مقالات سياسية

انقلاب.!

بدت تعابير ارتياح نفسي واضحة في وجه الرئيس أثناء أداء القسم للفريق أول صلاح عبد الله ?قوش? مديراً لجهاز الأمن والمخابرات بعدما غادره عام 2009م، وبالنسبة لي هي المرة الأولى التي أرصد فيها ارتياحاً لافتاً للرئيس أثناء تأدية قسم.

كان النبأ صادماً ومفاجئاً أن يعود صلاح قوش لرئاسة الجهاز بعد (9) سنوات لم يسلم فيها من الإعفاءات وتهم المحاولات الانقلابية.

لكن ما الذي اضطر الرئيس البشير للاستعانة بمن كانوا ينافسونه في الكرسي؟، أو هكذا كان المفهوم طيلة ملاحقة وكبح طموح قوش منذ خروجه من الجهاز حتى المستشارية.

ربما هي من المرات النادرة التي شعر فيها الرئيس بحاجته إلى الاستعانة بغرماء الأمس، ويبدو أن قوش لم يتخذ موقفاً عدائياً تجاه البشير، فطيلة بقائه خارج الجهاز ظل يعمل على إعادة تقديم نفسه أمام الرئيس ببناء المزيد من الثقة وتصحيح ما كان مشوشاً بواسطة منافسي قوش في السلطة، وقد أفلح الرجل أخيراً، لكن هل يفلح للنهاية؟.

لكن، هل عودة قوش تُفسر باعتبارها مجرد عودة للحرس القديم لأن الحزب فشل في تجديد الدماء بتقديم وجوه جديدة؟، بالطبع ليس كذلك.

البشير يخوض معركة ضارية نحو انتخابات 2020م، معركة لا تقبل الخسارة أبداً، لكنه أدرك، بعد اجتماعات الشورى، وبالضرورة قبلها، أنه على شفا جرف هار، فكان لا بد من استعادة كل الخيوط بسحبها من مناوئيه، ووضعها تحت سيطرته حتى لا تعيقه منعطفات في طريق 2020.

ظهور علي عثمان من جديد وربما عودته على رأس الحزب، عطفاً على عودة قوش، تعني انقلاباً كاملاً للبشير ضد مجموعة نافع التي تخوض معركة مضادة وغير سرية، ولو أنها نجحت جزئياً إلا أنها كانت تتوقع انقضاضاً مثل هذا، وكلاهما، طه وقوش، أيدا البشير بشكل مطلق في انتخابات 2015م ويحملان ذات الموقف لانتخابات 2020.

سوف يبدأ قوش بـ ?تنظيف? الجهاز من مجموعات محددة، إذ لا يزال نافع يحتفظ بتأثيره داخل الأجهزة الأمنية، ولن يتوقف الأمر عند الجهاز، سوف يطال ?التنظيف? مؤسسات عليا لا يزال نافع يحتفظ بتأثيره فيها.

الرئيس يجيد ضرب عدد من العصافير بنصف حجر، قبل انتخابات 2015م، أزاح البشير منافسيه في الحزب، الأمر الذي فُهم منه، خطوة نحو الإصلاح من جهة، ومن جهة أخرى، ?إبداء حسن نية? لزعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي لدخول الحوار.

الآن ولدرجة كبيرة بات الطريق ممهداً أمام البشير لعبور 2020، هذا بالنسبة لصراعات الحزب، كما أن إقالة محمد عطا ليست بعيدة عن قضية رجل الأعمال المعتقل في الإمارات ?ود المأمون?.. سوف يتنفس البشير الصعداء، لكن ما أن يشعر بعبور الجسر، سوف يلقي على قوش وطه تحية الوداع.
التيار

تعليق واحد

  1. سوف يتنفس البشير الصعداء، لكن ما أن يشعر بعبور الجسر، سوف يلقي على قوش وطه تحية الوداع!!!!!!!!!!!!!!!

    ولأن السفاح والارهابي عمر البشير معروف عنه انه عديم المروءة والوفاء
    لن يلقي عليهم حتى تحية الوداع بل سيفكهم عكس الهوا.

    تفتكرى ياشمائل بشه بكون وصله خبر قيام حزب المؤتمر الوطني الحاكم في
    جنوب افريقيا بعزل فردته الرئيس جاكوب زوما واعطوه 48 ساعه فقط ليسلم السلطه
    ويغادر القصر الرئاسي ويديهم عرض أكتافه وانه جاء في بيان العزل ان زوما متورط هو وعائلته في أعمال فساد؟

  2. سوف يتنفس البشير الصعداء، لكن ما أن يشعر بعبور الجسر، سوف يلقي على قوش وطه تحية الوداع!!!!!!!!!!!!!!!

    ولأن السفاح والارهابي عمر البشير معروف عنه انه عديم المروءة والوفاء
    لن يلقي عليهم حتى تحية الوداع بل سيفكهم عكس الهوا.

    تفتكرى ياشمائل بشه بكون وصله خبر قيام حزب المؤتمر الوطني الحاكم في
    جنوب افريقيا بعزل فردته الرئيس جاكوب زوما واعطوه 48 ساعه فقط ليسلم السلطه
    ويغادر القصر الرئاسي ويديهم عرض أكتافه وانه جاء في بيان العزل ان زوما متورط هو وعائلته في أعمال فساد؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..