مقالات وآراء

عروس البحر ,, يا حُورِيَّة

شكري عبدالقيوم

بالنسبة للعقلية الكيزانية ممثَّلة في البرهان وحميدتي وقيادة الشرطة والأمن،وصادق المهدي ومريم ،والمجلس السيادي وحمدوك ،والدقير والبعثيين ،ونداء السودان والاتحاديين،وساطع الحاج والقوميين العرب عموماً،ومناوي وجبريل والدارفوريين بصفة عامة، ،فإنَّ كلا الفريقَيْن, نوبة وبني عامر ، كائنات زائِدة عن الحاجة،وغير مرغوب فيها. ..وبِوُدِّها لو أنَّهم أبادوا بعضهم عن آخِرهم ، وصارُوا أثراً بعدَ عين .إنْ حدثَ ذلك، بريِّح العقلية الحاكمة دي كده للآخر ، ويُسْعِدُها أيَّما سعادة ..
في الأعوام 2005م ،و 2006م .كنا ساكنين في بيت النمل .البيت ده هو بيت السيدة ; علوية دَرَّاج في الحارة 57 .مرزوق .أمدرمان .وسبب تسميته ببيت النمل إنو كنا حوالي 45 نسمة ساكنين في البيت ده، .بنين وبنات ،رجال ونساء ،شباب وشيوخ وأطفال .،وكلب واحد ،وقط وقطة ،ومعزتان . .. كنا لفيف من قُسَماءِ الوجع ،وكل الألوان والسحنات والأعراق الموجودة في هذا البلد وغير الموجودة .كانَ معنا ذو الفقار – باكستاني ،ومليجي – مصري – ، وطافي لمبة – لا يعلم جنسيته إلا الله – .كانَ معنا بيتر بتاع السمك ،والطاهر أدروب ،وحامدين ،ومولانا يس المفصول من القضائية للصالح العام ، وحسن الصادق الهاشمي المحامي المفصول من النيابة العامة للصالح العام، ومحي الدين ضابط شرطة على رأس العمل ، وغادة الحلبية ،اسكيمو النشال ،تغريد ،منى 100 ، صابر سعيدة تاجر البنقو، عم آدم بتاع البقالة ،محجوب الخضرجي ،طلال الإرهابي،عبد الحميد طالب الجامعة ، ووالده فني في التلفزيون ،ماجدة الموظفة .. إلخ ..
هذين العامين , في حسابي ، يشكلان من بين أعوامٍ كثيرة ،الفترة التي عشتها حقيقةً في السودان . لم يكن هناك مجال حتى للتفكير أنَّ هذا قبيلته كذا ،أو بلده الأصلي كذا .. فكما ترى يعني , ضمَّانا أرض مساحتها حوالي 500م .مربع .بابنا مشترك ،مطبخنا مشترك ،حمامنا مشترك ،حتى الهواء الذي نتنفَّسُه مشترك ..
هنالك مدن وأحياء قائمة على نفس المنوال بتاع بيت النمل .. كوستي مثلاً ،إلى حدٍّ ما، وكرمة النزل ،والقولد ،والديوم بحري ،والديم الخرطوم وبعض أحياء أمدرمان .. إلخ .وتجد فيها السلام الاجتماعي الداخِلي على عكس المدن والأحياء المُقَسَّمة على أسس قبلية وجهوية .. مثل بورتسودان ..
بورتسودان مدينه أغلب أحيائها تم تخطيطها وتوزيعها علي أساس عِرْقِي; (دارالنعيم وديم النور للبني عامر، فلب وغرب الزلط والانقاذ للنوبة ،وقبائل من سحنات مشابهة، ديم عرب والوحدة وسلالاب هدندوة، وقبائل من نفس السحنة، الجناين وسلبونا وكوريا والبوستةشوايقة وجلابة عموماً، ديم جابر ودار السلام ومنطقه الرحول هوسا وفلاتة )، مماجعل المدينة أشبه بقنبلة موقوتة ،قابلة لتفجُّرالنزاع القبلي، ولن تكون هذه الأحداث الحالية هي الأخيرة ،فكلما انطفأت فتنة سيشتعل غيرها .،وكل ذلك بسبب غياب الشرطة والقانون ، فلايمكن لمنطقة كالديوم الجنوبية بها أكثر من ٢٠ حي يكون بها قسم شرطة واحد…

“شُكْرِي”
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..