اعوذ بالله، هؤلاء الذين يتحدثون عن التدخل الخارجي!!

د. علي نورالدين /كانبيرا
ينسب الى الرسول الأعظم (ص) انه في آخر الزمان يصدق الكاذب ويكذب الصادق. ويبدو ان آخر الزمان قد بدأ في السودان.
حالة من استباحة المعايير لم يشهدها السودان طوال تاريخه.
(القونات) يعظن عن الأخلاق. والمرتشين يعلمون السودانيين الكرامة والوطنية. وصلاح قوش وشبكته من (…) يحاضرون عن الأخلاق والشرف . وياسر العطا الذي يفضحه صوته المكسور ووقفته الخايسة صار رمزاً للرجولة في هذا الانحطاط. والمسبب للاستفراغ ان عملاء الجهات التي خفت موازينها يتحدثون عن رفض التدخل الخارجي في شئون السودان.
ومن هؤلاء مريم المنصورة. يعرف القاصي والداني انها قبضت ما لا يقل عن (25 مليون درهم) وبدلاً من صرفها علي الحزب كما ادّعت حولتها للصالح الخاص والأسري. وبعد تسلمها وزارة خارجية الثورة في غفلة من الزمن تحوّلت تحت الضغط الى وزيرة خارجية أستاذها “سامح شكري” وزير خارجية مصر التي دعتها لاستعمار أراضي السودان علنا وفي مؤتمر صحفي رسمي. ثم اكملت مؤخراً رحلة منصوريتها بان صارت احد جليسات “صلاح قوش” مع “الشفيع خضر” و”مني مناوي” و”الواثق كمير” الذي تربطه الشبكة إياها بصلاح قوش.
ومنهم ايضاً “محمد وداعة” قريب “صلاح قوش” وأهم عملاءه (كدايسه) وسط المعارضة لسنوات طويلة. اعتقل به “قوش” اجتماع التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل واعتقله معهم للتضليل الذي استمر حتى الثورة.
وايضا “صديق إسماعيل” القيادي في حزب الأمة و (كديسة) المؤتمر الوطني رسمياً، كان معتمد في ظل الإنقاذ يرأس لجنتها الأمنية ولم يتسلم أمانة الحزب الا بعد ان قبض عبدالرحمن الصادق ثمن البيع من صلاح قوش شوالات من الكاش سلمت علي دفعات مستمرة اخرها ال ٤٠ مليار اثناء مظاهرات ثورة ديسمبر وسلمها قوش لعبدالرحمن بعد ان كشفها لأغلب أقسام الجهاز حتي يستمر الابتزاز وفعلا يستمر حتي اليوم ويتوارثه الجهاز مديراً من بعد مدير. صديق إسماعيل عميل ظاهر ومكشوف للمؤتمر الوطني ولكن لا أحد يفصله من الحزب بسبب التسيب التنظيمي وتطبيع الخيانة مع كثرة مرتكبيها في الحزب.
ومن مدعي الوطنية في هذا الزمن الغيهب “الشفيع خضر” وصبيه “أمجد فريد” كلاهما تربيا في احضان أجهزة الاستخبارات. بدأ “الشفيع خضر” مع الشيوعيين وجهاز المخابرات الروسي وبعد ان تيتم داخلياً بفصله من الحزب بسبب مخالفاته وخارجيا بانهيار الاتحاد السوفيتي ومع عطالته وحبه للسلطة طرح نفسه للبيع لكل الأجهزة لكن علاقته الثابتة والمستمرة ظلت مع المخابرات المصرية. وتقرب من “صلاح قوش” ثم ربطتهما المخابرات المصرية في علاقة دائمة وبواسطة الطرفين تعرف الي نينا سعيد التي قدمته للمخابرات الغربية كي يساعدها في التضليل لصالح قوش والمصريين . وأما صبيه أمجد فريد فهو وارث للعمالة من أبيه فريد إدريس ضابط جهاز الأمن في عهد نميري، وعمل منذ الجامعة في أوساط الحزب الشيوعى لصالح قوش الذي وجد فيه شبهه فرعاه رعاية كاملة ورفع اسهمه وسط اليساريين باعتقالات محسوبة لزوم التلميع . ثم ساعده علي الزواج من أسرة شيوعية معروفة لزوم الشو وإبعاد الشبهة ودخل علي الزوجة بالضرب والانتهاكات حتى دمرها معنوياً الي درجتها الحالية كبلبوسة كاملة الدسم.
