إنكم تزيدون الطين بلة

في العشر الأواخر من شهر رمضان كتبنا مقالاً عن دارفور أسميناه (ويحها دارفور) أودعناه مخاوفنا عن المصير والمسير الذي تساق إليه دارفور، استقينا تلك المخاوف من خلال ملاحظاتنا عن سير اتفاقية الدوحة وانقسام حركة التحرير والعدالة التي وقعت الاتفاق واندلاع الحرب الكلامية بين قادتها خاصة من طرف بحر أبو قردة.

قام ممثلون من الحركتين ــ مشكورين ــ بالتعليق على المقال فوصلنا رد تفصيلي من الناطق باسم السلطة الانتقاليه نشكره عليه وهو يمدنا بكراسة تفصيلية عن إنجازات السلطة الانتقالية في دارفور حوت المنشآت والمباني من مستشفيات ومدارس ونقاط شرطة وغيرها وقد كان ينقص ذاك التوضيح التفصيلي ان نعرف ما هي الأهداف الكلية التي كانت موضوعة لنتعرف على نسبة المنجز من خلال ما أوضحوه.

كذلك وصلنا رد مطول – تجدونه منشوراً في مكان آخر من الصحيفة بالداخل- من طرف الوزير أبو قردة من خلال مكتب الاعلام والعلاقات العامة لوزارة الصحة الاتحادية.

المضحك في ردود مكتب الإعلام بوزارة الصحة أنهم أصبحوا ذياك الطالب الذي ترك سؤال الامتحان الخاص بسياسة بسمارك الخارجية وطفقوا يحدثوننا عن سياسة بسمارك الداخلية وتعلقوا بالسطر الأخير في المقال الذي وصفنا فيه الوزير بأنه أسوأ من جلس على كرسي وزارة الصحة فطفقوا يحدثوننا عن إنجازات وزيرهم في الحقل الصحي واجتهاده في عدة نقاط نأتي عليها فننفخها بنصف نفخة فنجعلها هباء منثورًا.

شباب العلاقات العامة بوزارة الصحة تناسوا أن المقال عن دارفور وفشل ابو قردة كطرف من أطراف الاتفاق وعجزه عن بل ريق أهالي دارفور بنص عملي يتنزل الى أرض الواقع من بنود الدوحة.

اختاروا أن يردوا من زاوية الوزارة وكأنهم يفتحون على الوزير طاقة أخرى من النقد فادعوا أن من انجازاته مكافحة شلل الأطفال وهذا مضحك للغاية ثم أشاروا لمجانية العلاج للأطفال أقل من خمسة اعوام وهذه مناسبة جيدة لنلفت نظرهم لأكذوبة هذا البرنامج وأن قائمة الأدوية المخصصة هي في حالة غياب دائم عن أرفف الصيدليات.

ما نعرفه عن وزير الصحه أنه أحد الذين يشغلون موقعاً يحتاج لتخصص ودراية وأنه فقط استحق هذا الكرسي بموجب تسوية سياسية ضيقة وقد بح صوتنا ونحن نعترض على ملء الوزارات المهنية التخصصية بموجب الترضيات والصفقات.

شباب وزارة الصحة نسوا أن يحدثونا ضمن إنجازات وزيرهم أن الملاريا قد عادت بمسمى جديد هو الملاريا الوخيمة ونسوا أن يمدونا بنسب الزيادة بالإصابة بداء السرطان خلال فترة إدارة الوزير الميمونة.

الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..