مقالات سياسية

ست النفور…

عبدالغني كرم الله

في مراهقتي، كنت أحب الاسماء الحديثة، ولكن الآن، تشدني أكثر الاسماء العتيقة، ربما تمصر حنين ذكريات في بالي، أحساسي حين نطقها، يشبه الشعر حينا، والموسيقى أحيانا، وكلما سمعت اسم تقليدي لطفلة صغيرة، أحس بالشعر، ورنين الذكريات في وجه الطفلة، أو الطفل، فأنطقه في بالي، كحلوى سحرية، “آمنة، تستو، حواء، وغيرهن من كرائم الاسماء العتيقة، أو الحديثة” طيف وجوه كثيرة، تزدحم في باحة قلبي، حين اسمعه، فأرى حقا، لا مجاز، الماضي والحاضر والمستقبل معا، كأني بوذا في ومض من الشعور، حين قال “الحاضر الأبدي”، تحت شجرته، [حين تم له الاستنارة، والاعنتاق عن دوامة الموت/الحياة”، أي ماكان،وما سيكون، فهو كائن”، كأنه نظر للحياة بعين الرب، حيث لاغياب، او حجاب، عن نهر الزمن المتدفق، “لا تسبوا الدهر، ان الدهر هو الله،.

هذه الاسم العتيق، الشاب، نصب أحابيل الحنين، وجمع ببساطة بين روح الأمس، ونبض الحاضر، وحلم الغد، “ست النفور”، هذه البطلة التي حجت للسماء، رسولة للحياة الحرة.، وهي تدفع بصدق آسر، روحها فداء للعرس الأكبر، “عرس الحياة حين يلتئم العقل الصاف، مع القلب السليم، في مملكة الجسد (أي الحياة).

لا محال الحياة تتنظر ماردها، المكبل، عبر آلالف السنين، المارد العملاق، الرقيق، القوي، “دون عضلات، بل عاطفة صافية وفكر خدوم للحياة التي تمتلئ بها حواس المرأة، (من عقلها، إلى أبسط خطاها، الحسية والمعنوية)، الحياة تنتظر المرأة، كل الحياة، “من الطين “مشروح الحياة الأولى”، وحتى الانسان، الذي تنتظر البشرية بذوغة من آلام المخاض الطويل “لبني آدم”.

المرأة كائن لغز، قارة مجهولة الافاق والاصقاع، يكفي أننا جميعا، نمكث “سنة مهمة من حياتنا، بل سنة اساسية”، من عمرنا في جنة رحمها، “ورعاية عقلها الغرئزي الفذ، والذي لا محال، يحاول عقلها الظاهر، التحلي به، ومشابهته’ وتقليده، وحينها، سترعى الحياة هنا كرحم، كما رعت أي بشر ماثل في رحمها سنة كاملة، ولكن سيكون الرحم هنا هو الحياة كلها، وسنين الحمل هي سنوات الحياة الطويلة، الخصبة، ومن عجيب سيعم احساس الحياة كل الافاق، لا اكثر.

في مقام الرحم، ينشأ القلب أولا، “رسولة الحياة”، ثم ينسج العقل خادم له، “للحياة”، ثم ينشأ العقل ضخما “رأس كبير جدا للجنين”، في محاولة له محاكاة العقل الباطني “الذي لا يشغله شئ عن شئ في مملكة الجسد، ولو نحن في نوم عميق، من تنفس وضربات قلب واحلام، ونمو، وحلم، ..الخ”، وهيهات، انه تحدي الحياة اللانهائي، الابدي، السرمدي، “في المنتهى، شد الرحال”…

فيسبوك

‫2 تعليقات

  1. سلام الله يغشاها …..
    اللهم اغفر لها وارحمها فى الدار الاخرة عندك
    فانت ارحم الراحمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..