والقائمة تطول ونكتفي منها بهذا القدر الي فرصة اخرى.
ولكن ما المشترك بين كل هؤلاء ولماذا يتحدثون عن رفض التدخل الخارجي؟
كل هؤلاء مرتبطين بصلاح وقوش وياسر العطا والمخابرات المصرية.
ولكي تفهم موقفهم عزيزي القاريء لابد من الرجوع لتصريحات “سامح شكري” وزير خارجية مصر عن رفض التدخلات الخارجية في شئون السودان.
والنظام المصري هو الذي ظل يتدخل في شؤون السودان منذ عصر الخديوية وحتي الان ولكن لانه يتصور ان السودان من ممتلكات مصر فحلال عليه التدخل وحرام علي الآخرين.
راكبي موجة الوطنية المزورة كلهم مقيمون الان في المحروسة مصر . لم تضطرهم مثل السودانيين الآخرين اي ظروف فهم كلهم مقتدرين ماليا . يريدون فقط القرب من الحضن.
حضن مصر التي احتلت بلادهم سابقاً ولا تزال تحتل حلايب وشلاتين . الدولة التي تنهب موارد السودان وتزور عملتها وتصحر غاباتها بالقطع الجائر بالتعاون مع عملائها ضباط القوات النظامية لاجل الشيشة في قهاوي المحروسة. الدولة التي كانت خلف كل الانقلابات العسكرية في السودان بصورة مباشرة او غير مباشرة . وهي التي كانت وراء تشجيع البرهان على قطع شرق السودان والميناء وتعويق الانتقال الديمقراطي والانقلاب عليه . وكان الشفيع خضر ينسق لأحمد عدلي قنصل مصر في الخرطوم اجتماعات التآمر في منزله بينما كان صلاح قوش يدبر معهم مآمرات شرق السودان وتحويل ولاء ( الكدايس) الي ولي النعمة الجديد ضابط المخابرات (أحمد عدلي). والنظام المصري هو الذي دبر فض اعتصام القيادة ودبر لاشعال الحرب ليقول لشعبه ان الديمقراطية لا يمكن ان تنجح والأفضل البقاء تحت بوت العسكر وكذلك لإبقاء السودان تحت العسكر العملاء الذين يسمحون باستمرار نهب السودان. والنظام المصري هو الذي قصف مصانع السودان لكي يدمر الصناعة الوطنية لصالح صناعته. هذا النظام المصري هو الذي يرفض التدخل الخارجي في شؤون السودان. ويقصد التدخل الخارجي الحميد من الدول الغربية الذي يريد ايقاف الحرب وإنهاء انظمة العسكر والانقلابات في السودان.
وعملاء المخابرات المصرية و”صلاح قوش” و”ياسر العطا” يمكن ان يتحدثوا عن اي دولة لكن لن يقولوا كلمة واحدة عن ألدولة الاكثر سرقة لموارد السودانيين وأحلامهم ..
فيا هؤلاء انتم العملاء حقاً، فاخرسوا والا نعود عليكم بكل التفاصيل الأخرى.
