صناعة الوهم: الجهل المفاهيمي أصل الاستعباد والاستبداد

فاقد الدهشة كائن ميت، فهو يحس أن كل شيء من حوله طبيعي ومبرر، وبالتالي ليس بحاجة لمسائلة يقينياته وإعادة التفكير في المُفَكَّر فيه، هو غير معني بقوله تعالى (الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض)، فالحياة عنده أفصحت عن ذاتها، و(من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت)، وما عادت هنالك ألغاز تستدعي التفكير أو البحث، وما تبقى من أسئلة سيجيب عنها المسيح عليه السلام عند نزوله، بعد أن يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية، يقبل ذلك دون أي دهشة لماذا يُخالف المسيح القرآن ويقتل الخنزير، فما حُرِّم هو لحمه وليس حياته، ثم لماذا يكسر الصليب ويرفض الجزية ليحمل الناس على الاسلام بالسيف، في مخالفة واضحة لكل مبادئ القرآن التي كفلت حرية المعتقد (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
هنالك بعض الأسئلة الصادمة والمصيرية قتلها غياب الدهشة ولا أقول السكوت عنها، لأن السكوت فعل لا يحسنه إلا الحكماء، وغياب الدهشة (لا فعل)، رغم جوهريتها وإلحاحها إلا أننا نغض عنها الطرف حياءً وخجلاً وخوفاً، هذا بالرغم من مشروعيتها دينياً وثقافياً بل وانسانياً لأنها تقع في باب المختلف فيه وعليه، الذي أُحكم إغلاقه بمقولة (إجماع الأمة)، ولا ندري متى أجمعت هذه الأمة على قول، وكلنا يعلم عدد الفرق التي نافت على المئين، وما أهرقته من دماء، رغم محاولات السلف دمجها و”عصرها” حتى تكون ثلاث وسبعين بالتمام والكمال. ومن يبحث في التراث يجد كلام ينسب لكبار الأئمة لو بثثته لقُطِعَ منك البلعوم، كما ينسب لأبي هريرة رضي الله عنه.
من منا سائل نفسه (وأرَّقه السؤال) عن سبب حالة الخنوع والاستسلام والركون والخضوع (اللاإرادي) للسلاطين ولمشاهير الغناء والتمثيل والرياضة، في حالة تماهي وغياب تام للذات الواعي، ليس بعيداً عن ذلك حالة التداعي الحر والقابلية المدهشة للايحاء التي يستغلها بذكاء “كثير من الدعاة” وأصحاب الشائعات لتجييش الناس لخدمة السلاطين وتفجير الأدمغة، ومن منا لم يعزو حالة البؤس والفاقة والمرض والجهل والتخلف المنتشرة في الدول والجماعات المستبدة والمتنكرة بثوب الاسلام والاسلام منها براء إلى بعض السلوكيات “المنحرفة” التي لا يخلو منها مصر ولا عصر، دون النظر إلى الأسباب الموضوعية التي أدت إلى هذا الفشل التام، ولماذا تعيش الدول التي تتمتع بشواطئ للعراة في سلام وينام قاطنوها آمنين في سربهم يملكون قوت يومهم وعامهم ويرسلون فائضهم إلى فقرائنا فيبيعه أغنياؤنا لفقرائنا في أسواقنا.
من منا لم يشاهد بأم عينيه حالة (الصحوة) والانضباط (الشعائري)، فلقد انتشرت مراكز تحفيظ القرآن والمدارس القرآنية بحمد الله في كافة القرى والمدن، فكل أمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا قد انخرطوا في تلك المراكز، حتى أنك لا تكاد تجد بيت يخلو من حافظ أو حافظة (الأصوب قارئ لأن القرآن يحفظ ولا يُحفظ). امتلأت المساجد، حتى صلاة الفجر لم تعد حكراً على العجزة والامام والمؤذن وبعض أصحاب الأغراض التي تقتضي المباشرة فيها فجراً مثل سيد اللبن وعمال الفرن والممرضين ولا ننسى رواد المواسم من طلبة الثانوية أيام الامتحانات.
