مقالات سياسية

من أصدر (حكم الإعدام)؟

في كل مرة تظهر أزمة يختفي دائماً (البطل) خلف الحجاب ولا يرى الناس إلا ظله في (العمائل) التي تكدر الوطن والمواطن..
الأن آخر أفلام الرعب التي يجري عرضها في صمت مؤلم.. هو أزمة طاحنة تعصف برجال الأعمال العاملين في قطاع استيراد وتجارة (السيراميك).. لم يكن أحد منهم يتوقع أن تمطر سحب بلادنا الجافة فجأة كرات من لهب.. فمن بين براثن الغيب صدرت قرارات تمنع استخدام التعرفة الصفرية لدول “الكوميسا” في “السيراميك” المستورد من مصر بالتحديد.. قرار يصدر فجأة من (لا) مكان .. ولا يُعرف مَن صاحبه، ولا الذي يقف وراءه.. لكن آثاره على الأرض شاخصة مؤلمة، مئات الشاحنات متعطلة في بوابة السودان الشمالية – وادي حلفا.. غير قادرة على إكمال رحلتها إلى داخل السودان .. وهي تحمل شحناتها التي دفع فيها تجار سودانيون خلاصة أموالهم.
المأساة ليست في منع دخول الشاحنات بكل أثاقلها من الشحنات فحسب.. بل في قرارات تصدر لا يعرف المواطن المتضرر من أين صدرت، ومَن يتحمل مسؤولية القرار.. ومَن يمكن التحدث إليه لمعرفة الحيثيات أو سبل معالجة الأمر الواقع الذي خلفه القرار.
كل الذي يحدث أن يخسر هؤلاء التجار أموالاً ضخمة في وضع اقتصادي مأزوم أصلاً.. وفوق خسارة رؤوس الأموال تضاف إليها التعويضات التي يجب أن تدفع لأصحاب الشاحنات المصرية (حوالي 400 جنيه للشاحنة عن كل يوم تأخير) نتيجة تعطيل الشاحنات لأكثر من ثلاثة أسابيع وهي محملة في مدخل بوابة السودان الشمالية.. وادي حلفا..
الخسارة المالية فوق التصور.. بل لبعض التجارية هو بمثابة (حكم بالإعدام).. لكن الأكثر فداحة هو استشراء حالة الـ(لا) ضمانات لأي عمل.. يجتهد التجار في التخطيط لتأمين أعمالهم من كل المفاجآت.. فتقع على رأسهم الكارثة التي لم يتحسبوا.. ولم يدر في خلدهم أنها يمكن أن تحدث.. أن يصدر قرار (مجهول الأبوين) يمنع دخول شحناتهم وهي في ميناء الدخول..
على أقل تقدير (إن كان في بلدنا يجوز التقدير) كان من المفترض إخطار هؤلاء التجار بأن قراراً بوقف التعامل مع التعرفة الصفرية لدول الكوميسا سيصدر.. قبل وقت كافٍ حتى لا يتورط تاجر في استجلاب بضاعة لن تعبر بوابات الدخول.. لكن أن يصدر القرار والشاحنات في مدخل البوابات فهو ليس بأكثر من (مقلب).. كارثي يكسر عظام التجار السودانيين الذين يكافحون اقتصادياً في أقسى الأوضاع وأعتى الرياح..
على كل حال لأن الصحافة هي السلطة الرابعة ولسان حال المواطن.. كلفنا فريقاً من صحفيينا لتقفي (الأثر) لمعرفة من أين صدر القرار ولماذا .. وماهو مصير شحنات هؤلاء التجار؟ فمن حق المواطن أن يعلم كل شيء.. وقبله المتأثرون بهذا القرار العجيب المريب.

التيار

تعليق واحد

  1. واضح ان هؤلاء التجار المغضوب عليهم ليس فيهم واحد من التنظيم الحاكم …
    المسالة واضحة جدا و هي الحرب التي ظلت الحكومة تشعلها على المواطنين من الراسمالية الوطنية و التجار و اصحاب المصانع و المستوردين الى اخر العاملين في النشاط الاقتصادي … قرارات تصدر من الحكومة بهدف افلاسهم و القضاء عليهم و اخراجهم من السوق و في نفس الوقت يكون جماعة من ذوي الايدي المتوضئة قد دخلوا السوق في نفس المجال بكل التسهيلات المالية و الحكومية …

  2. ههههههههههههههههههههههههههههههههههه.زي قرارات الاهطل عبد الرحيم حمدي الناس حولت أموالها بالدولار والريال ووضعوها بالبنوك فجاة طلع الاهطل قرار اعطوهم أموالهم بالجنيه .والان يكوسوا تاني لاموال المغتربين .قال ايه تشجبع تحويلات المغتربين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!لما تشوفوا حلمة ودانكم كان نقثق فيكم ونمكنكم من اموالنا عشان تلهطوها انتم ونسوانكم وتدزنا مقابلها سوداني ما يجيب قفة ملاح نصف الاجازة فنضطر لقطعها .ليست هناك استقرار ولن يجازف مستثمر لدخول السودان بريال واحد .حتي السعودي الجايي يحول أمواله بالسودانيين ويستلم يالسودان .تاني اتلاوطوا بقراراتكم

  3. الاخ عثمان ميرغني تحيه طيبه دائما كتاباتك هادفه الحكومه بتقول عايزه مستثمرين بلد ما فيها قانون مافي مستثمر بجازف براسمالو في بلد زي دي انتا بتتكلم عن شاحنات واقفه أسبوع احنا عندنا تركترات ليها سنه في الميناء الحكومه حاجزاها بلغت ارصيات الحاويه الشركه النقاله 130مليون والمؤاني110مليون الحاويه الان الحكومه أفرجت عن التركترات أصحابه ما قادرين ادفعو الارضيات الوجع كتير يا عثمان احكي ليك عن شنو والله شنو الله المستعان

  4. تجار مغفلين لماذا يدعمون بلدا تحتل أراضيهم وتنظر لنا ك حديقة خلفية حسنا من فعل ذلك واتمني ان يشيد حائط كخط بارليف او السور الصيني ف ليذهب بقايا الاغوات الي المزابل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..