العيب عيبكم انتم لاترموا فشلكم وجهلكم وكسلكم على مصر اكذبوا اكذبوا واستمروا تكذبوا ولكن انتم الفشله انتم الجهله
😎 أتمنى اللا تكون من زمرة الدكتوركيزان واعني بهم الذين تدكتروا في إمارة سودانستان الإسلامية
و الذي جعلني اشك انك دكتوركوز هو افتتاحكم لمقالك الذي تناقش فيه شأنًا عامًا هو انك افتتحته بخرافة آخر الزمان التي لا يصدقها عاقل مما جعلني اتوقف عن قرأة بقية المقال 😳
أشراط الساعة بين المعقولية والترهيب
رمضان عيسى
لما كنا نسترشد بالعلم ، فالعلم يقول أن لكل شيء ، أو حدث سبب معقول …
فأين المعقولية في منشورات تدخل التفكير البشري في خانة اللامعقول مثل القول : أن أول علامات الساعة الكبرى ظهوراً خروج المهدي المنتظر، ثم فتنة المسيح الدجال ، ، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، ثم خروج يأجوجَ ومأجوجَ، وهم من كلِّ حدَبٍ ينسِلونَ، فيمرُّ أوائلُهم على بحيرةِ طَبرِيَّةَ، فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه مرةً ماءً)، ثم تتتابع وقوع علامات الساعة، فتطلع الشمس من مغربها، وتخرج الدابة، ويقع الخسوف.
= فأين المعقولية في مثل هذه الأفكار أو الأحداث التي يقول البعض أنها ستحدث يوماً ما ؟
أين فعالية قانون السببية الذي يقول بتبعية النتائج لأسبابها …..؟
= ففكرة ” المهدي المنتظر” ، فكرة قديمة وقد تجد مثلها في موروثات الشعوب على اختلاف وجودها الجغرافي ..
لم يسأل من يقولون بفكرة خروج المهدي أنفسهم، من أين سيخرج هذا الذي يقولون عنه أنه ” المهدي المنتظر “، من كهف، أم من قبر، أم من البحر، ومن أي بقعة في الكرة الأرضية ؟ فكل يوم يظهر أشخاص يقولون أنهم هم ” المهدي المنتظر ” فيتم اعتقالهم ، وتحويلهم الى عيادة الأمراض النفسية ، أو الى السجن ..فهل سيكون مصير هذا المُسمى ” المهدي المنتظر ” مثل هؤلاء ، وهل ستسمح له الشرطة بالحركة بحُرية ، ونشر قصصه وسخافاته كما يشاء ؟
ومما يثير الانتباه أن ظهور أشخاص يدّعون أنهم ” المهدي المنتظر ” يقتصر ظهورهم على الدول العربية أو من تدين بالاسلام ، ولا يظهر مثل هذا في الصين ، أو أوروبا، أو الأمريكتين ..
********************
= وحول فكرة “فتنة المسيح الدجال”، نسأل من هو المسيح الدجال ، وما هي صفاته ؟ فنقرأ في النصوص أن المسيح الدجال رجل يهودي من ذرية آدم – وهل هناك ذرية غير ذرية آدم ؟ – ممسوخ الخلقة، شيطاني النشأة والهيئة، وقال النبي محمد عنه أنه أعور العين، أحمر اللون، جعد الرأس، ضخم الجثة، مكتوب بين عينيه كافر، وسيمكث في الأرض عند خروجه أربعين يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وباقي أيامه كأيامنا ….|وهو حي منذ زمن بعيد، ولكنه محبوس إلى أجل مسمى، وعند خروجه سيتبعه سبعون ألفاً من اليهود، وقد ذكر الرسول أن: (الدَّجَّالُ يخرجُ من أرضٍ بالمَشرقِ، يُقالُ لها خُراسانَ).
وقد اختلف البخاري ومسلم في التأكيد أي عين للأعور الدجال ستكون العوراء ، فقال البخاري أنها اليمنى ، بينما قال مُسلم أنها ” اليسرى ” .( مثلث الخرافــة الدجال, نزول عيسى بن مريم, المهدي) -أبو الحارث المسلمي الصخري – الجزء الأول .
