أخبار مختارة

“الإطاري”: الموقعون الجدد.. قنابل موقوتة

الخرطوم- صلاح مختار

رغم الحديث عن توسيع دائرة الموقعين في الاتفاق الإطاري بانضمام قوى سياسية جديدة تلك التي أبدت استعدادها للتوقيع  بحسب تصريحات سابقة للحرية والتغيير المجلس المركزي، إلا أن مواقف متباينة أخرى برزت داخل قوى الحرية والتغيير المركزي نفسها  برفض توقيع بعض القوى السياسية على الاتفاق الإطاري وهو ما يشكل نقطة خلاف جديدة بين المكونين المدني والعسكري.

ويرى البعض أن فتح الاتفاق لتوقيعات جديدة محاولة لترقيع الاتفاق فيما ينظر البعض الآخر للقوى التي أبدت استعدادها للتوقيع بأنها قنابل موقوتة وتشكِّل خطراً للضرب من الداخل (لفرتقة) الاتفاق.

ضرب الاتفاق

مصادر موثوقة أكدت إن قيادات بالمكتب التنفيذي للحرية والتغيير ممثلة في الواثق البرير وياسر عرمان عقدا اجتماعاً مع قيادات عسكرية نافذة. وكشفت لـ(كنداكة نيوز) أن البرير وعرمان أبلغا القيادات العسكرية النافذة ضرورة إبعاد مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمة ورئيس تحالف ميثاق التراضي من التوقيع على الاتفاق الإطاري، لأنه سيعمل على ضرب الاتفاق من الداخل، كما فعل في التجمع الوطني الديموقراطي وقوى الإجماع والفجر الجديد. ولكن تلك المصادر أكدت أن القيادات العسكرية رفضت الإقصاء، وأكدت على أن الاتفاق مفتوح لكافة القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني، وأثنت على رؤية ميثاق التراضي الوطني بقيادة الفاضل التي أكدت على إبعاد القوى السياسية من الحكومة الانتقالية، وأن تكون من كفاءات وطنية مستقلة وأن تستعد الأحزاب للانتخابات.

الباب مغلق

ورغم أن الحرية والتغيير المركزية ترى أن (الإطاري) ليس مفتوحاً لتوقيع مبارك الفاضل وأردول والتوم هجو، وطبقاً للقيادي بالتغيير محمد عبد الحكم، أن باب التوقيع على الاتفاق الإطاري ليس مفتوحاً للجميع، بل يستهدف بشكل رئيس القوى الثورية التي كانت جزءاً من الحرية والتغيير ولجان المقاومة وقوى ثورية أخرى. لكن يبدو أن الرأي النهائي لم يحسم بعد بشأن إبعاد بعض القوى السياسية، حيث يعتزم المكتب التنفيذي لائتلاف الحرية والتغيير عقد اجتماع للنظر في الطلبات المقدمة للانضمام للاتفاق الإطاري، وقال القيادي أحمد حضرة لـ(الانتباهة): إن المكتب التنفيذي سينظر في اجتماعه في تلك الطلبات بالقبول أو الرفض، مشيراً إلى أن الطلبات تم تصنيفها إلى قوى الانتقال وقوى الثورة, وأن الأخيرة بمقدورها الانضمام إلى الاتفاق الإطاري في أي وقت، فيما أشار إلى أن طلبات قوى الانتقال تحتاج إلى النظر في قبولها أو عدمه.

إرث نضالي

وبدت بعض التصريحات الرافضة صراحة لقبول أي طلبات من جهات بعينها مثل الحديث عن مبارك الفاضل ومبارك أردول . ولكن عضو مجلس السيادة، عضو المجلس الرئاسي للجبهة الثورية، الطاهر حجر قال لـ(سودان تربيون): لا يمكن أن نقبل بكل القوى السياسية التي كانت داعمة للبشير حتى لحظة سقوطه في هذه المرحلة الدقيقة، احتراماً لدماء الشُهداء، والجهود التي يقدِّمها الشباب في الشوارع، وتضامناً مع الذين تعرَّضوا للتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في حقبة النظام المعزول، واحتراماً للإرث النضالي والتضحيات التي قُدِّمت طوال الثلاثين عاماً الماضية”. وشدَّد بأنه ليس هناك مكان للأشخاص غير المؤمنين بالانتقال إلى الدولة المدنية والتحوُّل الديموقراطي والتغيير الجذري.

