مقالات وآراء

ما سيعلمه تيار الإسلام السياسي

خالد فضل

 

(1) ستنقضي نشوة الهتاف بالنصر في وسط السودان بعد حين . وسيواجه سكان هذه المناطق واقع الحياة العملي وليس المتوهم . مناطق الوسط بما فيها الخرطوم لم تبلغ بعد مستوى الحد الأدنى في البنية التحتية الأساسية , خدمات المياه والصرف الصحي والطرق والجسور والطاقة , خدمات التعليم والصحة والعلاج . ناهيك عن قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي والتحويلي والخدمات . لقد كانت بالكاد تشبه الحياة فقط . ثمّ جاءت الحرب ودمّرت القليل الموجود , والبداية من الصفر تحتاج إلى عقلية وأفق في التفكير غير ما يستبطنه جماعة الإسلام السياسي , وظهر في خطاب الكراهية الذي سعّر ممارسات الإرهاب والكراهية , وتلقّف عامة الناس ذلك الخطاب دون فحص لما سيقود إليه .

 

(2) في أوساط الشباب وهم الفئة العمرية الأكثر حركة , نما شعور عام في أوساطهم بنجاعة العمل العسكري , لقد بدأت أعداد مقدرة منهم تؤمن بالبندقية عوضا عن السلمية , لا يهم كثيرا إنْ كانت تلك الثقافة والشعور موجها اليوم ضد الدعم السريع , وضد القوى المدنية الديمقراطية , فهذه مرحلة ستمر دون شك , وسيكتشف كثير من المغيبين أنهم ضحايا التضليل , فخصمهم الرئيس لم تك تلك القوى المدنية الديمقراطية , وسيجلو كتاب الفترة الإنتقالية على علاتها , ليتضح بشكل لا لبس فيه من الذين كانوا يتوقون لبناء الوطن , رغم العثرات والأخطاء هنا وهناك , لكنها لا ترقى أبدا لدرجة الخطيئة الكبرى في تدمير مستقبل بلد كامل بإشعال الحرب .

 

(3) شباب تمت تعبئتهم عسكريا , انتشر السلاح بشكل غير مسبوق , نمت نوازع الجهوية والعنصرية والمناطقية بشكل سافر , إنسداد أفق الحياة الكريمة التي هفت إليها أفئدتهم وهم يثورون ضد الفاسدين المجرمين من جماعة الإسلام السياسي , ورؤيتهم واضحة يشعلها شعارهم الثوري أي كوز ندوسو دوس ما بنخاف . صحيح شكلت ممارسات عناصر الدعم السريع صدمة للكثيرين , ولكن يجب التذكير بأنّ معظم عناصره من الشباب , والقوى المدنية الديمقراطية قوامها شباب , هؤلاء لن يركعوا لطغيان عصابات كتائب الإسلاميين ,وقد ثبت بالفعل أنّ العنف المضاد كسر شوكتهم , وجعلتهم يلوذون بالتضليل وإثارة النعرات لجلب الناس للوقوف بجانبهم في حربهم القذرة الموجهة أساسا ضد الثورة والتغيير , وقد أفصحوا عن ذلك مرارا . ومع عمليات التشفي والإنتقام التي مارستها العناصر الإرهابية وراح ضحيتها أبرياء , سيكتشف الناس كل تلك الأفعال , ولن تزيدهم إلا بغضا لتلك العصابات الإجرامية .

 

(4) إنّ عسكرة الشباب رغم ضررها على مسار الإنتقال للحياة المدنية , لكنها من جانب آخر توفّر رادعا مناسبا لإحتكار العنف بوساطة تلك الجماعات. فهم سيفكرون ألف مرّة قبل أنْ يمارسوا القمع والقهر المعتاد , وستواجههم صعوبات حقيقية في إجراءات إخضاع الشباب عبر عمليات التجنيد الإجباري وكشات الخدمة الإلزامية وحملات النظام العام , وحشود الدفاع الشعبي والأمن الشعبي وغيرها من وسائلهم العسكرية والأمنية القمعية , وبالطبع تظل القضايا التي ثار الشعب ضدها متفاقمة , فالفساد عاد أكثر سفورا و وضوحا , وكل ما كشفته وحاربته لجنة إزالة التمكين خلال فترة عملها القصيرة تم إرجاعه للفاسدين من أعضاء التنظيم , وعادت ممارسات جهاز الأمن كأسوأ ما تكون , وما يزال التمكين في المؤسسات العسكرية والأمنية مستمرا , وما تزال علل الدولة وإختلالاتها تزداد قبحا ودمامة , فما الذي سيكون أمام شباب مسلّح ؟.

