ضبط مقعد السيارة عملية دقيقة لضمان جلوس صحي

كثرة استخدامنا للسيارة، خلال مشاويرنا اليومية، تفرض علينا التقيد بوضعية الجلوس لفترات طويلة. وهو ما يحذر الأطباء من آثاره السلبية على الظهر والعمود الفقري والعظام والدورة الدموية. ولتخفيف خطر هذه الآثار، يحث الأخصائيون على ضبط مقعد السيارة بشكل يتلاءم مع الظهر، لا سيما عند القيادة لمسافات طويلة.

العرب

طول المسافة يزيد الضغط على الظهر

همبورغ (ألمانيا) ? أكد نادي السيارات الألماني آي دي آي سي أن ضبط ‫مقعد السيارة بصورة صحيحة يجنب السائق آلام الظهر، بينما وضع المقعد بشكل خاطئ يعيق قدرة الاستجابة في حالات ‫الطوارئ.

‫وينصح الخبراء الألمان بضبط المقعد على وضع مرتفع، بحيث يتمكن السائق من الحصول على نظرة جيدة على ما يحيط بالسيارة. ويجب أن يتم تحريك المقعد ‫إلى الخلف بعض الشيء، ولكن دون أن تصبح الركبة في وضع مستقيم عند الضغط على ‫الدواسات. ‫

وينبغي على السائق ضبط مسند المقعد على وضع قائم قدر الإمكان، وذلك ‫للحفاظ على الظهر، وكي تكون مسافة الأمان قصيرة بين مؤخرة الرأس ومخدع ‫الرأس، الذي ينبغي أن يصل إلى ارتفاع الحافة العلوية للرأس لتوفير حماية ‫للسائق في حالة وقوع حوادث.

‫وإذا كان مقعد السائق يشتمل على دعامة الفقرات القطنية، فإنه ينبغي ضبط ‫هذه الدعامة بما يتناسب مع تقوس العمود الفقري. وينبغي ضبط المقود ‫بحيث يمكن وضع اليد على أعلى المقود مع فرد الذراع، دون أن تبتعد ‫الأكتاف عن مسند الظهر.

وينصح الخبراء الألمان بمسك المقود بوضع الساعة ‫الثالثة أو التاسعة. ويوصي باحثون بالابتعاد عن التوتر أثناء القيادة، لا سيما استخدام الهواتف الخلوية التي تزيد من حدته. وحذروا من السرعة الزائدة عند المطبات، لأنها تسبب ضغطا على العمود الفقري.

ولتخفيف آثار الجلوس لفترات طويلة يفضل إطفاء السيارة، بين الحين والآخر (يفضل كل نصف ساعة إلى ساعة) والوقوف في استقامة ووضع اليدين على الوركين، من الخلف، مع محاولة إرجاع الظهر إلى أقصى قدر ممكن، 10 مرات للمرة الواحدة.

وفي حالات الزحام الشديد وتوقف السير لأي سبب كحادث أو إشارة طويلة، يوصي الباحثون بالنزول من السيارة وثني ومد الجسم، عدة مرات، أو القيام بالدوران حول السيارة.

كشفت دراسة لدائرة الإحصاء الأميركية أجريت على 150147 شخصا، أن المواطن الأميركي يقضي حوالي 56.09 دقيقة يوميا في القيادة. ووفقا للدراسة فإن الكثير ربما يقضي 10 أضعاف هذه الساعات، وخاصة سائقي سيارات الأجرة أو سائقي الباصات الذين يجلسون داخل مركباتهم لمدة لا تقل عن 10-12 ساعة يوميا.

وتتحدث بعض الدراسات عن أن القيادة لمسافات طويلة في السيارة كالسفر مثلا يسبب إرهاقا لعضلات الظهر وأن القيادة والجلوس لمدة ساعتين يوميا، في السيارة، من شأنهما رفع معدلات الإصابة بالانزلاق الغضروفي، أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقضون معظم أوقاتهم في قيادة السيارة بنسبة 50 بالمئة فإن معدل الخطر يزداد إلى 3 أضعاف المعدل الطبيعي.

وفي دراسة بريطانية، أجريت عام 2002 بينت أن السائقين (وبخاصة سائقي سيارات الأجرة) معرضون بشكل متزايد لآلام أسفل الظهر والإصابات بسبب مجموعة متنوعة من العوامل مثل اهتزاز الجسم كله، والجلوس لفترات طويلة، والمشكلات النفسية والاجتماعية.

وخلصت الدراسة إلى أن إجراء بعض التغييرات في بيئة العمل يلعب دورا هاما في الحد من خطر إصابة الظهر من خلال اختيار كرسي القيادة المناسب وتعليم السائق الطرق المناسبة للتعامل مع ظهره. ويشير رئيس الاتحاد البريطاني للعلاج الطبيعي إلى أن ?22 ألف شخص يقومون بزيارة شهرية للمصحات التابعة للاتحاد، نتيجة الإصابة بمشاكل في العمود الفقري، نظرا إلى وضعية الجلوس الخاطئة أثناء القيادة?.

وأضاف أن الضغط على الظهر والجلوس بطريقة غير سليمة أثناء القيادة، يساوي ضعف الضغط الذي يتعرض له الشخص في حال الوقوف المستمر.

ويذكر أنه من الأخطاء الشائعة لقائدي السيارات والتي تسبب وضعيات جلوس خاطئة تؤذي الجسم ميل المقعد إلى الخلف بدرجة كبيرة والذي يعمل على إرهاق عضلات الكتف والرقبة والأرجل وأسفل الظهر، ميل المقعد إلى الأمام أو الانحناء على عجلة القيادة والذي يؤدي إلى آلام شديدة بالظهر وهو عامل يساهم في حدوث تقوس الظهر، الجلوس مائلا على ناحية اليمين (في الأغلب) وهو يؤذي عضلات أسفل الظهر، انخفاض المقعد عن الحد المناسب ويؤدي إلى إرهاق عضلات الرقبة.

وجدير بالذكر أن الارتباط بين الإصابة بالمشاكل الصحية والجلوس، ظهر لأول مرة في الخمسينات من القرن الماضي، عندما وجد الباحثون أنَّ سائقي الحافلات البريطانيين كانوا أكثر إصابة بالنوبات القلبية بمعدل الضعفين، بالمقارنة مع زملائهم الآخرين العاملين في مصلحة النقل. ولقد أجريت، في السنوات القليلة الماضية، العشرات من الأبحاث التي تتناول الأمراض الناجمة عن الجلوس، والتي نشأت عن نمط الحياة الساكن الذي يميل إليه البشر في أيامنا هذه.

ويعتقد الخبراء بأن الجلوس لفترات طويلة يبطئ من عملية الاستقلاب، والتي تؤثر في قدرة أجسامنا على ضبط سكر الدم وضغط الدم وعمليات استقلاب الدهون، وقد يسبب ضعف العضلات والعظام أيضا. ويقول الأطباء ?في الحقيقة، الجسم ?ينطفئ? عند الجلوس ولا يقوم إلا بحد أدنى من النشاط العضلي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..