أصلو بدرس شنو؟؟

مما يحكي إنه حدث احتكاك بين الرئيس الاسبق نميري وأساتذة جامعة االخرطوم ماحدت بالرئيس الي ان يصفهم بالخيانة وعدم الوطنية ..ثم لم لم يلبث غير يسير الي وسارع اليه الدكتور عبدالله الطيب مدير الجامعة يحمل له العروض التي قدمتها الجامعات العالمية لاساتذة الجامعة الا انهم لوطنيتهم فضلوا الاقامة في السودان علي السفر للخارج وذلك قمة الوطنية ..كان من ضمن العروض عرض قدم للبروف المرحوم محجوب عبيد طه من جامعة امريكية ..ويحوي مبلغ ضخم في ذلك الزمان فلما تمعن فيه النميري ..قال (دا اصلوا بدرس شنو )..والقصة تروي علي سبيل التندر والفكاهة من واقعنا المعاش ..
أزمة بلادنا ربما تكمن في عدم التقييم اللازم للخبرات الوطنية وبالتالي دخولنا بأختيارنا في كهوف العزلة …العالم الحديث يعتمد في تعاونه علي المعرفة والثقة هما عنصرين ضروريين لاحداث الإختراق بين الشعوب ..أزمة بلادنا بما تكمن في تبعية الأنتماء شرطا للظهور والتمثيل ..ربما تنجح تلك السياسة لمدي وقد تحتاج لسنين عددا في أحداث الأختراق المطلوب والنفاذ الي عمق القضايا بغية تجميل الصورة وتزيينها لدي الغريب والبعيد..
لدينا أعلاما بارزين تبؤأ مراكز مرموقة علي المستوي الدولي والعالمي يشهد لهم بها كثيرون ..سيف الأنتماء جعلهم بعيدين عن ساحة الأضواء ولكنهم يعملون في صمت تام ..الأستعانة بهم قد تجعل واقعنا يتغير قليلا في ظل سياسة الانغلاق التي نعيش عليها ..وحتي من تملك سبل الأتصال بالعالم الخارجي لايمتلك منسوبها لغة التخاطب بين ومع الآخرين .. لاحظوا نكتشف ذلك الخلل بعد أن اوشكنا او قاربنا علي العزلة والانغلاق ..
نحتاج ان نبحث بين ظهرانيناعن أولئك ولو أختلفت أقمصة الأنتماء وذلك للحفاظ علي الحد الأدني في تعاملنا مع الآخرين وتحديد واقع مميز لسياستنا الخارجية التي أرهقتها التضاربات وأثقت كاهلها الديون حتي بتنا لانملك قرارنا وتستباح ديارنا ونتلقي الضربات والأهانات فجر كل صباح ولاأحد يحرك ساكنا في ظل ذلك التردي الفاضح الذي يكتنف صلب خارجيتنا العرجاء ..
ذلك أقرب مثال سقته عن تهميشنا للخبرات الوطنية في- مجال معين – والتي في إختلافها معها نسوق الحجج التي تدمغها بكل عيب ونقصان..وندفعها دفعا للهجرة والمغادرة فأبرة البلاد لاتتسع لخيطين بوجودهم ..خبرات كثر في مجالات عدة لو أعددنا لها متكئا لأخرجنا بلادنا من عزلتها التي فرضناها عليها بأيدينا ..ولفتحنا آفاقا أخري تعينها علي نوائب الدهر ..
في الدول من حولنا تتصيد الدول منسوبيها في الهيئات والمنظمات العالمية في كل المجالات وتغريهم بالعودة وتعهد اليهم بالمسؤليات فهم يمتلكون رصيدا ضخما من العلاقات والفهم الذي بواسطته يخترقون المجالات والأجواء تعزيزا لقيم الصداقة وتقوية لفتور العلاقات بعيداعن صبغ الإنتماء والتشيع والتحزب ..
في العالم من حولنا كثيرون لايعرفون عن بلادنا شئيا ..ربما يعرفون بلادا مغمورة لدينا ..ولكن الدول المغمورة استفادت من خبراتها في شتي المجالات فسعت وبنت لها إسما وانفتحت علي الخارج حتي وان كان عبر بوابة كرة القدم أو الرياضات المختلفة ..أزمتنا ان خبراتنا يمازون بالأنتماء وسلاح الإنتماء كفيل بالطعن واالتجريم في خبرات كل (علم)..كما دمغ النميري أساتذة جامعة الخرطوم بكل منقصة..وبالتالي أصرارنا علي المضي بواقعنا رغم عثراته والذي لايورث في خاتمة المطاف الا العزلة والإنكفاءعلي الذات ..
أبحثوا عن خبراتنا في القدامي والحاليين ..ردوا اليهم كرامتهم المفقودة بأختيارنا ..أبعدوا عنهم سيف الإنتماء وأجعلوا الهدف والفكرة سبيلا للخروج ببلادنا من عنق الزجاجة .فقد أوشكت التجارب والتخبطات ان تحيل البلاد الي الفقر و النسيان ..

نــــــــور ونار
مهدي أبراهيم أحمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عزيزي مهدي ابراهيم
    ان ماذكرت في مقال “أصلو بدرس شنو” هو وجه واحد من وجوه فشل عديدة سكنت السودان واصبحت منحوتة في المخيلة الشعبية السودانية، حتى اضحى النجاح في بلدي هو امر مستغرب والفشل هو السمة الغالبة. فقد الناس الثقة بالنفس وبالقدرة على الاتيان بما يبهر بل فقدوا القدرة على الاتيان باي شي ذي قيمة، واصبحت حياة الشعب السوداني عبارة عن ساقية تدور من البحر الي البحر كما في المثل.
    العلة الكبرى يا عزيزي تكمن في الاقتناع بالوضع الراهن والاستسلام لدوشة الحياة اليومية التي نودي فروضها مقسورين دونما تفكير او تدبير. فنحن نعمل 8 ساعات في اليوم و5 ايام في الاسبوع بأمر الحكومة، لكن ما الانجاز المترتب على هذه ال 40 ساعة عمل اسبوعيا. كيف تدار مؤسساتنا المدنية ابتداءا برئاسة الجمهورية وانتهاءا باصغر عامل نظافة في محلية هبيلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..