عطاء المستعمر بالخير وزكوات الانقاذ بالمن

04/01/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تزال ذكري الاستقلال تأخذنا بعيدا لنرجع البصر مرتين في مالات حالنا بعد الاستقلال وذهاب المستعمر ونعقد المقارنات بين ما كنا عليه ونحن في كنف الدولة الخيرة ( BENEVOLENT STATE) يقودها كتشنر وبين دولة ( الاستغلال) يحاكي فيها البشير صولة الاسد . وهنا تأخذني الذكريات الي مجال العطاء والسخاء ويد الخير تبذلها دولة المستعمر في مجال التعليم فقد كانت اوامر المفش الانجليزي تصدر للعمد والمشايخ (لارغام) اولياء الامور لاحضار ابناؤهم في سن التعليم للمدارس واستعملت كلمة ارغام هنا لان الوضع الطبيعي عندنا ان يظل الابن في رعي الغنم والابل او مع السعية في مرحلة النشوق حيث يرتحل العرب الرحل تبعا للماء والكلأ . ولولا ذلك الارغام لتبدل حال كثير من الاسماء التي نسمع بها في ساحة العمل العام السوداني.
لا يقف اهتمام دولة المستعمر عند حد ارغام الاهل لالحاق ابنائهم بالمدارس الاولية ( الاساس) وانما يتعدي ذلك الي توفير معينات التعليم فهناك الداخليات المجانية حيث يسكن الطلاب وتقدم لهم وجبات الطعام باشراف صارم مع وجود مشرف للداخلية يقوم علي شؤون الطلاب وتمتد ايادي السخاء والخير فيهب المستعمر من خلال المجالس المحلية اعانات شهرية للطلبة الفقراء وتتواصل الي المرحلة الوسطي حيث يعفي الطلاب المتفوقون من مصاريف الدراسة ويتواصل تقديم خدمات الاسكان والاعاشة و( البيرسري) ايضا الي مرحلة الثانوي وفي الجامعة هناك تتنامي الخدمات والاعاشة الي مستوي الفنادق ذات النجوم الخمسة . الكل يذكر بالخير عهد الانجليز في توفير المدارس الداخلية والاعانات وتأسيس الثانويات علي اساس قومي لتحقيق ادماج المجتمع من خلال اجياله.
وننتقل الي مجال اخر تمتد فيه يد المستعمر الخيرة لتساعد المرضي فكانت المستشفيات تعالج المرضي مجانا وتصرف لهم الادوية من صيدلية المستشفي مجانا والتنويم في العنابر بلا اجر والخدمات العلاجية حقوق ينافح فيها نائب الدائرة او العمدة لتحقيقها لاهله او منطقته.
هذا ملمح عطاء صغير لدولة المستعمر الخيرة التي كانت تبذل باليد اليمني دون ان تعلم شمالها ويأخذنا المشهد الي دولة الانقاذ التي تحولت بنا الي ( استغلال) الزكوات لتصبح فقط عند حد ( العاملون عليها) وبقية مصارف الزكاة ان اعطتهم فبمن يهين كرامة الانسان.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد
[email][email protected][/email]
للأسف كان الحال في ظل المستعمر وإلى عهد النميري مغايراً تماماً لما آل إليه الحال بفضل جماعة المشروع الحضاري الذي أعاد صياغة إنسان السودان بحيث يفهم ويتعود على أن المواطن هو الذي يقدم الخدمات (الجبايات) للحكومة وليس العكس والماعاجبو يهاجر بس ما يرجع السودان، بل بنلحقو هناك كمان.