حكومة معدلة وراثياً

حكومة معدلة وراثياً

كمال كرار

إذا وضع الاسكوتلندي زيتونة في فمك فتأكد أنه سيعصر رطل زيت من جسمك ، هذه مقولة انجليزية لا أتحمل مسؤوليتها ولكنها قريبة الشبه من حكاية التعاون الصيني السوداني التي تملأ بلادنا حيناً من الدهر .

فرضت زراعة القطن المحور وراثياً علي بلادنا بموجب نصيحة صينية رغم أنف الخبراء والعلماء الزراعيين السودانيين الذين ورثوا شطارتهم من أسلاف عرفوا الزراعة منذ وقت سحيق قبل أن تعرف الصين ركوب الحمير .

وعن قصد لم يلتفت الإنقاذيون لتجارب الهند المريرة مع القطن ( المضروب ) ، ولم يلقوا بالاً لحكاية الإرتباط بينه وبين تزايد الإصابة بالسرطان وسط مزارعي الهند .

ومع التأكيد علي أن القطن المسرطن سيزرع رغم أنف الجميع ، فإن مصانع الغزل والنسيج في بلادنا تنتج كل عام صفر ياردة بأمر السدنة والتنابلة الذين حطموها تحطيماً وفصلوا عمالها وباعوا ماكيناتها .

وعلي ذلك يمكننا أن نستنتج أن المعادلة الحالية تشترط أن يزرع السودان هذا القطن العجيب ، وأن يبتلي بأمراضه ، وأن تأكل بهائمه الأمباز من البذرة المعدلة وراثياً ، وأن تنضج الطعمية ( طعام الفقراء والطلاب ) علي زيت البذرة المضروب علي أن يصدر القطن المحلوج إلي الصين كيما تغزله وتنسجه وتعيده لنا بأغلي الأسعار وتستمتع بفائض القيمة .

وغير بعيد عن هذا الموضوع حكاية التعلية ( في شكل تحلية ) وزيادة الكهرباء بمقدار 600 ميغاواط ، فقد أخرج لنا التعاون الصيني السودان ما يسمي بالمصنع الصيني السوداني لعدادات الدفع المقدم أو ما يسمي بالجمرة الخبيثة ، ولا ندري شيئاً عن قيمة القرض الجديد الذي سيقصم ظهر الموازنة ولا فوائده أو العمولات التي سالت في طريقه ، وبينما يحتاج الفقراء والغلابة للدواء الرخيص والطعام المدعوم تحتاج الإنقاذ للمزيد من وسائل الجباية علي شاكلة عداد الدفع المقدم .

وإذا قلبنا في دفاتر الحكومة لنعرف كم من أموال الكهرباء ( تدخل ) الميزانية لاكتشفنا أنها تساوي صفر ، أما أين تذهب أموال الناس ( الغبش الواقفين صفوف ) علي مدار اليوم أمام شبابيك الدفع الكهربائي المقدم فالإجابة معروفة سلفاً .

والتعاون الصيني السوداني في مجال البترول يمكن معرفة مآلاته من خلال مصفاة الخرطوم ، التي تضخ فيها الأموال العامة منذ وقت بعيد دون أن يصل دولار واحد إلي خزنة الدولة الفارغة ، ولا ننسي بالطبع قسمة البترول علي الطريقة الصينية ، وشراء البرميل السوداني بالسعر العالمي .

وبينما ينتظر السدنة عمولات القطن المعدل وراثياً، ينتظر الشعب الحكومة المعدلة جينياً واللبيب بالإشارة ي

الميدان