أيام في القاهرة (1)

سبق وأن زرت القاهرة عدة مرات وعلى. فترات متباعدة وأخري متقاربة ،زيارات إبّان حكم الرئيس الأسبق (حسني مبارك) ،وأخري أثناء إندلاع الثورة، وزيارات إبّان حكم الرئيس السابق( مرسي)، وأخيراً قبل أسبوع تحت مظلة حكم (السيسي) .
وخلال تلك الزيارات كنت قريبة من نبض الشارع وقريبة أيضا من تطلعات النخب المصرية ، وقد لاحظت أن تفاعلات المواطن المصري تتأثر تأثيراً مباشراً بإيقاع السياسة ،بمعني أن توتر العلاقات بين السودان ، ومصر أو إستقرارها، يلقي بظلاله على روح المجتمع ، وتفاعلاته حيال الكل بما في ذلك المواطن السوداني.

ورغم أن الشعب المصري يمتاز بخفة الظل، واللسان المعسول، إلا أن خلافات الساسة تظهر بوضوح في سلوكه و تلميحاته إن كانت معلنة أو مغلفة .

وخلال (الدورة التفاعلية) التي إلتحقت بها مؤخراً، وكانت بتنظيم من مركز (جمال عنقرة)، طغت إنعكاسات السياسة على تفاصيل الدورة ، وسادت الأجواء لغةرفيعة من الدبلوماسية الناعمة لاتخدش العزة والأنفة السودانية .

وزير الخارجية (سامح شكري ) ظل لسانه رطباً بالحديث عن أواصر ووشائج وعمق ومتانة العلاقة بين البلدين ، وإستخدم طيلة فترة جلوسنا معه كل مفردات المودة والحب في (القاموس المحيط )، ورغم أن إجتماعنا به إمتد لأكثر من ساعتين ،إلا أن إبتسامته الراسخة ظلت محفورة على تضاريس وجهه ،لم يزعزعها الحديث عن ملف (حلايب) ، ولم يطلْ عمرها كوب الليمونادة البارد.

رئيس البعثة الأخ الأستاذ جمال عنقرة حاول في بداية اللقاء تلطيف الأجواء ،والعبور باللقاء إلى بر الأمان، بإختصار أسئلة المجموعة في أربع أسئلة بروتوكولية تنضوي تحت إطار المجاملات و (تكسير الثلج )، ولكن زملاء المهنة أفراد البعثة ـ الذين يحملون السودان في حدقات عيونهم ـ أبت أنفسهم إلا أن ينتزعوا فرصتهم في الأسئلة، ويفتحوا جراح العلاقات لنظافتها دون بنج.

وللحقيقة أن خشية الأخ جمال من توتر الأجواء لم تكن مبررة ، لأن الحديث مع رجل بمواصفات سامح شكري يجعل أي صحفي يقضي يوماً كاملاً دون أن يخرج من الرجل بكلمة نابية ، فدبلوماسيته القحة تلتف حول الأسئلة العصية الجافة وتحيلها إلى غزل مجنون .

جلست أراقب حديث الرجل، ورصدت إنفعالاته الضعيفة، وإبتسامته الثلجية ، عندها تذكرت أحاديث سياسي المؤتمر الوطني والذين تخصصوا في رفد القاموس السياسي بكل أنواع السباب والشتائم وتقزيم المواطن وإحتقار المعارضة إبتداءًمن (لحس الكوع) ومروراً بإنعدام الوطنية وأراذل القوم وانتهاءً بـ (اللي يمد إيده بنكسرها ليهو) ……!!!

نواصل …

تعليق واحد

  1. المصري يعرف من اين تؤكل الكتف … ليس مهماً ان يظهر خلاف ما يبطن فالسياسة فن الممكن .

