أهم الأخبار والمقالات

جيشنا جيش الهنا حردان مننا

مقدمة
انسحب الجيش من مواقعه التي كان يؤمنها في ولاية نهر النيل. ولا ندري على وجه القطع ما هو السبب. هل هو احتجاج على “والية الولاية” المدنية، أم احتجاج على كونها امرأة، أم لأن الوالية الجديدة أرادت إعادة تشكيل اللجنة الأمنية؟ ونتيجة هذه الحردة أنه سُرِقَت خزنة بها أموال عامة، مرتبات موظفين. استنجدت الوالية بالمركز فأرسل حميدتي قوات الدعم السريع ليملأ الفراغ الأمني الذي خلفه الجيش الحردان ويحفظ الأمن في الولاية.
وتقاعس الجيش والقوى الأمنية الأخرى في دارفور وظلت تتفرج على القبائل تقتل بعضها بعضا. فجاء حميدتي لينقذ المشهد.
وانسحب الجيش والقوى الأمنية الأخرى من المشهد في بورتسودان وترك الناس يتماوتون ليومين أو ثلاثة قبل أن يجيء حميدتي لإنقاذ المشهد في شرقنا الحبيب ويوقف “درفرته”، أي تحويله لدارفور جديدة.
وقع قتال بين مجموعات الرُّحَّل والمزارعين في جنوب كردفان في مناطق سيطرة الحركة الشعبية، تتضارب الأقوال حول دور الجيش والدعم السريع فيها. فإذا بحميدتي هناك يحاول إعادة الأمن للمنطقة.
ما الذي يجري حقيقة؟
فما هذا الذي يجري؟ هل هو تمرد غير معلن من الجيش والقوى الأمنية الأخرى؟ هل هو رفض للثورة والتغيير الذي أراده الشعب؟ ما هي “بالضبط كدا” الرسالة التي يريد قادة الجيش أن يرسلوها للشعب؟ هل يريدون أن يقولوا لنا “لازم نحكمكم بالغصب” وإلا فسوف لن تنعمون بالأمن؟ هل أصبح جيشنا كله تحت سيطرة الكيزان؟ أم ماذا؟
نعلم أن الكيزان قد استهدفوا الجيش وحاولوا بشتى الأساليب إفراغه من روحه وهويته القديمة وإحلال روحهم الخبيثة وعقيدتهم الشيطانية في محلها، ولكن ما لم نعلمه هو درجة النجاح التي حققوها، وهي بالطبع تمثل في ذات الوقت درجة الخراب الذي حاق بالجيش. ما يتبدى لنا الآن يشير إلى أن جيشنا جيش الهنا الذي ظل تائها كقوم موسى في تيه سيناء الكيزانية لثلاثين عاما، لم يجد موساه الذي يخرجه من ذلك التيه بعد.
والشواهد على ذلك كثيرة. فهل كان يعقل أن الجيش الذي في سجل شرفه القائد الذي أمر جنوده في الكويت قائلا “أرضا ظروف”، والجيش الذي في سجله شرفه أن منع استباحة مدينة بنغازي في الحرب العالمية الثانية، وحفظ أعراض الليبيات وكرامتهن، هل يعقل أنه نفس الجيش الذي يقف مكتوف الأيدي يتفرج على الشباب العزّل النِيَام يُقتَلون بأبشع الطرق في خواتيم الشهر الحرام. وعلى الكنداكات الطاهرات الشريفات تجوس وسطهن الضباع البشرية يقتسموهن ويغتَصبوهن أمام بواباته؟
هل يُعْقَلُ هذا؟ وحتى بعد أن وقعت الواقعة التي “ليس لوقعتها كاذبة” كنا نظنها ستكون “خافضة رافعة” في داخل الجيش وأنها سترج أرضه رجا وتَبِسُّ جباله بَسَّا فتجعلها “هباء منبثا”. فهل يُعقَل أن يكون رد الفعل على هذه الطامة الكبرى والجريمة البشعة هي العبارة الخانعة الخاضعة الميتة “حدس ما حدس”؟ بالطبع لا يُعقَل. إذن هذا الجيش ليس جيشنا وإنما هو جيش الكيزان، وسيظل يحمل هذا العار في جبينه إلى أن تخرج منه ثلة من الشرفاء تسترد له شرفه المضاع.
الجيش والاستفزاز
قادة جيشنا دائمو الشكوى من الاستفزاز. هم مُستَفَزَّون على طول. فمنذ انفجار الثورة ظلَّ قادة الجيش والمتحدثون باسمه في حالة استنفار دائم لرصد استفزازات الشعب ضد جيشهم. هم تستفزهم الشعارات التي يرددها المتظاهرون. وتستفزهم فتاة صغيرة تتدرب على قيادة المظاهرات على طريقة آلاء صلاح. ولقد سمعتُ البرهان بأذني وهو يحتج بألم مُمِض على شعار “معليش ما عندنا جيش”.