وبالمقابل، ازداد الفساد بكل أشكاله، خلافات بين الاخوة وشجار ومحاكم، أصبحت الرشوة عرفاً معروفاً وشرطاً مشروطاً، انتشار ظاهرة الاغتصاب التي تركزت في أطفال دون سن الخامسة والرابعة، بل لم يسلم منها أطفال الخلاوى على أيدي مشايخهم ذوي اللحى التي تكاد تلامس الأرض، الاختلاسات لم تعد جريمة وإنما قرض سوبر حسن، يكفيك أن تعيد منه اليسير حتى تتحلل، المتحرش لم يعد في العرف الاجتماعي مجرماً وإنما هو ضحية لتلك التي (جابتو لنفسها برااااها).
كل هذا ونحن ننظر نظرة بلهاء، لا تستثيرنا هذه التناقضات، لذلك لا نسأل أين الخلل، لأن الداعية (صاحب الوش الأبيض السمح)، الذي حباه الله بقصر منيف ودواب فارهات قال وأبكي وأزبد وأرغد وتوعد وأثبت بالحديث (الموضوع) أننا نعيش في زمن المسيح الدجال وأننا قريبو عهدٍ بالمهدي المنتظر الذي لن يخرج إلا إذا امتلأت الأرض (جت) جوراً وظلماً وفساداً “يعني لسه أكتر من كده كتير”، وبعدها سننعم بالعدل وستجري أنهار اللبن والعسل.
لا بد من إظهارالدين الصحيح بعد طرح كل الخزعبلات والاسرائيليات واملاءات السلاطين عبر الأزمان والحكاوي الخرافية التي كانت ممنوعة إلى أيام الفاروق عليه الرضوان من المنان، حتى أنه كان يضرب من يحكيها، ثم فتح بابها معاوية بوصفها وسيلة ترفيه مباح فكانت باباً لدخول المرويات الموضوعة التي غصَّت بها كتب التراث بكل ما لا يقبله عقل.
إن نحن لم نفعل ذلك فإننا سنخسر أولادنا بكل تأكيد لأن عقولهم تتشكل (الآن) في بيئة منفتحة على عكس البيئة المغلقة التي عشنا فيها، عقول يسودها منطق الواقع والسبب والأثر، الجيل الجديد لن يتمكن من قبول الحقيقة ونقيضها كما بلعناها نحن، فهم لن يتمكنوا من فهم أن علي بن أبي طالب كان على الحق، ومعاوية كان على الحق والزبير وطلحة أيضاً كانوا على الحق عليهم رضوان الله، وكلهم تقاتلوا على الحق وأزهقوا أرواح الآلاف من الصحابة الكبار على الحق، وأن يزيداً لعب برأس الحسين واستباح المدينة مجتهداً، والحجاج هدم الكعبة وصلب ابن الزبير متأولاً، وابننا المسكين يقرأ قول المصطفى صلوات ربي عليه وسلامه وقوله حق (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).
فلماذا نخاف من قول أن الدين اكتمل بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن كل ما جاء بعده إنما هو تاريخ العرب وتنازعهم على الملك والسلطة…
لقد تعبت عقولنا من عدم التعب في التفكير وعذرا للتطويل.
صديق النعمة الطيب
[email][email protected][/email]
بارك الله فيك ايها الكاتب المستنير، وارجو الا تكف عن مثل هذه الاضاءات الباهرة علها تساهم في تبديد سجف الظلام الديني الذي نعيشه دون تفكير.
لقد كانت الاجيال القديمة حبيسة للمنهج المدرسي الذي تضعه الدولة ولا يوجد هنالك رأي مقابل له ليعطي فرصة للعقل في المقارنة، وبالتالي يستحكم ما يتم تدريسه للطلاب في المدارس على عقولهم ويعشعش فيها حتى يغدون رجالا” والى ان يموتوا وهم لم يفكروا يوما” هل ما نفهمه هو الدين الصحيح ام لا.
