أخبار الرياضة

“صدمة البدايات”.. ظاهرتان تحكمان مباراة افتتاح المونديال بآخر 40 عاما

يحفل تاريخ المباريات الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بمفاجآت صارخة، لاسيما خلال النسخ النصف الأحدث من تاريخ البطولة التي انطلقت قبل أكثر من 90 عاما.

ومنذ نسخة 2006، أجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، تغييرا جوهريا يقضي بأن يلعب المنتخب المضيف، وليس حامل اللقب، مباراة الافتتاح، وهو تطور حرص فيفا على الالتزام به في نسخة مونديال قطر، التي تنطلق اليوم الأحد، بعدما ألغى فكرة إطلاق البطولة بمباراة هولندا والسنغال، قبل يوم من حفل الافتتاح.

ولطالما شهدت مباريات الافتتاح مفاجآت صارخة، لاسيما حين كان يخوضها حامل اللقب وليس صاحب الدار، ولعل الفترة من مونديال 1982 بإسبانيا وحتى مونديال 2002 هي الفترة الأكثر شهرة في هذا الصدد، إذ جاءت غالبا بكوارث للمنتخبات حاملة اللقب التي كانت وقتها تضمن التأهل تلقائيا للمونديال التالي، من دون تصفيات، وهي قاعدة تغيرت لاحقا أيضا.

شهد مونديال 1982، وهو الأول بمشاركة 24 منتخبا، أول “صدمة” كبرى بمباراة الافتتاح، حين خسرت الأرجنتين، المتوجة على أرضها قبل 4 أعوام، أمام منتخب بلجيكي بدا وقتها في متناول اليد.

يومها، وعلى ملعب “كامب نو” العملاق ببرشلونة، أخفق الأسطورة دييغو مارادونا في مباراته الأولى بالمونديال (لعب إجمالا 21 مباراة) في هز الشباك، كما عجز نجوم “منتخب التانغو” كيمبس وأرديليس وباساريلا عن صناغة الفارق لتخسر الأرجنتين المباراة الافتتاحية بهدف البلجيكي إيرفين فاندينبيرغ من هجمة خاطفة.

وصبغت تلك الخسارة مشوار منتخب الأرجنتين المهتز طوال البطولة، قبل إقصاء من الدور الثاني بهزيمتين متتاليتين أمام إيطاليا ثم البرازيل، في مباراة أكملت مأساة مارادونا الذي خرج خلالها مطرودا.

في المونديال التالي بالمكسيك 1986، نجت إيطاليا، المتوجة ببطولة 1982، من فخ المباراة الافتتاحية، لكن الأمر لم يمض كما كان يتمنى مديرها الفني الشهير إنزو بيرزوت.

وأمام بلغاريا المتواضعة تقدم “الآتزوري” بهدف نجمه أليساندرو ألتوبيلي (أحرز 3 اهداف أخرى في هذه البطولة)، لكن بلغاريا تعادلت بهدف قاتل لناسكو سيراكوف قبل النهاية بخمس دقائق، ولم يتمكن المنتخب الإيطالي لاحقا من استعادة مستواه، ليخسر من فرنسا في دور الـ16 ويودع مبكرا.

“كارثة أخرى” لحامل اللقب شهدها ملعب “جوسيبي مياتزا” الشهير بمدينة ميلانو الإيطالية في انطلاقة مونديال 1990، كان دييغو مارادونا ضحيتها الأبرز مجددا.

وأمام جماهير تكره مارادونا، الذي كان توج مع نابولي، المنافس اللدود لقطبي المدينة إنتر وميلان، بلقب الدوري قبل أسابيع، عجزت الأرجنتين عن مجاراة أسود الكاميرون، ورغم طرد لاعبين للمنتخب الأفريقي الشرس، إلا أن لاعبي المدرب كارلوس بيلاردو خرجوا خاسرين بهدف نظيف لأومام بك، جاء من خطأ دفاعي ساذج للفريق الشهير بمناعة خطه الخلفي.

وبينما تألقت الكاميرون بعد ذلك، لتبلغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى بتاريخ الكرة الأفريقية، نجحت الأرجنتين بصعوبة بالغة في تخطي عقبة تلو الأخرى، لتبلغ المباراة النهائية في سابقة لأي منتخب يخسر مباراته الأولى بتاريخ المونديال.

بطولتا الولايات المتحدة 1994 وفرنسا 1998 شهدتا ما يمكن تسميته “فوز بشق الأنفس” لحاملي اللقب في مباراتي الافتتاح، بعدما فاز منتخب ألماني مدجج بالنجوم بهدف نظيف ليورغن كلينسمان جاء في الشوط الثاني، على منتخب بوليفيا المتواضع، الذي بلغ نهائيات المونديال للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه.

ثم شهدت مباراة افتتاح مونديال فرنسا 1998، بين البرازيل واسكتلندا، سيناريو مشابها، إذ فاز منتخب السامبا، بتشكيلة تضم أسماء مثل رونالدو وريفالدو وتافاريل وبيبيتو وروبرتو كارلوس ودونغا، بصعوبة بالغة على اسكتلندا، التي لم تتأهل بعدها أبدا إلى المونديال.

والمثير أن منتخب البرازيل، رغم قوته الهجومية الرهيبة، فاز بنتيجة 2-1 فقط، والهدفان بواسطة المدافع سيزار سامبايو، ثم بهدف بنيران صديقة، لكن “منتخب السامبا” استعاد عافيته لاحقا خلال مشوار البطولة ليبلغ النهائي، الذي خسره صفر-3 أمام فرنسا، ونجمها المتألق زين الدين زيدان.

آخر المفاجأت المدوية بافتتاح المونديال شهدها ملعب كأس العالم بسيول، في كوريا الجنوبية، بنسخة 2002، حين خسرت فرنسا أمام السنغال بهدف نظيف، في الظهور الأول لأسود التيرانغا بالبطولة.

الهدف الذي أحرزه الراحل بابا بوبا ديوب في الدقيقة 30 من عمر الشوط الأول (توفي عن 42 عاما عام 2020) كان علامة مبكرا جدا على ما ينتظر منتخب الديوك في هذا المونديال، بعد إقصاء كارثي من الدور الأول دون أي انتصار، أو حتى إحراز هدف وحيد.
من 2006..

بعد التعديل الذي أجراه الاتحاد الدولي على المباراة الافتتاحية انطلاقا من نسخة 2006 ليكون أحد طرفيها صاحب الأرض، غابت المفاجآت عن حفل الافتتاح وسادت ظاهرة جديدة يمكن تسميتها بالغزارة التهديفية.

دشن منتخب الماكينات الألماني تلك الظاهرة بفوز عريض على كوستاريكا 4-2 في افتتاح بطولة 2006.

وفي بطولة 2010 تعادلت جنوب أفريقيا والمكسيك 1-1، وهو التعادل الأخير في المباراة الافتتاحية حتى الآن.

وفي بطولة 2014 قلبت البرازيل تخلفها لتفوز 3-1 على كرواتيا.

ثم جاء افتتاح المونديال الأخير في روسيا حين دك أصحاب الأرض شباك المنتخب السعودي بخماسية نظيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..