وعلى الرغم من معرفة مكان المسيح الدجال، إلا إنه يستحيل على أحد الوصول إليه أو إطلاق سراحه، لأن الله قدّر له وقتا معينا له للخروج فيه، وعندما يظهر تبدأ فتنته، حيث يُغري ويستميل الناس إليه بما أعطاه الله من القدرات الخارقة؛ كإمطار السماء، وإنبات الأرض…
ومن فتنته أن يقول للرجل: إن أحيَيْت لك والدك وأمك، هل تتبعني؟ فيقول نعم، فيستعين الدجال بالشياطين، فتتمثّل على هيئة والد الرجل وأمه.
ولكن ما دام مكتوب بين عينيه ” كافر ” فلن يتبعه الناس ، ولا يستطيع فتنتهم !!
والسؤال : هل هذا المسيح الدجال لديه حصانة من السلاح الناري المنتشر هذه الأيام ، ومن أعطى هذا الذي يُسمى المسيح الدجال هذه القدرات الخارقة، ومن حدد زمان ظهوره ؟ فكل هذا لا يخرج عن تقديرات الله ومشيئته … أو هي حكاية لا ترقى الى درجة الحدوث، ولا يمكن تصنيفها إلا ضمن الحكايات التي ليس لها مُسوغ عقلي..!!
*******************
= وحول فكرة “نزول عيسى”، فمن أين سينزل ، وكيف، وأين، وما هي مبررات نزوله ، ولماذا تأخر حتى هذا الزمان ؟
سنقرأ في النصوص أنه سينزل من السماء عند المنارة البيضاء في دمشق، ويجتمع بالمهدي وأتباعه، ويقتل المسيح الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، – مع العلم أنه لا يوجد خنزيراً واحدا حتى يقتله المسيح، بل توجد ملايين الخنازير المنتشرة في دول العالم – ويُظهر الإسلام، ويرفض الجزية – فلماذا الجزية موجودة كل هذا الزمن حتى يأتي المسيح ويرفضها – .. وينشر السلام على الأرض..
وحول القول بنزول ” عيسى ” من السماء فليس هناك معنى علمي لمفهوم ” سماء ” كمكان واضح المعالم ، فبعد الغلاف الجوي لا يوجد غير فضاء لا نهائي وكون مترامي الأطراف لا حدود له تنتشر فيه مليارات من المجرات والكواكب والنجوم، وليس هناك من سقوف مسكونة وبها سلالم يسلكها النازل من السقف الأعلى الى السقف الأسفل، ومثل هذا التصور يدفع البشر الى الاعتقاد أن هناك في السماء موجودات مُميزة ، ملائكية، روحية ، أو أحياء بشرية – عيسى مثلاً – في انتظار ساعة الصفر للنزول للأرض للإصلاح، أو للتدمير ..!!
فالقول بوجود إنسان يعيش في مناخ غير مناخ الأرض، في السماء !! قول محفوف بالشك ، والقول أن هناك انسان يستطيع التنقل بين المجرات بقواه الخاصة هو قول لا يرقى الى المعقولية ..
وما فكرة ” المهدي المنتظر ” أو فكرة ” المسيح الدجال ” ، أو فكرة “نزول عيسى ” ، الا تضخيم لدور الفرد، أو ” البطل ” ، أو الزعيم” ، أو الوِلي ” في اصلاح المجتمعات، وانتزاع مكامن الشر والظلم، وهذا نكران واضح لدور ثورات الجماهير الغفيرة في اجبار الزعماء السياسيين على الرضوخ لمطالب الشعوب في الاصلاح والحرية واشاعة الصدق والشفافية .
*****************
= وحول فكرة خروج ” يأجوج ومأجوج ” …وهما كما يقال أنهما : قبيلتان من التُّرك من ذرية آدم، ومن نسل يافث بن نوح، وأوصافهم الخلقية كأوصاف المغول، فهم صغار الأعين، عِراض الوجوه، صهب الشعور، كأن وجوههم المجان المطرقة، أي التروس المستديرة، وقد تم حجز يأجوج ومأجوج خلف سد بناه عليهم ذو القرنين بسبب إفسادهم في الأرض، كما ورد في قصة ذي القرنين التي ذُكرَت في سورة الكهف، وفي آخر الزمان سيأذن الله -تعالى- لهم بالخروج من خلف السّد، فيفسدون في الأرض، ويهلكون الحرث والنسل ..
