أخبار السودان

سد النهضة.. السودان يتمسك بمواقفه والمفاوضات تمضي !

يبدو أن السودان إعتبر تجاهل مطلبه بعقد إجتماع ثنائي مع خبراء الإتحاد الإفريقي بحسب ماجاء في بيان وزارة الري والموارد المائية سبباً للتحفظ على المشاركة ومقاطعةإجتماعات سد النهضة الثلاثية بخصوص ملء وتشغيل السد والتي أمنت على عقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الأفريقي والمراقبين ولم يتلق السودان رداً على طلبه.

وبدلاً عن ذلك تسلم السودان دعوة لمواصلة التفاوض الثلاثي المباشر مما دفع السودان للتحفظ على المشاركة، تأكيداً لموقفه الثابت بضرورة اعطاء دور لخبراء الاتحاد الأفريقي لتسهيل التفاوض وتقريب الشقة بين الأطراف الثلاثة، حيث ان وزارة الري والموارد المائية أكدت تمسكها بالعملية التفاوضية برعاية الإتحاد الأفريقياعمالاً لمبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، “المواكب” تبحث في مواقف السودان من التفاوض والتي وصفها مراقبين بالضبابية.

 

تقرير: وليد الزهراوي

 

مفاوضات فاشلة

فشل المفاوضات، هو فشل للسودان ومصر، ولكنه نجاح 100% لاثيوبيا هذا مابتدر به د. أحمد المفتي الخبير في مجال القانون الدولي للمياه لـ(المواكب)، ويضيف ان الدخول في مفاوضاتلا تتوفر فيها مطلوبات النجاح التي حددناها في المنشور ٣١٠٥، هو فشل للسودان ومصر، ونجاح 100% لاثيوبيا، لانه يقنن لها انشطتهاغير المشروعة التيتقوم بها حالياً استعداداً لبدء توليد الكهرباءيونيو 2021، وبدء الملء الثاني في يوليو 2021، حسب تصريحات رسمية إثيوبية.

المفتي يقول إن الإتحاد الأفريقي إستجاب للسودان بطلبه بلعب الخبراء دور أكبر ولكن إنسحابه ومقاطعته من المفاوضات يجعله يشذ عن الجميع ونتساءل ما الذي يريده السودان؟ فالخبراء دفعوا بمذكرة مكتوبة ولقد وافقت عليها اثيوبيا فوراً، كما هو متوقع، ورفضتها مصر، من حيث المبدأ، وكان من المفترض ان يوافق عليها السودانقبل اثيوبيالانه هو الذي طالب بإعطاء خبراء الاتحاد الافريقي دوراًأكبر ولكنه لم يحدد موقفه منها.

خبير مجالات الحقوق والمياه المفتي يمضي ليقول ” لكن الذي حدث هو ان السودان إنسحب من الإجتماع الذي دعا له الإتحاد الإفريقي، لمناقشة المذكرةمُطالباً بعقد اجتماع ” ثنائي “، لا احد يدري من هم اطرافه، وعما اذا كان المقصود هو ان تكون الدول الثلاثة طرفاًأول، وخبراء الاتحاد الافريقي والمراقبين طرفاً ثانياً، ام ماذا، خاصة وان السودان لم يحدد اطراف الاجتماع الثنائي الذي يطالب به.

ويستطر المفتي في حديثه بانه قد سبق ان وجه رئيس مجلس السيادة السوداني بتاريخ 26 نوفمبر 2020، وزير الري السودانيبتحديد خطواتلاخراج السودان من ” المأزق” الذي ادخل السودان فيه، بانسحابه من مفاوضات نوفمبر 2020، فاذا بوزير الري السوداني، ينسحب مرة أخري، ويضيفمأزقاً جديداً، وان كان انسحاب السودان الاولبسبب عدم اعطاء خبراء الاتحاد الافريقيدوراًأكبر.

 

غير مجدية

ويمضي المفتي ليقولإن انسحاب اليوميتم بعد ان قام الخبراء بالدور الاكبروقدموا رؤيتهم كتابة بعد شرح طلب السودان بتاريخ 4 يناير الجاري، في بعض المواقع الاسفيرية والتي يوجد بها اعضاء من الوفد السوداني المفاوض، حيث ان طلب السودان هو عقد ثلاثة اجتماعات ثنائية، بين وفد كل دولة ووخبراء الاتحاد الافريقي والمراقبين، كلا علي حدة، لان خبراء الاتحاد الافريقي والمراقبونيعلمون بموقف كل دولة من الدول الثلاثة، و لا جدوي من تلك الاجتماعات الثنائيةالتي طالب بها السودان، ولم يرد الاتحاد الافريقي علي طلب السودانحتي لا يحرجه برفض طلبه ولم يفهم السودان تلك الاشارة الدبلوماسيةوتحفظ علي الاجتماعات.

وأضاف وفقاً للمفتي تعقيداً جديداً للمفاوضاتوادخل المفاوضات في مطب، كما فعل انسحاب السودان الاول، وكلاهما يصبان فيمصلحة اثيوبيالانهما يؤجلان البت في الموضوعدون ان توقف اثيوبيا أعمالها في سد النهضة، وذاك غاية ماترجوهويختم المفتي حديثه بالقول أن ليس للسودان موقفا ثابتاً أو غير ثابت.

