الشرعية.!

هل فقد حزب المؤتمر الوطني كل الأمل في أن تُحقق الانتخابات أجواءها المطلوبة، فبعد ما اصطدم الحزب بزهد الشارع في مجرد التفاعل أو متابعة العملية الانتخابية التي خلت الشوارع من أي صور تُشير إلى أن هناك انتخابات تجري، بات الحزب يعمد إلى التجريح في خطابه السياسي الذي كلما اقترب الموعد المضروب كلما انحدر الخطاب المملوء بالتهديد والوعيد إلى أسفل سافلين، الذي بات يركز على مدح القيادة بنحو يُخل بالمؤسسية بشكل لافت، وربما يكون هذا الخطاب العنيف في أغلب الأحيان ليست المعارضة هي المعنية به بقدر ما هو موجه بشكل حاد إلى عضوية الحزب التي تفلتت للدرجة التي تحولت فيها إلى خطر يهدد الانتخابات أكثر من تهديدات الحلو في جنوب كردفان. معلومات من داخل الحزب أفادت أن تقارير تم إعدادها لمعرفة مدى “القوة التصويتية” بين عضوية الحزب المليونية، جاءت نتائجها محبطة حيث أن نسبة التصويت بين العضوية تتراوح ما بين 7% – 10% من جملة الملايين التي يتباهى بها الحزب في خطاباته الجماهيرية، أي ما بين السبعة والعشرة فقط هم من سيتوجه لصناديق الاقتراع.

ما الذي يضطر الحزب الذي ضمن نتيجة الانتخابات وتأبطها قبل أن تبدأ، ما الذي يضطره إلى حرق كل هذا الكم من السعرات الكلامية وهتك الحناجر المستمر وإضعاف الأعصاب، وعلى غير الطبيعي، فالحزب الذي يكسح الانتخابات دون منافسة حقيقية ينبغي أن يُراعي على أقل تقدير أن يُقدم خطاباً أكثر تصالحاً طالما أن العملية مضمونة بنسبة مائة بالمائة بالنسبة له. فلماذا الاجتهاد الشديد في رفع العصا في وجه من هو غير آبه أصلاً بما يجري إن كان انتخابات أو حوار وطني أو مفاوضات، وإن كان المعني شعب أو معارضة لماذا كل هذا العنف الذي يصدر من قيادات صف أول أو هكذا تُعتبر.

هذا الوضع المضمون بشكل كامل يبدو أنه لم يعجب الحزب الحاكم الذي كان يتطلع إلى منافسة حقيقية وقوية لكنها تحت السيطرة، فلم يحتمل كل هذا الانصراف عن الانتخابات والذي هو انصراف تلقائي بدرجة تكاد تكون كاملة، فلا هو بفعل خلايا أبو عيسى ومكي مدني ولا بفعل طابور خامس. الشعب ترك الساحة وكذلك المعارضة ولحقت بذلك عضوية الحزب التي رفعت سقف توقعاتها في التغيير منذ خطاب “الوثبة” وظنت أن المستقبل لها في تقديم الوجوه الجديدة والبرامج الجديدة لكنها ارتطمت بمحرك لا يقبل أن يتزحزح، هذه القاعدة كان الحزب ولا يزال يعتمد عليها كما دون مراعاة الكيف، لكنها الآن تتطلع إلى الكيف بعدما تشبعت بالكم، فكيف العمل معها؟
=
التيار

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من يريد ان يفقأ عينة من يريد ان يجدع انفة ليغيظ وجه ف اصحاب الافواه النتنة انهم اشبة ب الرجل الذي خصي نفسة ليغيظ زوجتة

  2. التاريخ يحكي عن تجارب و خبرات سابقة عن سقوط الطغاه و الانظمة المستبدة العتيدة و هي في الغالب تمر بمراحل ثلاث :-
    1 — المرحلة الاولى تبدأ بانصراف الناس عن الحكومة و تجمعاتها و مهرجانتها
    2 — المرحلة الثانية يكون فيها السخرية و التهكم علي كل افعال الحكومة و اقوالها
    3 — المرحلة الاخيرة هي مرحلة الثورة و الانقضاض علي الحكومة و اقتلاعها و تمزيقها شر ممزق
    اما في حالة الانقاذ انصرف الناس عنها فور انفصال الجنوب و اشعال الحروب في جنوب كردفان و النيل الازرق مع استمرار حرب دارفور بدون حل — و اذداد الامر تعقيدا بعد قتل المتظاهرين في هبة سبتمبر 2013 و كان معظمهم دون ال 18 عام و في كل مدن السودان — و كذلك بعد اكتشاف خدعة حوار الوثية و فضائح تسريب فحوى الوثائق الامنية و العسكرية للحكومة — الشعب السوداني فجر ثورة اكتوبر 1964 و ثورة ابريل 1985 و الان يبتكر الثورة الصامتة في ابريل 2015 — و هي في تقديري اكثر ايلاما و بدون خسائر – تذكر –
    انظر لعدوك في صمت ليموت موتا دماغيا —

  3. الحمد لله الشعب ليس في حاجة إلى توعية بمقاطعة الانتخابات المهزلة ..
    الحمد لله

  4. الحكومة شغال بمقولة ( خدوهم بالسوط ) وماعارفه انه الموضوع بالنسبه للشعب الغلبان علي امره بقي مفضوح وواضح ودي كله صرف ونبيح علي الفاضي . نشكرك شمائل علي كتاباتك المميزة ووفقك الله وسدد خطاك

  5. كلامك في محلو الاحرار اكيد بقاطعو لاكين ي معمعة انعدام الشعب او انشالو بامور الحياه او هجرتو الفظيعة الى خارج الحدود فابشري يا انقاذ بطول العمر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..