البشير وجماعة (التمكين)..اا

الطريق الثالث

بكري المدني

البشير وجماعة (التمكين)!
[email protected]

* اعلان الرئيس البشير الداوي قبل ايام بإنتهاء عهد التمكين كان رسالة واضحة لمن يهمه الأمر ولا شك ان الرسالة قد وصلت في ساعتها وتوقيتها المعلوم وان سبقتها اشارات كثيرة دالة اكثرها وضوحا ما جاء في حديث الرئيس للزميل الاستاذ الطاهر حسن التوم في التلفزيون في اول تعليق له على مذكرة (الألف اخ ) حيث جزم الرئيس بمحاسبة من كانوا وراء تلك المذكرة مذكرا بأن حزبه فيه خمسة ملايين عضو لا يسوى امامهم الف عضو شيئا او كما قال واضاف ان لا وصاية على الحزب الحاكم من احد وتلك رسالة قوية لمن يهمه الأمر وهم في الأول والآخر مجموعة من الإسلاميين ما فتئوا من حين لآخر يتحدثون عن ضرورة تصحيح المسار ووصل الأمر ببعضهم للمطالبة بالتغيير وشجب ما اعتبروه سياسة كنكشة
*الرئيس على ما يبدو من ملاحظاته العامة ومن تجربته الطويلة في الحكم اضافة الي مصادره لا شك وقد احس بحركة غير عادية وسط التيار العريض والذى قامت عليه الإنقاذ واراد على ذات الطريقة التى انهى بها الإزدواجية في الحكم العام 1999م القضاء على أي مظهر مشابه وقبل ان يقوى عوده ويستعصى على الإقتلاع ولهذا جاءت رسالة البشير الأخير وفيها من المضامين ما لا يحتمل التأويل فالرئيس يريد ان يضرب المتفلتين من ذلك التيار بإنهاء ما عرف بسياسة التمكين والتى مكنت الإسلاميين من مفاصل الخدمة العامة ?على حساب الجميع لا بل وعلى حساب المؤهلات والصالح العام ? وان نفذت سياسة الرئيس الجديدة فلا شك ان ثمة ضربة موجعة وقوية ستنال من الإسلاميين (المتململين ) ولكن هل يستسلم هذا التيار ويقضى عليه الرئيس كما فعل مع رأس الحركة الإسلامية الشيخ حسن الترابي في العام 1999م ؟!ذلك هو السؤال والرئيس مقبل على مواجهة ليست مع قوة سياسية تقليدية معارضة كالأحزاب السياسية ولا حتى قوة دولية يستنصر عليها بكل إسلامي السودان وتنظيمهم القوي لا بل ولا حتى قيادة روحية فقدت سواعدها الأساسية كما في حال الترابي والذى انحاز اغلب اعوانه للبشير ضده فمواجهة الرئيس اليوم ستكون مع مجموعة مقدرة من (جماعة التمكين) في الدولة عامة والخدمة المدنية خاصة وهي جماعة مهما تم التقليل من شأنها فإنها لا زالت تمسك بمفاصل الحياة في السودان وتتمسك بهذه الميزة ابدا مما يجعل نتيجة الثورة عليها موضوع سؤال
*ان الرئيس البشير انتصر في مواجهته الأولى مع الترابي وجزء من الحركة الإسلامية لعدد من العوامل اولها استناده على الجيش وفوزه كذلك بمناصرة عصب رجال وشباب الحركة الإسلامية امثال الأستاذ على عثمان والدكتور غازي صلاح الدين والدكتور مجذوب الخليفة والدكتور عوض الجاز وكثيرون كشفوا ظهر الترابي وحموا صدر الرئيس فكانت الضربة القاضية لمجموعة المنشية ولكن السؤال هل الوضع اليوم كالبارحة ؟ وهل ستسفر أي مواجهة قادمة بين الرئيس و(جماعة التمكين) من الإسلاميين هل ستسفر مواجهة كهذه عن ذات النتائج؟ كل الإشارات تقول ان ذلك ممكن فالرئيس لا يزال القائد العام للجيش والممسك بمفاصل الأجهزة العسكرية كلها كما ان الذين انحازوا اليه ضد الترابي سيبقون معه وما من مؤشرات لغير ذلك- حتى الان – اضافة الى اتساع قاعدة انصاره بالحزب الحاكم اضافة الى العدد المهول من التنفيذيين في الدولة والذين لن يجدوا بدءا من الوقوف خلف الرجل الأول وبالنتيجة فإن أي صراع داخل حوش الإسلاميين حسب معطيات الحاضر محسوم لصالح الرئيس وحزبه واي حركة مضادة تعتبر حماقة وانتحار ? او استشهاد ? ان حب البعض تسميتها وفق المصطلحات التى تروقه وواضح بأن الرئيس البشير وفي هذا الظرف بالذات سيكون اكثر حدة في مواجهة كل من يواجهه وستكون هذه المواجهة اعنف خاصة اذا ما دارت داخل البيت الواحد

تعليق واحد

  1. يبدو ان الرئيس البشير واعوانه لا يقراؤن المواضيع الذى يخالف رأيهم.ومستشاريه لا يسدون له النصح.والان كاد ان يدق ساعة العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..