جنوب السودان والتجربة الماليزية مع انفصال سنغافورة..الأهم من الجنوب ـ بالنسبة للخرطوم ـ هو الشمال ودارفور،..لتكن هذه فرصة مراجعة تتجاوز أسلوب العناد والبكاء على اللبن المسكوب.

نفصال جنوب السودان هو حصيلة ستين عاما من الممارسات الخاطئة التي بدأت قبل ذلك في عهد الاستعمار البريطاني وتوالت عليها أنظمة (صلاح سالم يقمع التمرد، نظام يساري يحقق هدنة مؤقتة، نظام شيوعي يفلت منه الزمام، نظام إسلامي ـ قومي يتخبط في الإدارة، وصولا إلى العهد الحالي الذي أفاض الإناء في دارفور والجنوب معا) القاسم المشترك بينهم جميعا هو الفشل في ايصال الخدمات الأساسية الى المواطنين في الشمال والجنوب، وإذا كانت سيطرة الجيش تنفع في الجزء الشمالي فليس هذا هو الحال مع جنوب تدعمه دول مجاورة وهيئات تبشيرية دولية.

اليوم الانفصال صار قاب قوسين أو أدنى، ومن الحكمة ان يتأمل أصحاب الرأي هناك في التجربة الماليزية مع سنغافورة حينما تقبلوا فكرة انفصالها عام 1964 وانطلقت الدولتان في سباق تنموي استفاد منه شعبا البلدين، ولو انهما اختارا الصراع المسلح او الحرب الباردة لما وصلتا الى ما هما عليه الآن من انجازات.

الأهم من الجنوب ـ بالنسبة للخرطوم ـ هو الشمال ودارفور، وكل مواطن في بلد مترامي الأطراف، فلتكن هذه فرصة مراجعة شاملة تتجاوز أسلوب العناد الذي يضاعف الخسائر، والبكاء على اللبن المسكوب.

لقد نجحت جمعيات خيرية في استقطاب الملايين من الشعوب الأفريقية الى الإسلام عبر مخيمات طبية لعلاج العمى لا تفرق بين الناس حسب دينهم، وآبار تروي القرى بغير سؤال للشاربين عن هوياتهم، ومدارس تضم أطفال القرى المسلمة ومعهم تلاميذ مسيحيون، بهذا النهج تقبلت تلك الشعوب الدين الاسلامي، ويؤسفنا ان تعجز دولة لديها من الطاقات الرسمية ما يفوق تلك الجمعيات آلاف المرات.

فيصل الزامل

[email protected]
الانباء

تعليق واحد

  1. لماذا أجل الاستفتاء فى كشمير , رغم قرار مجلس الامن لمدة ستين عاما ,, ولم تقل أمريكا شيئا , وإستفتاء الصحراء فى الجزائر كذالك تم تأجيله ,, ولم تفعل أمريكا شيئا ,, لماذا مصره كل هذا الاصرار على موعد الاستفتاء فى الجنوب ؟؟؟؟ طبعا لمصالحها ,, ولمصلحة إسرائيل !!
    أوقفوا هذا العبث , وليكن السودان موحدا رغم أنف العملاء والجبناء ,, وعاشت وحدة السودان ,, وكلنا أخوان شمال وجنوب لافرق , كلنا أبناء افريقيا السمراء

  2. الهدف الاسمي الذي كانت تسعي إليه الجبهة الإسلامية هو الحكم وليس نشر الدين فالشعارات المرفوعة مثل هي لله لا للسلطة ولا للجاه إتضح إنها كانت للتغرير وخداع الشعب باسم الدين وإتضح العكس بإنهم كانوا يريدون الوصول للسلطة عن طريق الدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..