= والسؤال : متى سيخرجون ؟ سيكون الجواب : بعد أن ينهار السد الذي بناه عليهم ذو القرنين …!! – وبما أنهم قبائل من الترك ، فحتماً سيكون السد في تركيا أو مكان مجاور لها .. ، فتركيا وكل مكان في الكرة الأرضية من اليابسة أصبح معروفاً بمواصفاته الجغرافية ..فلا توجد سدوداً صخرية أو حديدية تحجز أقواماً أخرى غير الجنس البشري الحالي !! – وقيل سيخرجون – من كلِّ حدَبٍ ينسِلونَ… أي سيظهرون فجأة من الوديان وحواف الجبال والمنحدرات الصخرية ، وينطلقون مسرعين الى بحيرة طبريا عطشى ، فيغشونها فيشربون مائها ، ويخلص ماؤها قبل أن يصلها آخرهم ، فيقولون : لقد كان في هذه البقعة ماء …!!
والسؤال : من جبال ووديان ومغاور أي بلد، من منغوليا، أم من تركيا ، أم من أي بلد سيخرج هؤلاء القوم ؟ وهل سيخترقون الحدود السياسية للدول دون جوازات سفر كما يحدث لأي مُسافر، أم سيتنقلون بالتهريب ؟ ولكن جموع غفيرة مثل هذه لا يمكن أن يغفل عنها حراس الحدود في أي دولة هذه الأيام .
أما الرأي المعقول حول سيرة ” يأجوج ومأجوح ” فهي محاولة لتعظيم شخصية ” الاسكندر المقدوني ” بعد موته بقصص مليئة بإضافات وملئ الفراغات التي تزداد مع مرور الزمن وتعدد الرواة، وتضخيم وتشويه صورة شعوب الشرق البعيد التي تسكن منغوليا وما حولها .
*********************
= أما حول طلوع الشمس من مغربها ، فهذا اختلال فظيع في قوانين الميكانيكا الطبيعية العاملة في مجرة درب التبانة ، وخصوصاً في المجموعة الشمسية التي كرتنا الأرضية جزءاً منها . وهذا لن يحدث إلا بحدوث اختلال في القوى المغناطيسية الناظمة لحركة كواكب المجموعة الشمسية ، وهذا لن يحدث إلا بعد انطفاء الشمس ، أو اصطدام كوكب أو نجم ضخم جدا بالشمس أو بالأرض فيسبب هذا الاختلال .. وهذه الاحتمالية لن تكون بمعجزة من تدخل عقل خارجي يهدف لغاية مقصودة .
أما القول حول فكرة انطفاء الشمس فهذا سيحدث تدريجيا على مدى مليارات من السنين ، وربما لا يكون لأحد القدرة على الاستمرار في الحياة ليشهد هذا الحدث ، بل تكون البشرية قد فنيت قبل ملايين من السنين …
من هنا فالقوانين الطبيعية باقية ما بقيت المادة التي لن تزول على الاطلاق، ولا يمكن أن تزول حسب نصوص دينية لأحد، أو تزول وفق رغبات أحد من البشر ..
*********************
= أما ما يُقال أن من علامات الساعة القوية خروج الدابة …. وهذه الدابة ستكلم الناس وتختمهم بالايمان أو الكُفر… ومن مواصفات هذه الدابة أنها تخرج من مكة، ولها عدة خرجات، فيُقال انها تخرج من أعظم المساجد ، أي المسجد الحرام بالتحديد .. . ومرة أُخرى من بين أودية تهامة، ومن صفاتها الجسدية أنها تسير على أربع ومعها عصى موسى وخاتم سليمان … وهي دابة لها ريش وزغب وحافر، فيها من كل لون، وليس لها ذنب ولها لحية، رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل، وخاصرتها خاصرة هر، ولونها لون نمر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً ..