الآن بحمد الله انفتح باب المجال المعرفي على مصراعيه وصار هذا الجيل من التلاميذ يستمع للقرآني والصوفي والوهابي والشيعي والاباضي والملحد وعشرات المتحدثين من كل الاتجاهات وبذلك حدث زلزال قوي في كثير من الثوابت التي تربينا عليها وبان عوار الكثير منها وسخافته وتفاهته، وبدأ الشباب يمارس الاندهاش الذي يتحدث عنه الكاتب وهو اندهاش موجب سينتج عنه تعرية المسكوت عنه، وهنا تبدا المشكلة والسؤال الجريئ : اين الصحيح واين الغث من كل ما استحكم بالعقول.
ان كتب التراث الديني (الحديث والسير) تزخر بالعديد من الخرافات والسخافات التي لا يقبلها عقل متحرر من رهبة الدين ولذلك انتشر الالحاد وهو سيتنامى ان لم يتم غربلة تلك الكتب واخضاعها للمنطق.
ان ظاهرة انتشار اماكن العبادة وتحفيظ القرآن وكثرة الحفظة(مع التحفظ على هذه الكلمة كما فعل كاتب المقال)،ليست دليل تدين وانما هي نتاج لحركة اجتماعية ظاهرية صماء وليست وجدانية صادقة، ولذلك انتشر الفساد بوتيرة متسارعة تسبق ذلك التظاهر الديني.
وفي رأيي (غير المتواضع) اننا مقبلون على موجة عنيفة من التصدع والإنقسام الديني واندياح الالحاد بين الشباب، وسيكون من المؤسف ان ينتج عن ذلك ملحدون شرفاء متمسكون بالقيم في مقابل متدينين يحفظون القرآن ويرتادون المساج ولا يتورعون عن الفساد بكل ضروبه خاصة الفساد المالي الذي نرا ماثلا” اليوم.
اندهاشة مشروعة
هل الجنة فى الارض والسماء
نساء الجنة
وأيضا نساء الجنة يشبهن نساء الأرض في الأساسيات من مُكونات الجسم البشري ، فنساء الجنة لهن وجوه وشفاه وخدود وعيون وأرداف وفروج ، وأجساد متناسقة ، ولكن بالدرجة القصوى من الكمال والروعة والشفافية والليونة والجاذبية والاستثارة ، وفوق هذا مطيعات عند الاشتهاء والطلب .
أما الفرق بين موجودات الدنيا وموجودات الجنة الموعودة ، الحياة الأبدية ، الفرق هو أن موجودات الجنة الموعودة تمتلك الدرجة العالية من الحُسن في المذاق والطعم ، والجمال في المنظر الذي لا يمكن تصوره . وفي الجنة الرجال والنساء والولدان والعصافير على صورهم في الدنيا ، ولكن بشكل أكثر روعة وجمالاً وشفافية تفوق الخيال. فقد ورد في القرآن أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت .
وقد جاء وصف ? حور العين ? بأنهن ? ، ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/22، 23 .
والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .
( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) أي : كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ، فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر ? انتهى .
وهذه الأوصاف تسلب العقول وتُحرك نوازع الشهوة عند السامعين لدرجة أن السامع المحروم سوف تتملكه نوازع تدفعه للقيام بأي عمل من شأنه التسريع في الحصول على هذه الوعود .
وهذا ما يُفسر التحاق العديد من الشباب بالمنظمات الدينية التي تُنظر أن الانتماء اليها هو أقصر طريق الى الجنان المليئة بالحور .
والملاحظ أن الصورة التي ينشرها الاسلام عن الجنة الغيبية الموعودة ، أن الشهوة الجنسية عند سكانها هي المشتعلة ، وهي شغلهم الشاغل ، وسكانها في حالة شبق مستمر ، ويكون نهم الاشباع والتلذذ الجنسي هو المسيطر ، هو العادة السائدة ، لأنه لا عمل في جنة الغيب إلا ملاقاة الحور العين ، ولا يعملون ولا ينتجون ، وليس عندهم ليل ولا نهار ، فقط هم يشتهون ويتلذذون !!! فليس لهم من عمل غير إشباع شهواتهم الجنسية ، فكل ما كانوا محرومون منه في الدنيا موجود وبوفرة تفوق التصور ، ففيها الخمر واللذة القصوى مع النساء ، وما لا عين رأت ولا أُذن سمعت .