• فإذا استعرضنا تصريحات قادة الجيش عن الاستفزاز والتي أوردتها الصحف في الفترة ما بين مايو ٢٠١٩ وفبراير ٢٠٢٠ نجدها على النحو التالي:
• البرهان دعا إلى عدم الاستجابة إلى الهتافات والأقوال المستفزة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وشدد على أن القوات المسلحة لا تتنكر لأي شخص جاء لمساندتها وخص بذلك مجاهدي الدفاع الشعبي.
• البرهان: لقد صبرنا على الاستفزازات التي تعرضت لها القوات المسلحة وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية لهدف سامٍ وهو الحفاظ على أمن البلاد والذي نعتبره هدفاً منشوداً لكل سوداني غيور على وطنه”
• البرهان يشدد على عدم الالتفات للأصوات النشاز التي تستهدف أداء الشرطة، وإثبات أن الشرطة موجودة بمهنيتها المعهودة في أداء الواجب.
• البرهان: القوات المسلحة ستظل قوية وعصية مهما تحدث عنها المشككين في قدراتها وأنها ستظل صخرة تتكسر عندها كل سهام الاستهداف.
• البرهان يدعو لدى لقائه ضباط وضباط صف وجنود منطقة الخرطوم العسكرية اليوم، عدم الاستجابة إلى الهتافات والأقوال المستفزة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
• الكباشي: إن هناك جهات استغلت قوى إعلان الحرية والتغيير للتصعيد مع المجلس العسكري، وعملت على بث الشائعات وإحداث فتنة بين قوات الدعم السريع والجيش.
• الفريق أول هاشم عبد المطلب رئيس هيئة أركان الجيش السابق “هناك تصعيد واستفزاز واضح ضد الجيش وقوات الدعم السريع، وهذا ما لا نحتمله
• الفريق هاشم يحذر من التحرش أو استفزاز القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة والأمن.
• الفريق البرهان أدان “لإستفزاز المباشر والإساءة البالغة للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع علماً بأن قوات الدعم السريع ولدت من رحم هذا الجيش العظيم.
• الفريق الرهان يدين التصعيد الإعلامي الغير مبرر واللهجة العدائية التحريضية ضد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
• الفريق البرهان: الخطاب العدائي خلق حالة من الفوضي العامة والإنفلات الأمني الغير مقبول في العاصمة القومية والولايات.
• البرهان: “على قوات الشرطة ألا تلتفت للأقوال السالبة التي ظلت تتعرض لها ورغم ذلك ظلت تقوم بواجبها على الوجه الأكمل، وأنها ضد الإجرام وليست عدواً للشعب
• وعندما علق العسكر التفاوض لمدة 72 ساعة ذكروا من ضمن المطالب عدم التحرش أو الاستفزاز للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة والامن وهي تعمل لحمايتكم وحماية الامن العام.
لماذا؟
والملاحظ أنه في جميع تلك التصريحات والشكاوى والتحذيرات لم يطرَح هؤلاء القادة ولا مرة واحدة سؤال “لماذا”؟ لماذا انقلب الشعب على جيشه الذي كان يتغنى له بأنشودة “جيشنا يا جيش الهنا الحافظ مالنا وعَرِضْنَا ودمَّنا”؟ وما الذي دعاه ليلقي بتلك الأنشودة وراء ظهره ليردد بدلا عنها ذلك الشعار المؤلم “معليش معليش ما عندنا جيش”؟ هل يا ترى الشعب جنَّ أم فقََد المحنَّة؟ أم ركبته روحٌ شيطانية جعلته يُلبس الحق بالباطل فيرى الحق باطلا والباطل حقا؟ ليت قادة الجيش يطرحون على أنفسهم السؤال الدائم الذي يطرحه على نفسه بائع اللبن الفقير تيفيي بطل فيلم “عازف الكمان على السطح” حين يقول: “هذا من هذا الجانب، فماذا من الجانب الآخر”؟
نواصل