قصة الدابة وخروجها ، قصة في مبتدأها ومنتهاها مرعبة ، وهي حربة ضخمة ، مرعبة بكل المقاييس اللغوية والنفسية …وهي قصة تغزو النفس وتُرهبها، ويقف سامعها شاخصاً من هول المواصفات البشعة والمرعبة التي تنطبع في مخيلته ليس لأيام ، بل لشهور مثيرة لديه الخوف والرهبة، وليس من السهولة بمكان التخلص من رعبها لا في صحوه، ولا في منامه مع أنها قصة بهذه المواصفات لا يمكن اثبات حدوثها في الواقع المعاش، وتخرج هكذا بهذه المواصفات مرة من الحرم ، ومرة من أودية تهامة وكأنها تسكن في الطبقات الجيولوجية في جزيرة العرب ..
ولا يسعنا في هذا المقام إلا إيراد ما قاله الشيخ صالح المغامسي في تعليقه حول هذه المواصفات أنه يصعب اثبات هذا، والأحاديث حول هذا ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها .
ونسأل : ما الهدف من تكرار القول عن الدابة ومواصفاتها المرعبة ما دامت الأحاديث حولها ضعيفة ؟ فنقول ، انه لتكريس فكرة الخوف والترهيب اللتان هما أساسيتان في الاعتقاد الديني .
******************
= أما عن الخسف الذي هو من علامات الساعة الكبرى فقد قرأنا عنه في حديث عن حُذَيفة بن أَسِيد رضي الله عنه، وفيه أن رسول الله صلعم قال: ((إنها لن تقوم حتى ترَوْا قبلها عَشْرَ آيات، وذكَر منها ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب)).
فمعنى الخسف هنا : يقال خُسف المكان يخسف خسوفاً إذا ذهب في الأرض وغاب فيها .. وهو ليس مثل ما نرى من خسوف للقمر ، يختفي فيه جزء ويغيب عن الرؤية لفترة ، ثم يعود !! انه خسف أي اختفاء ليس برغبة من الشيء المُختفي ، بل اخفاء قسري وتغييب نهائي مقصود !!
والخسف هنا يقصد به أن ما كان على السطح ، أي على سطح الأرض ، يصبح في لحظة غير موجود ، بل مطمور في جوفها الى غير رجعة ..
وحسب الحديث، هناك ثلاثة خسفات، خسف بالمشرق، أي كل ما يقع شرق شبه الجزيرة العربية، وهذا الخسف سيصيب شعوب كل من الهند حتى خراسان، وشعوب شرق آسيا حتى استراليا .. وخسف بالمغرب ، فهذا سيصيب كل الشعوب التي تقع غرب شبه الجزيرة العربية … وخسف بجزيرة العرب …!! وهذه مساحة معروفة وواضحة المعالم الجغرافية .. وبهذا يكون الخسف قد شمل الأحياء التي تسكن الأرض ، أي كامل سكان الأرض – فلم يكن هناك استثناء ، أي لم يكن لدى ساردي الحديث أو السامعين له أي علم عن وجود الأمريكتين مثلا ليشملهم الخسف ، أو الاستثناء ، بل نفهم من الحديث شمولية الخسف .
وبهذا المعنى نفهم الخسف بالموت والفناء والاخفاء لكل ما على الأرض، فلا حياة بعد الخسف !! ولن يبقى أحداً ليقول أنه قد وصله الخسف، ام لا.. فلا تستطيع الشاة أن تصف لنا آلام سلخها بعد ذبحها ..!!
فلا معنى لإيراد الخسف في هذه الحالة ، فهل يمكن اعتباره كعقاب، وعقاب للجميع ..!! مما أدى الى تَعجب أم سلمة من خسف جزيرة العرب سائلة الرسول، يا رسول الله، أيُخسَفُ بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله صلعم: ((إذا كان أكثر أهلها الخبث)).
فالخسف يعني الشمول، الصالح والطالح ، وهذا اختراق للنص القرآني القائل :” أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” — الآية 38 من سورة النجم .