ان هذا التضخيم ضروري لكي يجعل المؤمنين يتشوقون لرؤية الجنة والتلذذ بشرب الخمر من أنهارها ويتذوقون مذاقات فواكهها وأطعمتها ، والتلذذ بنوعية كانوا يفتقدونها من ? حور العين ? من النساء .
ولزيادة الترغيب الجنسي ، نجد أن هناك وعدا للمؤمنين أن الرجل في الجنة يجامع نساء ? حور العين ? في كل مرة ما يساوي قدر عمره في الدنيا من السنين .
== ما هو وجه المقارنة بين نساء الدنيا والحور العين ؟
حسب ما قرأت في الكتاب والسنة ، نساء الأرض المؤمنات ليس لهن شيئا في الجنة ، فهن سيكونن على أشكالهن دون تغيير ، فقط سيكونن في سن الشباب ، ولكن لا يوجد ? رجال حور ? متميزون في الأشكال واللحم كما حور العين النساء ، ولم يذكر الله لهن شيئا ولم يصف لهن شيئا ينتظرهن ، فقط عليهن أن يشتهين . ولهن ذلك ، ولكن ماذا يشتهين ، وما هي أوصافه ؟ لا ندري !!!
طبعا أزواجهن سيهربون منهن الى ?حور العين ? ، لأنه لا مقارنة بين نساء الأرض وحوريات الجنة . فنساء الأرض شيوخ غفر ، متوحشات ، بالنسبة للحور العين حسب وصف البخاري وابن حجر وأبي هريرة لهن في الحديث والتفسير .
إن هذا يبين لنا شدة الاغواء الجنسي المقصود من هذه الشروحات والتي تجعل من الجيل الشاب دواعش بامتياز !!!
ومن وجهة نظر أُخرى ، لا بد من السؤال ، هل المتعة في الجنة حسية ، لذيّة ، أم معنوية ، روحية ؟
يسمع الشباب وصف حور العين فيصابون بهوس جنسي يدفعهم للالتحاق بالمنظمات الاسلامية المتطرفة . ولنا قول في هذا : لا حياة جنسية في الجنة ، فهناك ? حسب الدين سيكون الناس في ضيافة الرحمن ، والحياة ملائكية، روحية ، عباداتية ، تسبيحية ، فقط ، والسؤال : هل الملائكة يتواصلون جنسياً ؟
الجواب : لا ? هم فقط يسبحون ويطيعون . من هنا فالحياة في الجنة ? حسب الدين ? معنوية ، روحية ، ملائكية . فالجنس نجاسة ، ولا تجوز النجاسة في حضرة رب العزة والجلال ++
= اذن ، لماذا هذه الوعود للناس بالجنس ؟ انها لا تزيد عن الترغيب ودفع الناس لكي يتسارعوا لفعل الخير .
وحول هذا الموضوع يقول : الدكتور أنور عشقي (رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية) في مقالة في ?الحور العين والجنس?:
إن الحور العين ليسوا للمتعة الجنسيّة وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة!!! وان آدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته (عورته)، وأن الاستمتاع بالحور العين ليس جنسياً بل هو معنوي!
فالجنة لا جنس فيها، لأن الأجهزة التناسلية للإنسان تختفي، لأنه ليس في حاجة إليها في الجنة ، كما أنه ليس في حاجة إلى كل الغرائز التي تسبب الكثير من المشاكل ، والتي ابتلى الله بها الإنسان على وجه الأرض لتستقيم الحياة.
الجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف، بل تنعدم فيها معظم الغرائز!!
قال السيد المسيح لليهود عن الحياة الأُخرى في القيامة : ? فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاء ?.
== فهذه بشرى مُحزنة للدواعش ، فربما تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يُفجروا أنفسهم في الأسواق ، فهم وقعوا في خسارة دنيا وما فيها من حور العيون الحقيقيات !!
