرامج التوثيقية منضوياً تحت لواء الاتجاه الإسلامي أو الإخوان المسلمون أو أي تنظيم حزبي قريب من المؤتمر الوطني؟ و هو الآن يفتي في تلفزيون السودان و لا زال ""يضرع في برامجه بل هو يظن بأنه هبة من هبات الله إلى عباده في السودان- عباد الله و ليس عباد ذلك الديناصور- تراه يحاضر ضيوفه و يقاطعهم أو تلك التي تقدم برنامج عزيزي المشاهد- تلك المقدمة السمجة التي حضورها ضعيف أو تلك المومياء التي تقدم برنامجاً اقتصادياً فهي تتمتع بتكلس تحسد عليه. بالله عليك كيف تتوقع من هؤلاء أن يقدموا برنامجاً يجعل المواطن الجنوبي- لو وصل له الإرسال- يشعر بأن الوحدة أفضل له؟ نحمد الله أن الإرسال لا يصل إليه.
اتفق معك الاخ المكاشفي
يالمكاشفي انا جاتني حساسية من المثل البقول المال تلتو ولا كتلتو والسبب قائلها وزير العدل سبدرات (السابق)فيما يخص سوق مواسير الفاشر يعني 22 سنة اغتراب وكنت امني النفس بالاستقرار في السودان وفجأة القدر يسبق المخطط وتقع الطامة الكبرى وحتى هذه اللحظة لم نطل بلح الشام اوعنب اليمن او حتى اللي راح ,ياحبيبي راح وعلى طاري مذيع الجزبرة الرياضية رؤف خليف (وزززززززززززع) نار ياحبيبي نار واوعك تلعب بالنار يادوسة