إرادة سياسية

عمر محمد علي أستاذ العلاقات الدولية جامعة الخرطوم إختصاصي موارد دولية، يقول لـ(المواكب)، أن  السودان لديه مسائل مائية أهم من سد النهضة والسد العالي، وهوالاستقلال الأمثل لموارده المائية المتاحه بغرض تحقيق الامن المائي والغذائي وهذا اهم مما تريده اثيوبيا ومصر ولكن السودان تقاعس عن الإطلاع بهذا الدور، والسودان اهم دولة في حوض النيل، وأراضيه الخصبة لاتوجد في دول حوض النيل مجتمعة، ومجاري الأنهار النيلين الأزرق والأبيض يلتقيان في السودان، ولم يتمكن السودان من القيام بدوره السياسي والمائي بالمنطقة لذا لقب بكل أسف بـ”رجل إفريقيا المريض”، لذا كان من الأمثل والأجدر أن ينطلق موقف السودان من هذه الإعتبارات.

ولفت علي بان مصر وإثيوبيا تصدمان السودان بمشاريعهم قديماً السد العالي وحالياً سد النهضة وبالمقابل لم يقدم السودان مشاريعه المائية بل قيد نفسه بإتفاقيات تحد من تطوره ومن قوته، وسد النهضة في المقام الأول قضية سياسية وليست هندسية،ولكن يصر السودان على النظر اليه من جانب هندسي، وسد النهضة كجسم هندسي لم يقف إلا بعد توفر الإرادة السياسية،لذا لابد من إرادة سياسية سودانية تجاه الموارد المائية للبلاد، وسيكون الفشل حليف المفاوض السوداني مالم ينظر لمصالحه.

 

إقصاء الخبراء

خبيرالموارد الدولية يشير الي ان الآن السودان وأثيوبيا بينهما صراع على الحدود فهذا قطعاً يؤثر على مجريات التفاوض،وعن سبب إنسحاب ومقاطعة السودان للمفاوضات بالرغم من تقديم المذكرة من قبل خبراء الإتحاد الأفريقي، يرد علي باننا لانعرف أسباب الرفض لعدم اطلاعنا على الوثيقة وتم إقصاءنا كخبراء أكاديميين من المفاوضات التي تجري الآن، وتابع ” تم إقصاءنا كأكاديميين لعدم إنتماءهم السياسي بالرغم من تواصلهم مع وزير المالية ووزير الخارجية، بالرغم من كفاءتهم العالية وخبرتهم في هذا المجال.

ونبه بأن المفاوض السوداني يجب أن تكون نظرته لمفاوضات سد النهضة شاملة وليست من منظور هندسي فقط، والسودان في وضع لايحسد عليه لأنه الدولة التي تجاور شريكي التفاوض مصر واثيوبيا لذا في إعتقادي أنه يريد التفاوض الثنائي مع خبراء الإتحاد الإفريقي، وهذا الأمر يتطلب كفاءة ودبلوماسية عالية، وقال علي حسب ظني أن هذه المواصفات غير متوفرة في المفاوض الحالي، ويختم علي حديثه بالقول لـ”المواكب”، بان السودان يبحث عن حل وسط يرضي مصر وأثيوبيا وفي ذات الوقت يتجاهل مصالحه المالية، والدليل على أن السودان يتجاهل مصالحه إتفاق (اثيوبي – كيني )، يُمكن كينيا من شراء كهرباء سد النهضة، بالرغم من عدم دخول كينيا في حوض النيل الأزرق،والسودان محاط بضغوط خارجية ويفتقر للبرنامج الوطني تجاه موارده المائية،ولم تقدم مصالح السودان، وسدوده ومشاكله في المياه في الزراعة، مشيراً الي أن الموضوع سياسي وليس هندسي، والقضية أكبر من المشاركين في هذه المفاوضات، والسودان لم يقدم إحتياجاته ومصالحه المائية الخاصة به وإنشغل مع الآخرين بسد النهضة وبما تريده إثيوبيا وماتريده مصر، ولم يسعى ولم يقدم ولم يلح على مصالحه المائية، والتدخل الخارجي السافر في قضية سد النهضة لايريد للسودان أن يكون دولة قوية، غير مستقره فهو هدف إستراتيجي يمنع وجود حكم راشد بالبلاد يسمح لها بإستقلال مواردها، والضبابية الحالية تجعلنا لا نستطيع تحديد موقف ثابت للسودان من المفاوضات.

المواكب

‫2 تعليقات

  1. السودان هو الضحيه لأن الجانب المصري يريد ابعاده من اب اتفاق مع أثيوبيا ومن قبل عرض المصريين ابعاد السودان وتوفبع اتفاق بين مصر وأثيوبيا . ولكن أثيوبيا رفضت ابعاد السودان وآلام بعد أن أصبح البرهان رهين للسياسة المصري يبدو ان السودان سوف يخسر الكثير بجانب حلايب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..