وفي الحياة نجد هناك موقفين من هذه الوعود بخيرات الجنة .
الأول : موقف الأغنياء الذين يملكون المال والمصانع والأراضي وهذه تمنحهم الامكانية للاستمتاع بملذات الدنيا ، بمأكلها ومشربها ونسائها ، ومن خلال مراقبة سلوكهم الدنيوي نرى أنهم لا يعتقدون بوجود جنان أُخروية موعودة ، فنجدهم أكثر انغماسا في ملذات الدنيا . وفي الجانب الآخر نرى الأغنياء يقولون أن هذه نعمة سبغها الله عليهم ، أي قدر الهي وليس سرقة خيرات المجتمع بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان . وبالمقابل نراهم يدعون الناس الفقراء الى التعفف عن الملذات وأن جنة عرضها السماوات والأرض في انتظارهم بعد الموت .
ان دعوة الفقراء للقناعة والاستسلام للقدر الالهي والايمان بأن هناك جنات ?عدن ? بعد الموت حتى لا يثوروا على الأغنياء وينتزعوا منهم ممتلكاتهم من العقارات والمصانع والأموال وبالتالي تزول عنهم مقومات النعمة والاستمتاع .
اننا نجد أن الأغنياء يتحالفون مع بعضهم ويستولون على جهاز الدولة ويضعون قوانين لتخدم طبقة الأغنياء ومالكي الأرض ومصادر الدخل والغذاء ، وتجدهم مسعورون لتضخيم ممتلكاتهم وأموالهم ، وهم أبعد ما يكونون عن القناعة والتعفف .
الثاني : موقف الفقراء فنراهم يميلون الى القدرية وتصديق الوعود بالجنان الغيبية لأنهم يفتقرون لها في حياتهم على الأرض .
ان هذا تعبير عن الجهل بأسباب الفقر ، فالفقر ليس قدرا الهياً منحه الله لبعض الناس وحرم الآخرون منه. فالفقر هو نتاج خلل في توزيع خيرات البلاد على المواطنين ، فهناك مجموعة صغيرة تسرقها بوسائل ملتوية وتحرم الآخرون . فما زاد في كفة إلا نقص من الأُخرى ، فاذا زاد غنى البعض ، زاد فقر الكثير من السكان في البلاد .
== من هنا فأشياء الجنة الموعودة موجودة في الأرض ، والفرق في الوفرة ، لأنه يوجد في الأرض أُناس يستحوذون على الكثير من الخيرات ، بينما يُحرم الكثير من الناس من هذه الخيرات ، والسبب ناتج عن وجود الطبقات ، واشتعال نوازع التملك ، وبالتالي وجود الاستغلال الطبقي والقهر والحرمان والجوع ، والصراعات بين الأفراد والشعوب على مصادر الغذاء ومصادر الاشباع والمتعة .
الجنة في الأرض ، ونحن أدواتها ، فإذا لم تُصبح جنة ، فنحن السبب في عدم جعلها جَنة ، فإذا عقدنا العزم في السير نحو الأفضل في التنظيم والتعليم واعلاء شأن الانسان وقيمته ، فلن تختلف جنة الأرض عن جنة السماء الموعودة ، وجنة الأرض واقعية نحس بها ونتذوق مأكلها ومشربها ونتمتع مع نسائها ، ولكن جنة السماء غيبية وهي وعد بعد الموت ، ولا ندري متى تأتي ؟ بعد مليون سنة أم ملايين من السنين ، أو لا تأتي أبدا ، فلم يذهب اليها أحدا وعاد ، وهي وعود من آلهة غيبية يلقيها المتاجرون بالأديان للجوعى والمحرومين !!!
بارك الله فيك ايها الكاتب المستنير، وارجو الا تكف عن مثل هذه الاضاءات الباهرة علها تساهم في تبديد سجف الظلام الديني الذي نعيشه دون تفكير.
