أمسك في الوات … وساب … الأسباب ..!

الطبقة الوسطى هي التي كانت قبل مجي الإنقاذ الحاكمة لتوازن طبقات المجتمع السوداني ليس في الحياة المعيشية والإقتصادية والعادات والتقاليد العرفيةِ فحسب بل حتى في السلوك الديني المعتدل من حيث القناعات و الممارسة !
الآن هذه الطبقة إما انها على المستوى المعيشي قد ذابت محترقة في نار الفقر المدقع ..أو أنها قد تكلست لاصقة في جبل الطفيلية الثرية التي إستأثرت بالسلطة والمال والقبضة الأمنية !
أما تفككها بل وإنهيار وسطية الدين فيها فهو الشيء الكارثي الذي جعل من نصفها ساخطاً الى درجة كره التدين ولا نقول الدين لا سيما وسط الشباب الذي عانى من البطالة وإقصاء تمكين طبقة الحاكمين زوراً بإسم ذلك الدين ..وإما إنحراف النصف الآخر نحو التشدد الذي يستعدي المجتمع ويريد تقويمه على مزاج تنطعه الذي نهى عنه كل دين !
أما الكارثة الأكبر فهي في خطاب من يسمون بالعلماء الذين قفزوا الى المنابر خلسة وهم يتدثرون بعباءة النظام الإنقاذي الحاكم في ظل إبتعاد أو غياب أو صمت العلماء الحقيقيون الذين لا يرضي خطابهم سادة النظام إذا ما طعنوا في الفيل ولم يفعلوا مثل أولئك الذين لا يقاربون بالطعن حتى الظل !
يتحدثون عن مثالب الوات ساب وتأثيره على إيمان الشباب أو يهاجمون أرتال بائعات الشاي .. ولكنهم لا يلامسون لا باللسان ولا باضعف الإيمان الأسباب الحقيقية وراء كل المأسي التي ضربت في فضائل المجتمع وقد كانت راسخة الى ما قبل زراعة شجرة الزقوم التي نمت مُرة الثمار وليست ذات ظل في مشروع التدمير الذي طال كل القيم التي كنا نعادي بها الآخرين تفاخراً وخيلاء .. فصار الآن ذيلنا قصيراً حتى وسط الأمم التي كان فضلنا بعد الله يتنزل عليها تفوقاً علماً وأدباً وآمانة و وتباهياً بإمراة شامخة لا يتسلقها ذئب الرذيلة مهما أنتفخ جيبه بالمال و شخشخ لها بالذهب ورجل عفيف المنشأ والتربية لا تنكسر له عين إذا ماراى العيب بل يقومه بنخوته السودانية!
كل أمة تصبح منعية السيرة لا محالة متى ما جثا علماؤها فقهاء و مشرعين يلعقون أحذية السلطان ويزينون له ما هو قبيح ليرضى عنهم بالعطايا ويرفع لهم من علو المنابر ..لا ليعظوا الناس بما يعينهم على دنياهم و ينفعهم في آخراهم ، وإنما ليمدحوه بما ليس فيه فيطرب ويرقص على جثث الذين يموتون ليس من الجوع والتبطل و الإقصاء فحسب بل قهراً من زمان يخاطب فيه علماءُ الدين بالنفاق دون خجلٍ أو حياء ، دعك عن مخافة الله التي رموها مع كتب الحق خلف ظهورهم وهم يمالون الظالم في ظلمه للمحكومين !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا المنافق من علماء الجبهة اﻻسﻻمية الماسونية السودانيه المؤتمر الوطني( العياذ بالله )

  2. لقد نكات الجرح يا أخي وهذا هو ما يحزننا كثيراً ذهاب الفضائل والقيم التي كنا نتمسك بها ونعض عليها بالنواجز.الان تسربت من بين اصابعنا قسراً لااختياراً.لقد ارجعتنا حكومية الكيزان لازمان سحيقةفي عمق التاريخ.نحن الان ببساطة خارج نطاق الزمان والمكان، نحن في عهد التوهان والرواحة.اي واحد فينا الان ينظر الى السودان يجزم بانه بلا حكومة والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..