‫8 تعليقات

  1. ناس الجيش عارفين كل كلامك يا استاذ الباقر ولكنها القتاتة التي تعلموها من الكيزان، لا رجاء في هذا الجيش، يجب حله وبناءه من جديد.

    1. ياخي جيش عايز يشتغل سياسة واقتصاد وتجارة ، نحن عرفنا من مبادئ الاقتصاد أن راس المال جبان لا يجب الحروب واينما وجد الاضرابات والدواس هرب وكذلك التجار يحبون الاستقرار ولو على حساب الشعب عشان تجارتهم تزدهر ولو على حساب المواطن والوطن ، وفي السياسة حكمونا العساكر 90% من عمر استقلالنا حدث ولا حرج باعو حلفا وحلايب وفصلوا الجنوب وقتلوا الشباب امام بوابات القيادة وكله بسبب السياسة والتجارة الدخل فيها الجيش ، طيب بالمنطق مين يقاتل لو الجيش شغال اقتصاد وتجارة وسياسة.

  2. صدقت و الله أنه لامر محزن و مخجل ان يصير جيشنا هكذا نخوه ساكت مافي عزل يقتلون امام داره و بوابة الجيش و حرائر يغتصبن و جثث في النيل في منتهي الخسه و النداله من اين اتي هؤلاء

  3. كامل التقدير والامتنان للاستاذ الباقر على بانوراما التوثيق للمواقف والتصريحات
    انه الخوف يااستاذ والجبن من رتب الانكسار والانفناس امام كافة الاختبارات التى مروا بها
    يحسبون كل صيحة عليهم
    واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم
    وأن يقولو تسمع لقولهم
    كأنهم خشب مسندة
    بعد استعراض شامل لمجمل حيثيات خياسة القيادة الخائبة والغائبة للجيش بعد ثلاث قرون من الادجلة الاخوانية خلص الاستاذ الباقر العفيف الى النتيجة البديهية والخطيرة التالية:
    هذا الجيش ليس جيشنا وإنما هو جيش الكيزان، وسيظل يحمل هذا العار في جبينه إلى أن تخرج منه ثلة من الشرفاء تسترد له شرفه المضاع
    الكلام ليك يا المنطط عينيك، لى شلة المجلس السيادى (الشق العسكرى)
    وجودكم هو نتيجة لمساومة تاريخية لا اكثر ولا اقل ولولا تداعيات الاحداث والموازنات المعروفة لكان مكانكم اما مع ابنعوف اوقوش
    انتم تحت المراقبة
    فاهمنكم وحافظنكم ومخطاط اللولوة كلها واضحة
    نحن فاهمنها وعارفنها
    وهذا الشعب قادر على وضعكم فى علبكم مع سادتكم وقادتكم المخلوعيين
    ارعوا بى قيدكم

  4. لا يُوجد في الدنيا، بما في ذلك السودان، شعب لا يحب ويُقدر جيشه، طالما كان هَمُ هذا الجيش، الأول والأخير، هو حماية الأرض والعِرض، الأمر الذي تنطق به قوانين كل الجيوش، بلا إستثناء !!!!!!!!!!!!!

    ألا يُدرك قادة جيشنا، أن ثورة ديسمبر الكونية، إنما إندلعت، أساساً، من أجل التغييييير ؟؟؟!!!
    أم أنهم لا يفقهون معني هذه المفردة ؟؟؟!!!
    إنها تعني هدم النظام القديم، وبناء نظام، جديد لنج !!!! ولتحقيق هذه الغاية، نصت الوثيقة الدستورية، علي تفكيك دولة التمكين !!!! وهل يُوجد تمكين في أي مرفق، أكبر من التمكين في الجيش السوداني، والذي قُصِد منه إضعاف الجيش، وإلهائه عن أداء أقدس مهامه، التي كُوِن من أجلها !!!!!

    لن يكون الوطن، مالم يتخلص هؤلاء القادة من عقلية إخوان الشيطان، الخونة، الإرهابيين، الضالين، كما ويجب إعمال قانون تفكيك دولة التمكين في أروقته، حتي القضاء علي أدلجته، ليصبح قومياً، بحق وحقيقة !!!!!!!!!!!!!

    لم ولن يسمح الشعب، بإستمرار الإحتلال والفساد وتمدده، بنفس العقلية الكيزانية البغيضة السابقة، وإلا، كأنك يا زيد ما غزيت !!!!!!!!!!!!!!

    قال “أدولي تفويض”، قال !!! هههههههه !!!