لقد كانت الاجيال القديمة حبيسة للمنهج المدرسي الذي تضعه الدولة ولا يوجد هنالك رأي مقابل له ليعطي فرصة للعقل في المقارنة، وبالتالي يستحكم ما يتم تدريسه للطلاب في المدارس على عقولهم ويعشعش فيها حتى يغدون رجالا” والى ان يموتوا وهم لم يفكروا يوما” هل ما نفهمه هو الدين الصحيح ام لا.
الآن بحمد الله انفتح باب المجال المعرفي على مصراعيه وصار هذا الجيل من التلاميذ يستمع للقرآني والصوفي والوهابي والشيعي والاباضي والملحد وعشرات المتحدثين من كل الاتجاهات وبذلك حدث زلزال قوي في كثير من الثوابت التي تربينا عليها وبان عوار الكثير منها وسخافته وتفاهته، وبدأ الشباب يمارس الاندهاش الذي يتحدث عنه الكاتب وهو اندهاش موجب سينتج عنه تعرية المسكوت عنه، وهنا تبدا المشكلة والسؤال الجريئ : اين الصحيح واين الغث من كل ما استحكم بالعقول.
ان كتب التراث الديني (الحديث والسير) تزخر بالعديد من الخرافات والسخافات التي لا يقبلها عقل متحرر من رهبة الدين ولذلك انتشر الالحاد وهو سيتنامى ان لم يتم غربلة تلك الكتب واخضاعها للمنطق.
ان ظاهرة انتشار اماكن العبادة وتحفيظ القرآن وكثرة الحفظة(مع التحفظ على هذه الكلمة كما فعل كاتب المقال)،ليست دليل تدين وانما هي نتاج لحركة اجتماعية ظاهرية صماء وليست وجدانية صادقة، ولذلك انتشر الفساد بوتيرة متسارعة تسبق ذلك التظاهر الديني.
وفي رأيي (غير المتواضع) اننا مقبلون على موجة عنيفة من التصدع والإنقسام الديني واندياح الالحاد بين الشباب، وسيكون من المؤسف ان ينتج عن ذلك ملحدون شرفاء متمسكون بالقيم في مقابل متدينين يحفظون القرآن ويرتادون المساج ولا يتورعون عن الفساد بكل ضروبه خاصة الفساد المالي الذي نرا ماثلا” اليوم.
اندهاشة مشروعة
هل الجنة فى الارض والسماء
نساء الجنة
وأيضا نساء الجنة يشبهن نساء الأرض في الأساسيات من مُكونات الجسم البشري ، فنساء الجنة لهن وجوه وشفاه وخدود وعيون وأرداف وفروج ، وأجساد متناسقة ، ولكن بالدرجة القصوى من الكمال والروعة والشفافية والليونة والجاذبية والاستثارة ، وفوق هذا مطيعات عند الاشتهاء والطلب .
أما الفرق بين موجودات الدنيا وموجودات الجنة الموعودة ، الحياة الأبدية ، الفرق هو أن موجودات الجنة الموعودة تمتلك الدرجة العالية من الحُسن في المذاق والطعم ، والجمال في المنظر الذي لا يمكن تصوره . وفي الجنة الرجال والنساء والولدان والعصافير على صورهم في الدنيا ، ولكن بشكل أكثر روعة وجمالاً وشفافية تفوق الخيال. فقد ورد في القرآن أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت .
وقد جاء وصف ? حور العين ? بأنهن ? ، ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/22، 23 .
والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .
( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) أي : كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ، فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر ? انتهى .
وهذه الأوصاف تسلب العقول وتُحرك نوازع الشهوة عند السامعين لدرجة أن السامع المحروم سوف تتملكه نوازع تدفعه للقيام بأي عمل من شأنه التسريع في الحصول على هذه الوعود .
وهذا ما يُفسر التحاق العديد من الشباب بالمنظمات الدينية التي تُنظر أن الانتماء اليها هو أقصر طريق الى الجنان المليئة بالحور .
