(مصابي ثورة ديسمبر المجيدة).. تضحية الدم والجسد.. من أجل السودان المدني

* المكتب الطبي لعلاج المصابين: اللجنة الفنية تعرقل عملية علاج المصابين، وهي لجنة أمنية تعمل من منطلق أمني لا يخدم الثوار المصابين..

* مدير مكتب مصابي الثورة: هناك من اصيب بحالات نفسية، واغلبهم ترك مسيرته التعليمية

* مصاب: كسرت (حنك) العلاج وفقدت أمل الحياة الطبيعية ووهبت ماتبقي من جسدي للخروج مع الثوار

* مُصاب: تم إرجاعي لعدم قُدرتي على سداد (60) ألف جنيه مصري لاجراء العملية

الجريدة ـ حوازم مقدم

يرصد المكتب الطبي لمصابي ثورة ديسمبر المجيدة في كل موكب حالات استشهاد واصابات لا تقل اعدادها عن الـ(20) اصابة، الاصابات متفاوتة ما بين الخطيرة والطفيفة، ومع ذلك مازال الشباب يدفعون بأجسامهم عرضة لبنادق العسكر وبمبان الشرطة والقناصين، دون خوف او تردد، ماضون في مسيرة المناداة بالاصلاح والتصحيح يعبرون عن غبن يعيشونه في حياتهم اليومية من خلال اوضاعهم الاقتصادية المتردية ومسيرة التعليم المتأرجحة، وضياع سنين عمرهم بين صراعات السياسيين، ويقطعون الطريق أمام احلامهم عبر عرقلة أي تحول سياسي سلس دون إراقة دماءهم، شعارات المواكب وهتافات الثوار تستدعي كثير ن الشباب للانخراط في مسيرة النضال دون أن تثنيهم حالات الاستشهاد السابقة ولا حتى اصابات اخوانهم من حولهم

موكب امهات الشهداء

المكتب الطبي لمصابي ثورة ديسمبر المجيدة اعلن عن تسجيلهم لنحو (34) حالة اصابة منها ( اصابة خطيرة و(26) حالة اصابة متفاوتة في آخر المواكب امس الاول (موكب امهات الشهداء)، فيما اوضح أن آخر الاحصائيات للمصابين ما بعد انقلاب الجيش على حكومة ثورة ديسمبر بلغ ( 90105)، بينما كان العدد قبل الانقلاب (3200) مصاب واوضح مصطفى أن الاصابات تتفاوت ما بين اصابات العيون والتي بلغت (88) اصابة، واصابات الاطراف التي وصلت لنحو (26) حالة ، وقال مدير المكتب الطبي لمصابي الثورة مصطفي أحمد خليل لـ(الجريدة) أن معظم المصابين لا تتراوح اعمارهم بين الـ(15ـ25)، وفي مراحل دراسية مختلفة بين المرحلة الثانوية والجامعة، لكن الاصابة منعتهم من مواصلة تعليمهم وبعضهم فقد اطرافه واعينه ودخلوا في حالات نفسية مزرية، وأبان أن عملية علاج المصابين والجرحى تجري في ظروف معقدة، خاصة بعد عودة اللجنة الفنية المخولة لمتابعة المصابين وتصدرها للمشهد في وسط الثوار المصابين بعد أن اعاد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، شرعيتها بعد قرار حلها من قبل رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ، وقال مصطفى أن قرار اعادتها جاء بعد انقلاب (25) اكتوبر بتاريخ (28) اكتوبر، وبحسب مهام اللجنة تعتبر لجنة ميسرة ومسهلة لعملية علاج المصابين الأمر الذي نفاه المكتب الطبي لعلاج مصابي ثورة ديسمبر المجيدة، وقال أنها اصبحت تعرقل عملية علاج الثوار المصابين، ووصفها بأنها لجنة أمنية تعمل من منطلق أمني لا يخدم الثوار المصابين ، وذهب لابعد من ذلك عندما كشف عن اصابة عدد من الثوار المصابين بحالات نفسية ورفضوا العلاج بينما تم طرد مصابين آخرين من فنادق بعض الدول التي ذهبوا اليها مستشفيين وتم أخطار البقية بالمغادرة دون اكتمال العلاج، واوضح أن العلاج بالداخل مكلف وباهظ الثمن رغم تعاون ادارة التأمين الصحي.

مصاب فقدنا الأمل

حذيفة مختار مصاب في مواكب ثورة ديسمبر المجيدة قال في حديث لـ(الجريدة) أنه سافر لقاهرة المعز مستشفيا عبر اللجنة الفنية لعلاج المصابين، واوضح بأنه لم يكمل علاجه لعجز عن دفع اللجنة مبلغ الـ(60) ألف مصري ثمن اجراء العملية، وجئت عائد للبلاد دون أن أكمل مسيرة علاجي، وقال أن اللجنة تعللت بعدم اكتمال اجراءات اوراقي، وقالوا أنها ناقصة وتساءل حذيفة كيف يتم ابتعاثي للقاهرة واوراقي غير مكتملة؟ ألم يلحظوا ذلك وقتها أم هو عجز عن وجود اسباب واضحة؟ وقال أنه كسر (حنك) العلاج وفقد أمل الحياة الطبيعية ووهبت ما تبقى من جسدي للخروج مع الثوار، وقال أن اصابته في الحوض وتحتاج لمعالجة اعصاب، وأتهم حذيفة كثير من العاملين في مجال مصابي ثورة ديسمبر ووصفهم بغير الحقيقيين ولا يعملون من أجل مصلحة المصابين، وقال أنهم أيضا يحتاجون لثورة اخرى، مصابي ثورة ديسمبر المجيدة يحتاجون لانصافهم لما يعيشونه من ظروف سيئة وأبسط ما يقدم لهم هو توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم.

الجريدة