عبدة الاستثمارات الأجنبية

قبل فترة كتبتُ لافتاً الانتباه إلى ظاهرة سرقة المواشي بالبكاسي، وهي ظاهرة أزعجت كل أرباب الأنعام في ولاية سنار وما جاورها، وطالبتُ بحسم هذه الظاهرة عندما بدا أن هناك تساهلاً وتراخياً من الجهات الرسمية. بعد نشر المقال عاب علي أحد المسؤولين تناولي القضية وكأني ارتكبتُ خطيئة تهدد الأمن القومي، وقال لي بعظمة لسانه: ” نحن عارفين أن هذه الظاهرة خطيرة وانتشرت بسرعة مذهلة وأصبحت مهدداً أمنياً وأتفق معك في كل سطر كتبته عن الظاهرة، لكنك لم توفق في نشر الموضوع دا بالذات …!!!”… جحظت عيناي وارتفع حاجبي وأنا أتساءل في دهشة: لماذا؟!! قال المسؤول
في هدوء كامل: (ياخ إنت عارف إنو الولاية هذه الأيام تشهد إقبالاً واسعاً من كل المستثمرين لما يلقو كلامك دا في الجرايد تاني البجينا منو…!!!)…
هذه لم تكن المرة الأولى بل في حوار جانبي في وقت سابق كنتُ أتناقش مع الأستاذ علي عبد الله يعقوب، وبعده آخرون كثر، كنت أتناقش معهم حول انفجار ظاهرة الفساد الذي استشرى في البلاد ، فكان منطقهم أن الطرْق على قضايا الفساد بهذه الصورة المبالغ فيها ” ح يطفش” المستثمرين…!!!!
نموذج ثالث هالني جداً وهو ما يتكشف للناس رويداً رويداً حول حادثة مقتل المواطن السوداني بمنطقة وادي “السنقير” والقول الذي جاء بمعطيات قابلة للتصديق حول أن العامل “الروسي” هو الذي قتل المواطن السوداني وأصاب “5” آخرين من فوهة بندقيته..!!! وليس كما قال والي ولاية نهر النيل حاتم الوسيلة أن الشرطة هي التي فعلت… فإذا صح أن “الجلبوط” الروسي هو الذي فتك ببني الكرام في وادي السنقير وأردى أحدهم قتيلاً والحكومة حرصاً منها على الإستثمارات الروسية تحاول تبرئة “الروسي الجلبوط” وتوريط الشرطة، إذا صح ذلك فهذه لعمري سوءة لا يمكن مقارنتها بأي سوءةٍ أخرى من سوءات هذا العهد، لكن لابد أن نتوصل إلى اليقين بالانتهاء من مرحلة التحقيقات وحينها لكل حدث حديث، فـ “الوسيلة” الذي رفعناه بالأمس عالياً ربما لا نجد له مكاناً لنضعه فيه لذلك سنصبر إلى حين الانتهاء من التحقيق…
أعود وأختم بالقول إن المعطيات التي ذكرتها في ثنايا هذا المقال تعكس أمراً واحداً وهو أن الاستثمارات الأجنبية في أذهان بعض عبدة الدولار مُقدمة على أمن المواطن ومعاشة، ومقدمة على محاربة الفساد، ومقدمة “ربما”على أرواح المواطنين… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة
لان الاستثمارات هي الطريق الاسهل للماكلة
استثمارات واستثمارات ورئيس البلد اكبر متسول اممي
لان الاستثمارات هي الطريق الاسهل للماكلة
استثمارات واستثمارات ورئيس البلد اكبر متسول اممي