مقالات وآراء سياسية

سلاح الطيران الجمركي للحرب الاقتصادية..

أسامة ضي النعيم محمد

الشكر لله ثم لمجموعة الجمركيين الذين أبطلوا تهريب كميات الذهب والعملات الاجنبية بمطار الخرطوم ، وينسحب ويعم الشكر الجزيل بعد أن تتحقق ضبطيات أخري وحالما يبين أثرها وتأتي الشكوى من أسواق دبي بقلة المعروض من الذهب السوداني عن طريق التهريب ، حينها يطمئن بال أهل السودان ويعممون التقدير والاحترام أجزله لعموم منسوبي مصلحة الجمارك في جميع المنافذ.
بالرغم من الفرح الذي ظهر علي محيا معالي وزير الماليه وهو يتفقد تلك الضبطية ، الا أن ذلك لا يعفيه من التفكير الجاد لسد الثغرات ، فتهريب الذهب من السودان وحسب حوادث سابقة ، يتم نقله من غير اجراءات وبروتوكول تصدير الذهب حيث تذهب به طائرات مروحية من مواقع التعدين الي خارج السودان ، بعض الشركات الصينية تركت معدات غالية الثمن في مواقع التعدين زهدا ونقلت الي خارج السودان جبال بأحجارها ورمالها ، ربما حوت أيضا معادن أنفس من الذهب 0 التهريب الي مصر سهل عبر حلايب وشلاتين بعد صمتنا والأشقاء الاعداء في شمال الوادي تتقاطر وفودهم لضمان قيام حرب بالجيوش والأسلحة التقليدية بين السودان وأثيوبيا ، دولة مقر الاتحاد الافريقي ومن أراضيها وعبر منصته تقدم موظف في الاتحاد الافريقي بخارطة تلحق حلايب وشلاتين الي الاراضي المصرية ، تلك لحظات تتهيأ فيها أثيوبيا الدولة وتسعي لكسب موافقة بقية الاعضاء ليس حبا في مصر ولكن استخداما لأحد اسلحة الحرب مع السودان ثم تكسب مصر أراضي جديدة وعدوا يشغل السودان و يتزامن ذلك مع تنوع منتجات وسلع التهريب الي مصر ، السمسم بأنواعه والعجول الحية والصمغ العربي والفول السوداني جميعها في قائمة المهربات ، سداد أقيام تلك المهربات من بضائع وأنعام لا تدفع عبر ميزان المدفوعات أي مقابل واردات حقيقية ، بل تستخدم العملات السودانية ولا أقول المزورة بل المطبوعة في مطابع توأم لمطابع العملة بداخل السودان وتقع خارج سلطة بنك السودان وبعيدا عن حرز مطابع العملة السودانية ، عند شراء المطابع رسميا ، حرص (الاخوان) علي تجنيب بعض المطابع لاستخدامهم الخاص عند لحظات لحس الكوع وهي ذات ( رب— رب) التي قلد طريقة عملها و بشربها الفاتح عز الدين علي رأس الاشهاد .
الحرب في القرن الحادي والعشرين تحورت الي نسخ تجارية واقتصاديه تستخدم فيها أسلحة تتنوع من الامراض تنشر بين البشرلايقاف عجلة الاقتصاد الي تهريب وسرقة التكنولوجيا وأساليب التشغيل التي تحتاج الي معرفة عالية لتهكير الانتخابات الأمريكية، فالتهريب تتنوع أيضا مواضيعه ، فتهريب البشرالي البلاد الاوربية وأمريكا يساهم في توفير عمالة رخيصة تنافس العمالة الوطنية وتؤثر علي شعارات الساسة خلال الحملات الانتخابية ولا تنفع الحوائط العازلة في منع تدفق الموجات البشرية ، جميعها أنواع من الاسلحة تدفع بها بعض الدول من ترسانتها0 نواجه في السودان حربا تجارية شنتها أثيوبيا عبر الاعتداء علي الاراضي الزراعية في الحدود السودانية ونغض الطرف عنها أحقابا ولا نواجهها بأسلحة الحرب الاقتصادية بل تدفعنا مصرالان لحرب بأسلحة تقليدية ، في شمال الوادي تساهم مصر في حرب اقتصادية ضدنا من أزمان خلت تهرب فيها منتجات نادرة يحقق فيها السودان ميزة تنافسية عالية مثل الصمغ العربي والفول السوداني والسمسم وأنعاما ترعي في مراعي خضراء طبيعية يطيب وتصح لحومها . مساحات زراعية داخل الاراضي السودانية يأحجام دول تحت تصرف الجيش المصري يزرعها لصالحه وتسقي بحصة السودان من المياه وتذهب منتجاتها للقوات المسلحة المصرية ، فالحرب الاقتصادية تستطعم أكل مال الاخ والجار دون وجه حق والاعتداء المماثل تسير به البشرية من عهد قابيل وهابيل وسيدنا يوسف – عليه السلام – واخوته0
لا نود بث الاحباط ولكن هناك حربا تجارية بأسلحة التهريب تشنها علي اقتصاد السودان مصرو أثيوبيا ، للأسف تلعب بعض دول الجوار الاخري أيضا وبمساعدة بعض النافذين من أهل الحكم في السودان مهمة اشعال الحرب التجارية بعوامل التهريب وطباعة العملة السودانية ، ولا يفل الحديد الا الحديد فمقابلة تلك الحرب بأساليب مماثلة هو الرد المناسب الذي يقهر الاسلحة المستخدمة ، الاستقواء بالتقنيات الامريكية والإسرائيلية يمكن ادخاله في المعادلة والاستفادة من تلك العلوم وأحدث الطائرات المروحية في مراقبة الحدود و المطارات ومواقع التعدين لان تكلفة بناء جدران لا نقوي عليها0
سلاح الطيران الجمركي هو أداة مكافحة الحرب الاقتصادية تردفها علي الارض فصائل عالية التدريب تتسلح بتقنيات أمريكية واسرائلية لمكافحة التهريب الذي يمتد من البشر الي التغول علي الاراضي الزراعية السودانية و الي تهريب المحصولات الزراعية والأنعام السودانية..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..