قرار شجاع

وفي منحى مختلف يدعو عضو المجلس السيادي د. الهادي إدريس، الأطراف التي لم توقع على الاتفاق الإطاري إلى اتخاذ قرار شجاع بالانضمام والتوقيع عليه، مبيِّناً أن التوقيع عليه من أجل أمن واستقرار السودان. ويسعى في ذات الإطار حزب الأمة القومي إلى توسيع ماعون الإطاري ويقود مساعٍ لإلحاق الكتلة الديموقراطية بالاتفاق وتبنيه مبادرة للتواصل معها بغية الوصول إلى تفاهمات حول الاتفاق الإطاري.

مواقف رافضة

ولكن رغم أن الاتحاد الأفريقي في بيانه عقب التوقيع على الاتفاق الإطاري، أكد أهمية مشاركة كل الأطراف في الاتفاق, وإعطاء الجهود الوطنية فرصة للوصول إلى توافق وطني جامع ومقبول, إلا أن ظهور مواقف رافضة لانضمام بعض القوى السياسية سوف تشكل عقبة أمام الاتفاق والموقعين عليه, وبحسب المحلِّل السياسي د. أبوبكر آدم، أن الاتفاق لم ينص على رفض أي من المكوِّنات السياسية عدا المؤتمر الوطني، ولكن لم يشر إلى حقيقة بعض القوى أو الشخصيات التي بدأ البعض يرفضها للانضمام للاتفاق الإطاري، وأكد لـ(الصيحة) أن البعض يخشى في أن تشكِّل تلك القوى مواقف قوية في بعض القضايا باعتبارها قنابل موقوتة, بجانب تقوية مواقفها الداخلية, وضالة الفرص التي سوف تتيحها الاتفاق للقوى المشاركة في الإطاري. ورأى آدم أن تباين المواقف تجاه تلك القوى دليل على أنه ليس هنالك رأي واحد تجاحها, وإنما هي تصريحات فردية نبعت من منطلقات خاصة ولا يمثل في حقيقة الاتفاق الذي يدعو إلى توسيع المشاركين فيه. ونوَّه إلى أن حدوث ذلك من شأنه أن يقود إلى خلافات داخل إطار المشاركين فيه .

إطالة أمده

واحدة من الأسباب التي أدت إلى انسحاب حزب البعث من قوى الحرية والتغيير يرى أن التوقيع على ما عرف بالاتفاق الإطاري في 5 ديسمبر 2022م، مع قادة 25 أكتوبر 2021م، يؤدي إلى شرعنتة وإطالة أمده، وإلى إرباك المشهد السياسي وإضعاف وحدة قوى ثورة ديسمبر.. وإن مشاركة أغلبية قوى الحرية والتغيير في التوقيع على الاتفاق الإطاري مع المكوِّن العسكري،  يتناقض مع الأهداف والمبادئ الأساسية التي من أجلها نشأ هذا التحالف الواسع. وهو ما يفرغه من محتواه الثوري بعد اصطفافه إلى جانب الانقلابيين، وبالضرورة لم يعد الإطار المناسب لحشد وتنظيم أوسع جماهير شعبنا في النضال ضد قوى الاستبداد والفساد. على حد قوله-لقد بذل حزب البعث قصارى جهده، دون جدوى، مع الفرقاء في الحرية والتغيير للحيلولة دون ارتكاب هذا الخطأ الاستراتيجي.

الصيحة

‫8 تعليقات

  1. الاتفاق صممته امريكا وفق رؤيتها ودعمته وهددت كل من لا يوقع عليه يعنى شغل بالرجاله كلهم حيمضو الا الحزب الشيوعى الزى اذا لم يوقع فسيثبت انه فعلا حزب وطنى ليس فيه زره من عماله او انتهازيه او مرتشى رغم عدم قناعتى بمبادئه من الحاد وغيره لكنه يظل حزب متمسك بمبادئه وثوابته يسعى الى تحقيق اهدافه بقناعه واصرار مع خوفى عليه من الاختراق

    1. تدافع عن الشيوعي الذي لا يفترق كثيرا عن أي حزب شمولي آخر له اجندته غير الديمقراطية وتحاول عبثا ان تقول انه حزب وطني ولكن كيف تثبت انه فكر سوداني بحت وهو قد اتي إلينا من وراء الحدود بل الشيوعية نفسها انتهت في بلدها والعالم. هم والكيزان سبب دمار البلد وخميرة عكننة له.. حزب من ورق وشعارات ولافتات لا غير وزن الريشة.