والملاحظ أن الصورة التي ينشرها الاسلام عن الجنة الغيبية الموعودة ، أن الشهوة الجنسية عند سكانها هي المشتعلة ، وهي شغلهم الشاغل ، وسكانها في حالة شبق مستمر ، ويكون نهم الاشباع والتلذذ الجنسي هو المسيطر ، هو العادة السائدة ، لأنه لا عمل في جنة الغيب إلا ملاقاة الحور العين ، ولا يعملون ولا ينتجون ، وليس عندهم ليل ولا نهار ، فقط هم يشتهون ويتلذذون !!! فليس لهم من عمل غير إشباع شهواتهم الجنسية ، فكل ما كانوا محرومون منه في الدنيا موجود وبوفرة تفوق التصور ، ففيها الخمر واللذة القصوى مع النساء ، وما لا عين رأت ولا أُذن سمعت .
ان هذا التضخيم ضروري لكي يجعل المؤمنين يتشوقون لرؤية الجنة والتلذذ بشرب الخمر من أنهارها ويتذوقون مذاقات فواكهها وأطعمتها ، والتلذذ بنوعية كانوا يفتقدونها من ? حور العين ? من النساء .
ولزيادة الترغيب الجنسي ، نجد أن هناك وعدا للمؤمنين أن الرجل في الجنة يجامع نساء ? حور العين ? في كل مرة ما يساوي قدر عمره في الدنيا من السنين .
== ما هو وجه المقارنة بين نساء الدنيا والحور العين ؟
حسب ما قرأت في الكتاب والسنة ، نساء الأرض المؤمنات ليس لهن شيئا في الجنة ، فهن سيكونن على أشكالهن دون تغيير ، فقط سيكونن في سن الشباب ، ولكن لا يوجد ? رجال حور ? متميزون في الأشكال واللحم كما حور العين النساء ، ولم يذكر الله لهن شيئا ولم يصف لهن شيئا ينتظرهن ، فقط عليهن أن يشتهين . ولهن ذلك ، ولكن ماذا يشتهين ، وما هي أوصافه ؟ لا ندري !!!
طبعا أزواجهن سيهربون منهن الى ?حور العين ? ، لأنه لا مقارنة بين نساء الأرض وحوريات الجنة . فنساء الأرض شيوخ غفر ، متوحشات ، بالنسبة للحور العين حسب وصف البخاري وابن حجر وأبي هريرة لهن في الحديث والتفسير .
إن هذا يبين لنا شدة الاغواء الجنسي المقصود من هذه الشروحات والتي تجعل من الجيل الشاب دواعش بامتياز !!!
ومن وجهة نظر أُخرى ، لا بد من السؤال ، هل المتعة في الجنة حسية ، لذيّة ، أم معنوية ، روحية ؟
يسمع الشباب وصف حور العين فيصابون بهوس جنسي يدفعهم للالتحاق بالمنظمات الاسلامية المتطرفة . ولنا قول في هذا : لا حياة جنسية في الجنة ، فهناك ? حسب الدين سيكون الناس في ضيافة الرحمن ، والحياة ملائكية، روحية ، عباداتية ، تسبيحية ، فقط ، والسؤال : هل الملائكة يتواصلون جنسياً ؟
الجواب : لا ? هم فقط يسبحون ويطيعون . من هنا فالحياة في الجنة ? حسب الدين ? معنوية ، روحية ، ملائكية . فالجنس نجاسة ، ولا تجوز النجاسة في حضرة رب العزة والجلال ++
= اذن ، لماذا هذه الوعود للناس بالجنس ؟ انها لا تزيد عن الترغيب ودفع الناس لكي يتسارعوا لفعل الخير .
وحول هذا الموضوع يقول : الدكتور أنور عشقي (رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية) في مقالة في ?الحور العين والجنس?:
إن الحور العين ليسوا للمتعة الجنسيّة وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة!!! وان آدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته (عورته)، وأن الاستمتاع بالحور العين ليس جنسياً بل هو معنوي!
فالجنة لا جنس فيها، لأن الأجهزة التناسلية للإنسان تختفي، لأنه ليس في حاجة إليها في الجنة ، كما أنه ليس في حاجة إلى كل الغرائز التي تسبب الكثير من المشاكل ، والتي ابتلى الله بها الإنسان على وجه الأرض لتستقيم الحياة.
الجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف، بل تنعدم فيها معظم الغرائز!!
قال السيد المسيح لليهود عن الحياة الأُخرى في القيامة : ? فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاء ?.
== فهذه بشرى مُحزنة للدواعش ، فربما تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يُفجروا أنفسهم في الأسواق ، فهم وقعوا في خسارة دنيا وما فيها من حور العيون الحقيقيات !!
وفي الحياة نجد هناك موقفين من هذه الوعود بخيرات الجنة .
الأول : موقف الأغنياء الذين يملكون المال والمصانع والأراضي وهذه تمنحهم الامكانية للاستمتاع بملذات الدنيا ، بمأكلها ومشربها ونسائها ، ومن خلال مراقبة سلوكهم الدنيوي نرى أنهم لا يعتقدون بوجود جنان أُخروية موعودة ، فنجدهم أكثر انغماسا في ملذات الدنيا . وفي الجانب الآخر نرى الأغنياء يقولون أن هذه نعمة سبغها الله عليهم ، أي قدر الهي وليس سرقة خيرات المجتمع بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان . وبالمقابل نراهم يدعون الناس الفقراء الى التعفف عن الملذات وأن جنة عرضها السماوات والأرض في انتظارهم بعد الموت .
ان دعوة الفقراء للقناعة والاستسلام للقدر الالهي والايمان بأن هناك جنات ?عدن ? بعد الموت حتى لا يثوروا على الأغنياء وينتزعوا منهم ممتلكاتهم من العقارات والمصانع والأموال وبالتالي تزول عنهم مقومات النعمة والاستمتاع .
اننا نجد أن الأغنياء يتحالفون مع بعضهم ويستولون على جهاز الدولة ويضعون قوانين لتخدم طبقة الأغنياء ومالكي الأرض ومصادر الدخل والغذاء ، وتجدهم مسعورون لتضخيم ممتلكاتهم وأموالهم ، وهم أبعد ما يكونون عن القناعة والتعفف .
الثاني : موقف الفقراء فنراهم يميلون الى القدرية وتصديق الوعود بالجنان الغيبية لأنهم يفتقرون لها في حياتهم على الأرض .
ان هذا تعبير عن الجهل بأسباب الفقر ، فالفقر ليس قدرا الهياً منحه الله لبعض الناس وحرم الآخرون منه. فالفقر هو نتاج خلل في توزيع خيرات البلاد على المواطنين ، فهناك مجموعة صغيرة تسرقها بوسائل ملتوية وتحرم الآخرون . فما زاد في كفة إلا نقص من الأُخرى ، فاذا زاد غنى البعض ، زاد فقر الكثير من السكان في البلاد .
== من هنا فأشياء الجنة الموعودة موجودة في الأرض ، والفرق في الوفرة ، لأنه يوجد في الأرض أُناس يستحوذون على الكثير من الخيرات ، بينما يُحرم الكثير من الناس من هذه الخيرات ، والسبب ناتج عن وجود الطبقات ، واشتعال نوازع التملك ، وبالتالي وجود الاستغلال الطبقي والقهر والحرمان والجوع ، والصراعات بين الأفراد والشعوب على مصادر الغذاء ومصادر الاشباع والمتعة .
الجنة في الأرض ، ونحن أدواتها ، فإذا لم تُصبح جنة ، فنحن السبب في عدم جعلها جَنة ، فإذا عقدنا العزم في السير نحو الأفضل في التنظيم والتعليم واعلاء شأن الانسان وقيمته ، فلن تختلف جنة الأرض عن جنة السماء الموعودة ، وجنة الأرض واقعية نحس بها ونتذوق مأكلها ومشربها ونتمتع مع نسائها ، ولكن جنة السماء غيبية وهي وعد بعد الموت ، ولا ندري متى تأتي ؟ بعد مليون سنة أم ملايين من السنين ، أو لا تأتي أبدا ، فلم يذهب اليها أحدا وعاد ، وهي وعود من آلهة غيبية يلقيها المتاجرون بالأديان للجوعى والمحرومين !!!