 

(5) لقد نشأ الآن تحالف سياسي عسكري , اختلف الناس أو اتفقوا حوله بيد أنّه لا يمكن إغفال تأثيره على مستقبل البلاد , فهو يضم قوتين عسكريتين ضاربتين , الدعم السريع والجيش الشعبي . تسنده قاعدة شعبية واسعة في أكثر من نصف مساحة السودان , ويطرح برنامج تغيير ثوري قوامه إعادة تأسيس دولة وطنية حديثة . صحيح , الطريق ليس سالكا أمام تلك المهمة العسيرة , وبيئة الحرب تلقي بظلالها على خطواته المستقبلية , لكنه يظل مع ذلك يقدم مشروعا بديلا لمشروع الإسلام السياسي , وهو أقرب نظريا لمطالب الشعب التي ثار من أجلها في ديسمبر2018م . فما الجديد في جعبة هذه الجماعة اللولبية , أمامها خياران فيما يبدو , فقد بطل مفعول جبروتها العسكري , وباتت المؤسسات التي احتكروها لأكثر من ثلاثة عقود محل شك ؛ وقد تفيدهم على المدى لقصير فقط , لذلك فإن الخيار الأول هو الرضوخ لإرادة التغيير , ومحاولة اللحاق به بعد تقديم نقد ذاتي صريح واستعداد لممارسة مغايرة في ظل دولة ديمقراطية علمانية تؤسس فيها الحقوق والواجبات على المواطن الفرد. أو مواصلة الموال القديم بالبلطجة والعف والقهر , ساعتها سيتصدى لها جيل جديد بأعنف مما يحتملون , وقد عشنا على أيام الدراسة الجامعية في أوائل التسعينات كيف أنّ أول دفعة من خريجي معسكرات الدفاع الشعبي من طلبة جامعة الخرطوم قد تصدت لكتائبهم المسلحة بالسيخ واجبرتها على الفرار من حرم الجامعة وطردتهم من الداخليات , وأذكر أنّ أحذية بعض قادتهم يومها كانت معلّقة على بوردات النشاط دليلا على الهروب الكبير .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. بعد الحرب مباشره وبعد القضاء علي الجنجا والذين ينتظرون الضربة القاضيه لقطع دابرهم الي الابد بعد ذلك يجب تطبيق الاسلام السياسي فهو المخرج للبلاد والعباد ويجب الرجوع الي سياسة فترة السلف الصالح من حكومة الإنقاذ في سنواتها الاولي والتي كانت قد اتبعت سياسة تجنيد الشعب لمواجهة الأخطار الامنيه الداخلية والخارجية وقد نجحت بالفعل في تحقيق ذلك بواسطة الدفاع الشعبي والامن الطلابي وجهاز الأمن
    يجب علي حكومة البرهان اتباع نهج الإنقاذ في تطبيق الاسلام السياسي وتطبيق فكرة الدفاع الشعبي والشرطة الشعبيه وتجنيد الشعب لمواجهة أي إخطار داخليه من الجنجا أو إخطار خارجية من دول الجوار الافريقي والتي أصبحت تكن السودان كل الحقد والكراهية ماعدا مصر وارتريا
    والخلاصة يجب اتباع سياسة الإنقاذ الاولي لإنقاذ البلاد بعد أن تم تدميرها من قبل الجنجويد

  2. ماعلى كيفك يا جريمو ( كيمو) انا قايل السودان بتاعكم براكم يا كيزان يا فسده يا فجره ؛ انت مابتقرا الوضع السياسي في العالم والنظام السياسي الجديد المتبع في العالم وهو ازالة التنظيمات الاجراميه ( الاسلاميه) الارهابيه من على الوجود والدليل انهاء حزب الله والاعاذة بالله بان يرتبط اسمه بهولاء الفجره ، وحماس والدواعش في الشرق الاوسط ؛ امريكا واسرائيل يا زول عقدت اتفاقات جنتلمان بينها وايران وروسيا ، ايران بالضبط وذلك بان تزيل لها ايران حزب الله وحماس وقيادتهم وتفكيك تنظيماتهم وبموجبها يتم التغيير السياسي في الشرق والدليل اغتيال قادات حزب الله وحماس وسقوط بشار الاسد وسقوط نظام حزب الله في لبنان والاتيان او انتخاب ميشيل عون الموالي لاسرائيل وامريكا كرئيس للبنان ؛ وبالمقابل تحمي امريكا النظام الايراني من السقوط و توقف ضرب مفاعلاتها النوويه وتفك لها تجميدال ١٠٠ تريليون دولار المحجوزه في البنوك الامريكيه والاوروبيه ؛اذن من خلال هذه النتيجه بلووا رؤوسكم يا جريمو العايقي(كيمو الشايقي) وما تحلموا بانتاج انتكاز او انتهاز( انقاذ) توو او تانيه لانو الله سبحانه وتعالى لايفلح الظالمون ، قال الله عز وجل ( انه لايفلح الظالمون) وانه لايهدي كيد الفاسقين كما قال ( انه لايهدي كيد الفاسقين) صدق الله العظيم ؛ كما قال ( انه لايفلح المجرمون) ؛ لانكم اذا رجعتم للسلطه مره ستعيثون في الارض فسادا شديد اكثر من الانقاذ الاولى ستذبحون وتغتصبون وتبقرون البطون ، فهل سيسمح الله عز وجل بان تنالوا السلطه مره وبابشع مما كان ، كلا والف كلا لانه الله عز وجل هو الخبير العليم بفسادكم وبنيتكم لارتكاب الفساد والفجور في الارض فلا يسمح بذلك لانه لابهدي كيد الفاسقين والفاسدين …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..