حوار دي باريس.. وتبديد الشكوك

بسم الله الرحمن الرحيم
بقدر ما قوبلت خطوة الصادق المهدي بالذهاب إلى باريس..بشكوك كبيرة في جدواها..استناداً على تجارب السودانيين مع مواقفه من النظام .. واتهامات تثبيط المعارضة في أكثر من مناسبة..وأوقعها علي أنفس الشباب خاصة ..موقفه من هبة سبتمبر المجيدة… بقدر ما قوبل الإعلان في حد ذاته بترحيب كبير ..للحد الذي أمتع قراء الأسافير خاصة ..بتواجد متزامن قل وجوده من كتاب كبار يتناولون شأنه…فقد تزامن المقلين في الكتابة مع الراتبين..فمن كان يتصور ظهور قامات الأساتذة سيف الدولة حمدنا الله وفتحي الضو وعلي حمد وكمال الجزولي بمختلف درجاتهم وتخصصاتهم في وقت واحد على صفحات الصحف الإليكترونية مع غيرهم لمناقشة نفس الأمر في يوم واحد ؟ هذا بالإضافة إلى جبريل إبراهيم كطرف أصيل في الإتفاق وغيرهم وغيرهم ؟
إذاً فالأمر جلل .
والملاحظ أن كل هذه القامات لم تتناول زيارة السيد الإمام إلى باريس منذ البداية ..ما يؤكد أن مخزون الشكوك كان كبيراً تجاه خطوته.. إلا أن الإعلان ومقال دكتور جبريل إبراهيم..كان لهما أبلغ الأثر في تبديد الكثير من الشكوك. فما الذي كان يعزز الشكوك تجاه خطوة السيد الإمام وحزبه غير المواقف المذكورة آنفاً؟
أهم هذه الشكوك كانت من الإعلان عن الوثيقة المرسلة من المهدي إلى قادة الجبهة الثورية..والذي أسماه الحزب بميثاق التنوع المتحد كما ورد في صحيفة الراكوبة الغراء .. فرغم عدم جدة بنوده عما كان يطرحه المهدي..إلا أن التعجل كان واضحاً في صياغته..وتوقيت الإعلان عنه..قبل يوم واحد من الزيارة.. واعتبر ضمن الاستهلاك اللغوي لنفس المضامين المعتادة ..وقد تأكد هذا لاحقاً في بيان المكتب السياسي الأخير لحزب الأمة..فمن حيث العجلة تأكد أن المكتب السياسي قد أجاز الوثيقة بتاريخ الثالث من اغسطس الحالي ووقع إعلان باريس في الثامن منه..
أما من حيث التسمية فقد جاء في بيان المكتب السياسي مرادف مغاير باسم (ميثاق الوطن لنظام جديد).
والمثير الثاني للشكوك بالطبع كان استباق المهدي التوقيع الرسمى للميثاق بقبول الجبهة الثورية للميثاق..وقد علقتُ على ذلك في حينه..وقد كانت تسمية الميثاق بإعلان باريس خروجاً ذكياً من فخ نسبة الإعلان إلى أجندة طرف معين.
هذه الشكوك تأكدت بعدم العودة المباشرة للإمام ..والذي لا يحتاج إلى كثير عناءٍ لمعرفة تفادي الإعتقال المؤكد حال عودته..وتحسبه لضعف ردة فعل المعارضين من الداخل..وتواضع مردود أنصاره في الاحتجاج والعمل على فك أسره إبان اعتقاله الأخير.. وقلة زخم فعاليات حزبه بمرور الزمن ..وقد أوردت ذلك حينها في مقال عنونته(حزب الأمة ..مظاهرة ..ثم وقفة ..فبيان)..لذلك فضل الزج بنائبته وابنته الدكتور مريم في هذا الأتون..لما لها من مصداقية وقبول أكثر في مواقفها لدي الشارع..وأرى للأسف ان ردات الفعل تجاه اعتقالها..لا تغادر بيانات الرفض والاستنكار. ما يسرب الخوف من المواقف إلى النفوس.
كل ما سبق كان له الأثر في انتقاد الجبهة الثورية على التوقيع ..حتى جاء مقال الدكتور جبريل ابراهيم ليوضح اسباب التوقيع .. والحق يقال أنه كان متماسكاً ومتسقاً مع مواقف استراتيجية للجبهة الثورية.. ولست هنا في موقف المضيف لتعليقة ولكن نلاحظ أنه رغم دبلوماسية وواقعية الخطاب عن حزب الأمة ..لكنه أثبت الشكوك حول مواقف المهدي بالهروب إلى الأمام ..ليس في المطالبة بعدم استباق الأحداث..ولكن بتحميل الكلفة السياسية للمتنصل من الاتفاق حاشراً الإمام في الزاوية.
ختاماً لماذا اخترت العنوان ؟ الواقع أن ما من عرس سوداني أو مولود جديد إلا ويكون ( سوار دي باريس) من لوازم الاستعداد..فإلى طلاء بيوتكم ..
معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]