الجميلة ومستحيلة

كمال كرار
من كل 10 جنيهات تحصل عليها الحكومة من الضرائب والرسوم ونهب الناس،وقلع أموالهم دون وجه حق،تنفق 7 جنيهات على الأمن والدفاع وما حولهم من المليشيات والجنجويد.
وتنفق 2 جنيه (وتمانين)قرش علي الطاقم السيادي والدستوري في المركز والولايات،ويتبقي 20 قرشاً هي للصحة والتعليم والزراعة والصناعة والتنمية وخلافهم .
الأرقام أعلاه توضح بجلاء طبيعة هذا النظام الفاسد،الذي يرهق كاهل الناس بالجبايات،من أجل تدعيم آلته الأمنية والعسكرية والحفاظ على امتيازات منسوبيه.
هذا على صعيد تقسيم الموازنة التي تسمي عامة،ولكنها خاصة بالحزب الحاكم،طالما كانت بعيدة عن هموم الناس وتطلعاتهم.
ولما وصلت الضرائب سقفها الأعلى وبات من المستحيل جمع أموال إضافية لزوم منصرفات الأمن،علا صوت السدنة عن دعم السلع ومعناه زيادة الأسعار،وشهدنا ما شهدنا من زيادات في المحروقات البترولية والقمح والسكر،والمياه .
ومن دون إعلان تزداد ضريبة الدخل على العمال والموظفين لتصل إلي 17%،ليس على المرتب الأساسي فقط،وإنما علي البدلات والحوافز أيضاً.
والغرامات تنهال على سائقي المركبات العامة،فلم تعد هنالك تعريفة رسمية للمواصلات،وكل زول يفرض السعر اللي عاوزه،والعاجبو عاجبو والماعاجبو يمشي(كداري).
وتزداد تذاكر النقل بين الأقاليم،لأن تكاليف التشغيل عالية،والضرائب باهظة.
وفي غمرة البحث عن الأموال تباع الخطوط البحرية،وفي خطة الخصخصة تصفية مشروع الجزيرة،وبيع أراضيه بالطبع.
وصودرت أراضي الشمالية جميعها بقرار جمهوري في سنوات ماضية،ومن بقي على النيل من الأهالي لا بد أن يرحل أو يغرق بواسطة السدود،من أجل أن تسلم الأراضي للمستثمرين خالية من الموانع.
ولأن الأرض في الخرطوم باتت من مصادر تراكم الثروات،فإن الرأسمالية الطفيلية تضعها في اولويات الأجندة،وعليه ترحل جامعة الخرطوم لسوبا لأن متر الأرض في نواحي شارع الجامعة أغلى من المتر في لندن.
وحينما تطرد جامعة الخرطوم لسوبا،فإن النظام في مأمن من مظاهرات الطلاب كما يعتقد،فالسكة بعيدة والأمن سيغلق الطرقات في مايو والأزهري،وحلم الوصول للقصر سيكون بعيد المنال.
هذا ما تفكر فيه الأجهزة الأمنية،وبالتالي يصبح مسح جامعة الخرطوم من الوجود أحد مطلوبات المشروع الحضاري.
والعداء مع جامعة الخرطوم(الجميلة ومستحيلة) كما تسمي،له تاريخ بعيد،حيث قاوم طلابها مخططات هيمنة الصندوق على الداخليات،ببسالة،وكان أساتذتها أول من رفضوا نقابة المنشأة وكونوا نقابتهم المهنية،واستطاع طلاب الجامعة تحدي كل قرارات السلطة بمنع النشاط السياسي،وانتزعوا في أوقات سابقة إتحادهم من سيطرة طلاب الوطني.
وفي كل حين يدرك طلاب الجامعة أن نشاطهم وحركتهم الطلابية جزء لا يتجزأ من حركة الشعب لتغيير النظام.
وبالطبع،فالطلاب الشرفاء في كل موقع هم رصيد الثورة السودانية القادمة.
ما هو جدير بالقول أن حقد(الكيزان)على جامعة الخرطوم ينبع من ان غالبية من دخلوها،كانوا ضعيفي المستوي،والمحظوظ فيهم تخرج بدرجة(ترس)بفتح التاء والراء،وجاء تخريجهم بعد سنوات طوال من الملاحق والإعادة،ولكنهم الآن وزراء ومستشارين،في دولة الفساد والتمكين،تلك هي الحكاية يا (عبد المعين).