  2. شرح بسيط
    الاتفاق الاطاري مقفول ولن يتم قبول أي شخص إلا إذا صنفته قحت كقوي ثورة وتماهي معهم وقبل بسيطرتهم تماما
    ولقوي الثورة المزعومة حق اختيار ريس الوزراء ورئيس مجلس السيادة والسلك العدلي وتوزيع مقاعد البرلمان على مزاجهم
    اما قوي الانتقال أو الكومبارس فلا حق اطلاقا في أي حاجة وسيتم مشاورتهم في قسمة كيكة التشريعي وبس
    فهمتو ولا أزيد
    مايقصده فولكر والبرهان ومجلس الأمن والهادي ادريس
    وغيرهم بالتحاق القوى الممانعة هو أن يلتحقوا ويوقعوا على دستور المحامين وبتوقيعهم يكونوا اقسموا الولاء لقحت الم كزي كسلطة أمر واقع وبتوقيعهم لن يكون سوى كشهود على عقد الزواج بين جماعة برهان الحيران وسنابل قحت المركزي
    لادخل لهم بمؤسسة الحكم اي متفرجين ليس الا

    هذه هي خدعة قحت والبرهان الجديدة
    ولذلك لم ينشروا ولا ورقة لنص الاتفاق الاطاري على العلن اطلاقا المخفي والمتستر والمدسوس حتى هذه اللحظة
    ففيه فضايح كثيرة
    يعني قحت عايزنكم توقعوا
    وبعدين يطلعوا كل البلاوي والمصايب

    مايحدث هو أكبر عملية نصب في تاريخ الشعب السوداني
    بعد عملية تزويرهم الفضيحة لوثيقة 2019 بليل بهيم

    قحت المركزي شغلها كله دس وتضليل وكذب وخداع
    ووهمات وغرف مظلمة

  3. المشكلة ليست في (الحرية والتغيير) وإنما أساس المشكلة هو في عسكر اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ الحاكمة الآن بقيادة البرهان وحميدتي .. فهذه اللجنة هي امتداد لنظام الإنقاذ وما تم اختيارهم لهذه اللجنة الأمنية إلا استناداً على ولائهم المطلق للنظام ولرأسه (عمر البشير) بصفة خاصة . وكل ما يقوم به البرهان وحميدتي الآن من تخطيط وألاعيب وحيل هدفهما منه البقاء في السلطة .. وحديثهما عن الحرص على الوفاق مع وبين أطراف القوى السياسية هو محض كذب وخداع
    وها نحن نرى البرهان يتحدث بلسانين متناقضين أحدهما للمدنيين والآخر للعسكر عندما يذهب إليهم في القيادة العامة أو يخاطبهم في أي حشد يقيمونه بمناسبة ما .

    ……
    ** يجب ألا ننسى أن معظم الضباط في الجيش إن لم يكن جميعهم يدينون بالولاء للنظام البائد . فقد حرص الكيزان على أدلجة (كوزنة) الجيش منذ استيلائم على السلطة بالإنقلاب العسكري .. وطوال فترة حكمهم كان القبول بالكلية الحربية وقفاً على التابعين للحركة (الإسلامية) .

  4. كان على قحت الانضمام الى الانقلاب منذ البداية، بدل شرعنته بفهلوة جديدة وادخال كل الانقلابيين تحت مسمى جديد، كسبا للوقت وتقليل معاناة الخلق…!!

  5. كل العملية مكر كيراني بحت، ليس اكثر من شق صف الثورة والها العامة وتقليل الضغط على ابرهة وجماعة الانقلابيين…
    قوموا الي ثورتكم يرحمكم الله…!!
    لن نعبر الا باسقاطهم جميعا واعدام كل الخونة واللصوص والعملاء…

    1. تحلم بهذا وانت خلف الكي بورد. وربما خارج البلد وتعشق الثورية من وراء جدر. الحكاية ما عنترية وكلام بس. دي ناس بتموت وشعب بعاني وانت عايزها دماء… أعوذ بالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..