  5. يا نكتلكم يا نحكمكم -قالها الكيزان للشعب المصرى : الجيش السودانى جيش كيزانى اصيل وتكون اصلا من ناس الدفاع الشعبى ( ضباط انتهازيون بلا شهادات او تأهيل ويكفيك مثلا الجنرال حميرتى)
    اقتباس:- الفريق البرهان أدان “لإستفزاز المباشر والإساءة البالغة للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع علماً بأن قوات الدعم السريع ولدت من رحم هذا الجيش العظيم ( يعنى الجيش السودانى بقا شرموطه رحمها مفتوح لمن يثبت انه القوى فى الساحه ومعاه قروش – عمر البشير – السعوديه – مصر- قطر – اسرائيل ) خاصة بعد زيارته السريه ليوغندا ونشرتها قناة الجيزيره الفضائيه واجتماعه بنتنياهو سرا لم يتزكر البرهان ان هذا الاجتماع اهانه له وهو قائد الجيش السودانى الذى عربدت الطائرات الصهيونيه فى سماءه بل ضربت مصانع العتاد الحربى السودانى الذى تم بناءه من دم هذا الشعب الذى فرضت عليه الجبايات فى زمن الكيزان ومديون لايران وغيرها من الدول التى باعت له معدات دفاعيه وسوف يدفعها محمد احمد المسكين وليس مؤسسات الجيش الفاشله الفاسده التى تضارب كل يوم على سعر الدولار والتى لم يدخل اى مراجع مدنى محايد فى اضابير حساباتها ويكشف للضباط الشرفاء والجنود المساكين وعامة الشعب الذى تمثله حجم الوساخه والعفانه ومستوى الفساد وان الجيش السودانى اصبح شركه تدر دخلا يدخل فى جيوب ضباط معيين وكيزان معروفين والحجه فى ذلك ان الجيش مؤسسه عسكريه لا يجور الاقتراب والتصوير والتى طالب وزيرها الهمام عبد الرحيم ابو رياله ان نصد الطائرات الاسرائيليه عن طريق النظر لقد خان البرهان الجيش قبل ان يخون الشعب ولم يكن حمدوك وقتها على علم بالزياره كما صرح بذلك وزير الاعلام السجمان فيصل محمد صالح يجب فتح بلاغ الن ضد رئيس مجلس السياده بتهمة الخيانه العظمى للجيش والشعب والتاريخ ومحاولة تدمير الاقتصاد السودانى عن طريق شركات خاسره لا يعلم كيف تتصرف فى اقتصاد السودان بعد ان افشلته وتساعده فى ذلك السعوديه التى ارجعت صادر الثروه الحيوانيه ليس بسبب المرض ولكن بسبب الضغط على السودانيين حتى لا يسحبو قواتهم من اليمن ويتم تحت هذا الامر اعاده تسليح حميتى وامداده بالدولار ليكون الممول الرئيس لبنك السودان ويطلب منه الركوع والسجود متى اراد وزعلان من ينت صغيره خرجت فى مسيره ضد الجيش ياخ ( كسم الجيش ) والذى يستخدم امواله اليوم هو بعض اللصوص ليزايدو فى الدولار حتى يخرج الشباب الى الشارع مطالبين باسقاط الحكومه المدنيه التى سوف تحقق السلام قريبا والذى احس هو وحميتى ان ذلك سوف يشكل خطرا عليه وعلى الجيش الذى يعمل بالتجاره فى مناطق النزاعات واستولى على ارض المواطنيين بالقوه واصبح يستثمر فى التعدين
    وتجارة المحاصيل – والاخشلب -والترحيل – والويكه – والدكوه – ويتجسس على المواطنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعى وشركات التصالات ويقط خدمة الانترنيت بحجة الحفاظ على الامن القومى وسلامة المواطنيين وهو الذى استباحت قواته المواطنين فى يوم ليلة القدر التى هى خير من الف شهر وعيد الله فى ارضه بل قام باغتصابهم زكورا واناثا وانكر الواقعه تماما ولم تقدم لجنة التحقيق شيئا الى الان ويبدوا انه لا خوف منها فهى لن تقدم شيئا – خاصة بعد تساهل البرهان فى القبض على الجناه الحقيقين والذين يعلم يقينا هو وكباشى وقوى الحريه والتغييرمن هم ولم يقبضهم احد حتى الان وتركهم حميدتى يهربون عبر حدود السودان الى تركيا ومصر وغيرها – الثوره لن تموت بأذن الله وبيننا وبينك الشارع الذى هدد به ابيك البشير قبل ذلك وكسر الله ركبه

  6. د الباقر
    يجب ان لاننسي ان لم يلتحق بالجيش وبقية الأجهزة الامنية، وكل الناصب المهمة منذ انقلابهم ١٩٨٩م الا اعضاء تنظيمهم واهاليهم والموالين لهم كل من قل عمره عن ٤٩ سنة، واكبر من ذالك لم يُترك فيها إلا لولائه المنقطع غير الشكوك فيه لهم…!!
    الكل يتجنب التعرض لهذه الحقائق…!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..