[email][email protected][/email]
كرهتونا، الكل يعلم بما فيهم كاتب المقال انه من المستحيل ترحيل وبيع جامعة الخرطوم عشان تكون فنادق ومكان حفلات، فقط خطأ ارتكبته وكالة السودان للانباء وكتبه التلفزيون بهذه الطريقة الراغبة فى بيعها ومسحها عن الوجود. طيب ما فى زول سأل نفسه، لماذا منح الرئيس جعفر نميري (رحمه الله) قطعة للجامعة فى سوبا لتقيم عليها بعض المشاريع، وبالفعل قام مستشفى سوبا الجامعي الذ1ى طور تلك المنطقة بصورة ملفته وقدم كثير من الخدمات الطبية والصحية للمنطقة، وبعد أن انضمت كلية المختبرات للجامعة لم تجد لها الجامعة مكانا الا منطقة سوبا، فاستطاعت الكلية الوليدة أن تجد مساحة كبيرة للقاعات والمعامل والحدائق، وبما ان كلية طب الاسنان تريد أن تنشئ مستشفى تخصصي يقدم خدمات للمواطن السوداني، وبزيارة سريعة ستعلم أنه من المستحيل تحقيق ذلك فى المساحة المتاحة حاليا،لذلك لابد أن تنتقل لمكان آخر، ولا تملك الجامعة سوى أراضي سوبا، وللذين يتباكون على أرض جامعة الخارطوم فلتعلموا أن للجامعة (28) موقعا داخل العاصمة ولا تستطيع استثمارها، اتركوا جامعة الخرطوم فانها للجميع، واتمنى أن تمارس السياسة خارج أسوارها، لأن الممارسين لها بغذارتها لا يتعدون 5% من مجموع جمهور الطلاب.
لكل ظالم نهايه
جامعه الخرطوم خط احمر وكان دايرين الدم يسيل في شارع الجامعه قربوا منهإ
جامعة الخرطوم ،محمية ثقافية عالمية وستظل ،وماف داع للتاويل واللولوة ،السعة الحالية والمباني الحالية لاتفي بالغرض العلمي المنشود،سابقا سواء ان طب بشري او اسنان كل الدفعة لايتعدى 50 أو 100 طالب ،حاليا الدفعة تتعدى 500 طالب !!ومن باب التطوير العلمي والكيفي ،من الاجدى التواجد بجانب المستشفى التعليمى المرجعي بسوبا ,كل الكليات الاخري و مبان الادارة ستظل مكانها .اي ان الموضوع برمته لا علاقة له بهبة اكتوبر ولا عنتريات حزبية ضيقة،وبعدين خلاص بشة ماش بعد سنتين تلاتة ،يعني كاس العالم ف قطر يمكن ما يحضرو ذاتو … السوال البطرح نفسو الساقية حتكون مدورة كدة لمتييييييين يا ام زيييين ؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إلى متىي يظل الشعب ساكن ولم يتحرك ضد هولاء العصابة ويوقف العبث بهذا الوطن ؟
لا يمكن لقارئ في الراكوبة أن يفوت مقالاً لكمال كرار فهو يعري هذا النظام الفاسد بكل سلاسة ومنطقية ودقة! حكاية اليوم هي حكاية نظام فاسد جعل أهل البلد شيعاً يستضعف طائفة منهم بالضرائب والجبايات والغلاء ويرفه طائفته بكل شيء دون مجهود يذكر من أي واحد من الفاشلين الذين يديرون البلد حالياً وبعضهم لم يتخرجوا من جامعة الخرطوم إلا بشق الأنفس!
يا اخوان الذى دمر حنتوب والوادى وطقت وفصل الجنوي ممكن يعمل اى شىء مافى واعز دينى ولا اخلاقى
عندما يصرف النظام 7 جنيهات من 10 علي الامن والدفاع فهذا ليس دليل فساد ولا غير فساد.. هو ببساطة حاجة ملحة إقتضتها الضرورة، والضرورة هنا هي الذين يسمون أنفسهم مناضلين ويحملون السلاح ويرفضون كل دعوات السلام ويغيرون مزاجهم كل يوم — وما أكثرهم هؤلاء المناضلين المسلحين.
أما جامعة الخرطوم فقد تم زيادة مبانيها عشرات المرات منذ 89 وحتي اليوم لإستيعاب الطاقات الدراسية الضخمة التي تدرس هناك، فقبل 89 كان طلاب التعليم العالي 5 ألف طالب في 5 جامعات فقط والان أصبحوا 250 ألف طالب في 50 جامعة.. أي: ضاعفوا عدد الجامعات 10 أضعاف وعدد الطلاب 50 ضعفاً وهو أنجاز يغيظ الذين يحاصروننا ويفرضون علينا العقوبات وينضالون بإسم السودان.. إذا إقتضت الضرورة أن يبيعوا بعض مباني جامعة الخرطوم بغرض التوسع فأهلاً وسهلاً، وإذا إقتضت الضرورة أن يبيعوا بيتك وبيتي من أجل الصالح العام فأهلاً وسهلاً، ولا نامت أعين (الناس الما فاهمة حاجة في الدنيا دي).
لن ترحل الجامعة ولكن سيرحل النظام….
شكرا استاذه مها بنت سميره ولكن المفروض الهبه تكون من اجل اقتلاع كل شىء وبركان مثل ماكان فى اكتوبر وليس بالقطاعى نهيج لاجل الشىء وبعد مده نقبله ونتعايش معه كا امر واقع اتمنى ان نغنى معا اصبح الصبح تحياتى