أخبار السودان

أنا نفسك يا محموووود

أياً كان محلك يا أيتها الممثلة الرائعة تحية زروق فالتحية لك والتقدير،فقد شكلت وعي الكثيرين من جيلي بأعمالك الخالدة .
ومن ضمن ما قدمته تحية ذلك المسلسل الإذاعي (هو وهي ) والذي تحول لمسرحية بعد ذلك،وتلك الجملة الرائعة التي تطلقها تحية بصوتها العذب لإبراهيم حجازي(علي ما اعتقد) والتي تقول ( أنا نفسك يا محمود ) ،وتظل تلك النفس توسوس لصاحبها بالخير أو الشر في مشاهد كوميدية وتراجيدية رائعة .
أما مناسبة هذا الكلام،بعد عقود من (محمود ونفسه)،وبعد أن خربت الإنقاذ الإعلام ونشرت الثقافة المنحطة ومسح منسوبوها الشرائط التلفزيونية وركنوا دبابة في مدخل المسرح القومي للتذكير بمسرحية(إذهب للقصر رئيساً)،فهو تلك المهزلة التي جرت أول أمس واسمها الحوار المجتمعي،فقد تقاطر السدنة من كل حدب وصوب،كما تقاطروا أيام الوثبة،واستمعوا للحديث الممل عن الحوار،وهم نصف نائمين من التخمة،ثم نفضوا جلاليبهم بعد انتهاء المسرحية وسمعوا أغنية أنا افريقي أنا سوداني ثم عادوا إلي نهبهم سالمين .
وهؤلاء السدنة والتنابلة الذين أتوا لمهرجان الحوار المجتمعي بعربات الحكومة وبنزينها،وكلفوا الخزينة العامة ما كلفوا من نفقات ضيافة وإيجار وكهرباء واستعداد أمني وربما نثريات،هم أنفسهم ?أو معظمهم- مؤتمر وطني أو من مشايعي الحزب الحاكم وبالتالي فالمؤتمر الوطني في حواره المجتمعي يحاور نفسه،وللأسف فالنفس خربانة وفاسدة وليست نقية مثل (نفس محمود) التي جسدتها تحية في سالف العصر والأوان.
وللإجابة علي سؤال لماذا يحاور المؤتمر الوطني نفسه؟ يرجي الرجوع لقاموس النظام المايوي المخلوع وحكاية أن نميري رئيس الإتحاد الاشتراكي أحال القرارات والتوصيات لرئيس الجمهورية ( وهو نميري) للموافقة عليها أو رفضها وهي تمثيلية يراد بها إيهام الناس بأن هنالك مؤسسية وأن القرارات تصدر عن الرأي الجمعي وغيرها من وسائل تزييف الحقائق وتغييب الوعي وكلها أساليب مفضوحة .
عندما يحاور المؤتمر الوطني أي كائن، يكون القصد أن يرمي هذا الكائن سلاحه ،مقابل المال،وأن يسرح جنوده،وأن يجلس فوق كرسي في القصر الجمهوري ومكتب عليه لافتة تقول (مساعد حلة)،وعندما يحاور السدنةحزباً معارضاً فالقصد تفتيت الحزب وتقسيمه وجرجرة البعض منه إلي الاستوزار وتشجيعهم علي الفساد والإفساد ليكونوا من ضمن جوقة الحرامية،وبالتالي يكسب المؤتمر الوطني الوقت كيما يظل في السلطة ليظل النهب مستمراً .
لاحظ عزيزي القارئ أن المؤتمر الوطني يحاور نفسه،وهو قد هندس الإنتخابات القادمة من أجل إعلان اكتساحها،ويحاور نفسه وهو يعتقل المعارضين ويقيد الحريات،ويحاور نفسه ويشن الحروب المسلحة في كل مكان،ويحاور نفسه وهو يبيت النية لزيادة أسعار المحروقات،ويحاور نفسه والغلاء فات الحدود ،والتضخم شاهد ومشهود .
في ختام هذا المسلسل الممل نسي المخرج الإنقاذي الجملة الشهيرة ( أنا نفسك يا محمود)،وللمساعدة يمكن استبدالها بأنا نفسك يا الحرامي،أو يا سامي أو يا رامي،عاشت الأسامي .. وانتظروا الفجر الدامي .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انهم يعتقدون انهم محصنون وقد اسقط الغرور هتلر،العالم تحكمه المتغيرات لو يعلمون وحينها لا تنفعهم امريكا او قطر وسيفرون كجرذان المجاري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..