  2. من أمس شابكانا دورة تفاعلية وماادرك دورة متفاعلة .. يعنى كان رئيس البعثة ودعنقرة .. غايتو
    الببارى الجداد بوديهو الكوشة ..!!ّ

  3. في تقديري البسيط ان كل مسؤول في منصب ما، يجب ان يكون دبلوماسياً ودبلوماسي بفهمي الشخصي الوصول لما تريد دون ان تسيء لاحد او تجرح مشاعر احد بالحكمة والقول الجسن الاعتدال اللفظي… وهذا للأسف ما نفتقده في كثير من الوزراء والمسؤولين السودانيين …هذا العداء اللفظي السافر افقد الحكومة كثير من المتعاطفين والمدافعين عنها …وعدم محاربتها للفساد افقرها من السند الشعبي تماما اللهم من الا المنتفعين وأصحاب المصلحة … نشكر لك شجاعتك لمقاطعة الانتخابات أنت واسرتك … وحمد لله علي سلامة عودتك

  4. جمال عنقرة موالي لمصر ماعايز اقول ايجنت ان بعض الظن اثم وما بقدر ينتقد المواقف والرؤى المصرية تجاه السودان ايا كانت،،،

  5. ناس لحس الكوع لا يعرفون شيئا عن مهارات مخاطبة الجماهير و فن الخطابة و الالقاء و انتقاء الكلمات المناسبةو احترام من يخاطبون , ففي عالم اليوم تجد مدراء الشركات و رؤساء الاقسام و الشخصيات التي تشغل مناصب عامة يقرءون كتبا في هذا المجال و يحضرون دورات تدريبية خاصة او عامة لترقية قدراتهم لأن النخب من الجمهور لن ترحمهم اذا اخطأوا ( طبزوا) لكن في السودان نجد الوضع مختلف .

    هل توجد نخب فاعلة في السودان؟
    _ _ _ _ __ _ _ _ _
    اليكم هذا المثال البسيط و هو سؤال من موظف عادي و اجابته

    * عُينت في وظيفة جديدة، غير أنني لا أعرف ما إذا كان يجب أن أستخدم الألقاب مع الاسم الثاني لدى التحدث مع زملائي؟
    – في البداية يفضل استخدام الألقاب كأن تقول “مدام فلانة” أو “أستاذ فلان”. في حال قيل لك مثلاً “أرجو أن تناديني باسمي”، عندها يمكنك مناداة الزميل أو الزميلة المعنيين بالاسم الأول لكل منهما. في المقابل، لا تنس أن تطلب من زملائك أيضاً أن ينادوك باسمك الأول.

  6. والله يا جماعة (البنت ) دي كتابة جداً … ربنا يحفظها ويخليها لينا …

    بس لو غيرت صورة قبل الزواج دي …!!!؟؟

    وعوداً حميداً …

  7. يا بتي المصريين اونطجية و في محاضراتكم جابوا لكم ناس متخصصين ،منو العوض و عليه العوض ،لانكم بعد شوية حتتحفينا بمقالات على شاكلة (مصر يا اخت بلادي)انتو لو ماشين بحسن نية فان في استقبالكم ناس دارسين حتى الوان الملابس الداخلية المفضلة ،و حتى الان و صحبك لم تفيقوا من ابهار الزيارة الخازوق

  8. هل تم سؤال وزير الخارجية المصرى لماذا مصر لاتطبق الحريات الاربعة المشؤمة التى كانت خراب على السودان والعامل السودانى بسبب الحريات الاربعة المشؤمة التى تطبقها السودان فقط وبسببها دخل السودان المصرى الحرامى والنصاب وتاجر المخدرات يظهر أن هذا الوفد من مجموعة المنبطحين أمام المصريين مثل بشبش ومعة حكومة الكيزان الحرامية

  9. يا استاذة وزير الحارجية المصري مهذب وراقي ومتحصر وكما يقولون ( ود ناس ) فلا يعقل وجود مقارنة بينه وبين الصعاليك من جماعتنا جماعة المؤتمر الوطني والانقاذ . وسابقاً قالها الطيب صالح ( من أين أتي هؤلاء ؟ ) لأن اخلاقهم وطباعهم ليست كاخلاق وطباع لسودانيين ) .

  10. نحن ما زلنا في انتظار ( راجل المرة حلو – الجزء 3 ) يعني نتوقع الزيارة الجاية في عهد منو؟ ايه قصة الأجزاء دي معاك، بلاش المواضيع الشخصية….

  11. نحن ما زلنا في انتظار ( راجل المرة حلو – الجزء 3 ) يعني نتوقع الزيارة الجاية في عهد منو؟ ايه قصة الأجزاء دي معاك، بلاش المواضيع الشخصية….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..