أخبار السياسة الدولية

كواليس الاستعدادات الإسرائيلية والأمريكية لضرب إيران

قيمت الولايات المتحدة أن إيران لم تكن قريبة من امتلاك سلاح نووي، خلافًا للادعاءات الإسرائيلية، فيما لم يتلقَّ مسؤولو إدارة الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا معلومات استخباراتية جديدة حول نية طهران تطوير قنبلة ذرية، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

قاذفات بي 2

ذهبت تل أبيب للترويج لأنباء عن تحرك قاذفات بي 2 خارقة التحصينات للضغط على القرار الأمريكي من ناحية، وتصعيد الحرب النفسية مع إيران من ناحية أخرى.

وأوردت “يديعوت أحرونوت” أن ترامب الذي كان مستعدا لضرب إيران منذ مجيئه للحكم، قرر الاستقرار على خيار “الحل الوسط”. وعرض على إسرائيل مساعدة استخباراتية في التحضير للهجوم، وأمدها بكل ما تريده من أسلحة باستثناء القنابل الكبيرة الخارقة للتحصينات. ومارس أيضًا ضغطًا سياسيًا على إيران للتنازل عن شروط المفاوضات، مهددًا إياها مرارًا بالمصير الذي ينتظرها في حال رفضها.

 حاولت الإدارة التنصل من العملية، ولكن مع اتضاح إنجازات الهجوم، أفادت تقارير إسرائيلية بأن الولايات المتحدة ستنضم قريبًا إلى الهجوم على إيران، وأن الأمريكيين ينقلون طائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط.

وكان مستشارو الرئيس يستعدون لهذه اللحظة منذ فترة طويلة. قدّم رئيس الأركان الأمريكي دان كين لترامب خرائط أعدها، واستعرض هو ومدير المخابرات راتكليف لمدة ساعتين ونصف التقييمَ الذي يفيد بأن إسرائيل ستشنّ هجومًا قريبًا.

قرارات سريعة

وسعى نائب الرئيس جيه. دي. فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشغل أيضًا منصب مستشار ترامب للأمن القومي، إلى تزويد الرئيس بمجموعة من الخيارات ليتمكن من اتخاذ قرارات سريعة في لحظة الحقيقة.

 وغابت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد، التي تُعتبر معارضةً لهجوم إسرائيلي على إيران، عن تلك المناقشة.

ووفقًا للمصادر، شرح نتنياهو للرئيس خطط إسرائيل العملياتية بالتفصيل، موضحًا أن تل أبيب لديها بالفعل قوات على الأراضي الإيرانية.

التخطيط الإسرائيلي

وأفادت المصادر بأن ترامب أعجب “بدقة التخطيط العسكري الإسرائيلي”، لكنه لم يتعهد بمساعدة نتنياهو. وبعد انتهاء المكالمة، قال الرئيس لمستشاريه: “أعتقد أننا سنضطر إلى مساعدته”.

مع ذلك، لم يعد الرئيس واضحًا بشأن خطواته التالية، وواصل التشاور مع مساعديه. أراد إدارة الملف الإيراني بشروطه، لا بشروط نتنياهو، وآمن بمهاراته التفاوضية.

حتى قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، كان البنتاغون قد وضع بالفعل خططًا عملياتية لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وعند توليه منصبه، فوض الرئيس القيادة المركزية الأمريكية بالتنسيق مع إسرائيل لتحديث الخيارات المتاحة وتحسينها.

سيناريوهات الهجوم

 وبحلول منتصف فبراير، تمت صياغة ثلاثة خيارات رئيسية، الأول منها، وهو الأكثر محدودية، كان تقديم مساعدة أمريكية لتزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود جوًا، ومعلومات استخباراتية للهجوم.

و الخيار الثاني كان عملية هجومية مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والثالث عملية بقيادة أمريكية كاملة، بمشاركة إسرائيل فقط. تضمن هذا الخيار استخدام قاذفات ثقيلة، وطائرات مقاتلة تنطلق من حاملة طائرات أمريكية، وإطلاق صواريخ كروز من غواصات.

وكان هناك خيارا رابعا تم التنازل عنه، ويشمل هجوم أمريكي واسع النطاق، مصحوب بعملية كوماندوز إسرائيلية، بغطاء جوي من مروحيات أمريكية أو طائرات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..