أما اذا كان هناك تخصيص بأن الخسف سيقتصر على قلب شبه جزيرة العرب ثم يمتد الى شرقها وغربها، فهذا يعني أن التخويف يعني تخويف وارهاب عرب شبه جزيرة العرب، ولا يأتي على ذِكر الشعوب الأُخرى التي تَقطن أفريقيا وشرق آسيا وأوروبا واستراليا والأمريكتين …
***********************
= من أشراط الساعة الكبرى ” نار تخرج من اليمن ” :
روى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت، قبل يوم ا لقيامة، تحشر الناس “.
جاء في حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط السَّاعة الكبرى قوله صلى الله عليه وسلم : ” وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم ” (صحيح مسلم) .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” تبعث نار على أهل المشرق، فتحشرهم إلى المغرب؛ تبيت معهم حيث باتو، وتقيل معهم حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم وتخلف، وتسوقهم سَوق الجمل الكسير ” (رواه الطبراني في “الكبير” ووافقَه الذهبي على تصحيحه) .
والسؤال : كيف سيتم حشرهم، أو هروبهم من النار ؟
مما جاء من الأحاديث في بيان كيفية حشر هذه النار للناس :
روى الشيخان عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يحشر الناس على ثلاث طواف راغبين وراهبين، وأثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويَحشُر بقيتَهم النار؛ تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا (البخاري ومسلم) .
أين سيتم حشر الناس ؟ سيتم حشرهم في الشام .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اخرجوا، قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى أرض المحشر ” (فتح الباري) ، (ونحا بيده نحو الشام) .
إن المتتبع لمسألة خروج النار في آخر الزمان من اليمن من بحر حضرموت واندفاعها لتسوق الناس سوقاً الى الشام …. فيهربون على البعران فرادى وجماعات، الى الشام ، ومن يتخلف يكون وقوداً لهذه النار … !!
ان من يتصور هذا لا بد أن يضع مسألة النار والحشر ضمن سلسلة الترهيب التي هي جزء أساسي في البنيان الفكري والمشاعري لدى المؤمنين بهذه السيرورة الوجودية للبشر على الأرض .
وخلاصة القول نجد أن الفقهاء اختلفوا في ترتيب علامات الساعة الكبرى، ويرجع السبب في اختلافهم إلى عدم ثبوت حديث نبوي يدل على ترتيبها، ولكنهم رتبوا بعض الأحداث عن طريق الاستنباط..!!
وهذه الأشراط ما هي إلا أساطير تنبؤية يجري تكريسها في العقل الجمعي لتكريس سيطرة الأديان على عقلية البشر الحالية والمستقبلية .
يا نجارتا يمكنك التلاعب بقصص أشراط الساعة كما يحلو لك ولكن يجب أن تعلم أن قوانين المادة التي لا تتغير إلا بأسباب علمية معروفة في هذا الكون لها أسباب أخرى خارجه وهو خالقها ومن المعقول جدا أن يغيرها الخالق متى ما شاء ومن المعقول جدا أن هذه القوانين المخلوقة للكون لا تسري على خالقها أو تعصي مشيئته فلا تتبدل له أو تعصيه كما هي عصية على البشر وثانيا خروج النار والدابة وياجوج ومأجوج لا يعني وجودها الآن في طبقات الأرض أو خلف جبالها وإنما إذا شاء خالق هذا الكون ايجادها وإخراجها فما ذلك عليه بعزيز وثالثا الحشر أو المحشر ليس بالضرورة ان يكون على أو في صعيد واحد من الأرض فيوم القيامة تشقق سماء الأرض وينزل الملائكة لأخذ الناس والجان المكلفين إلى مستوى آخر للحساب لأنه بحسب علومنا الفيزيائية فإن يوم القيامة يبدأ ببلوغ هذا الكون في تمدده بعد نشاته بالانفجار العظيم وتمدده بقوة دفع ذاك الانفجار لما يصل إلى نهاية التمدد يبدأ في العودة والانكماش وهذا يعني تراجع الزمن مع حركة الكون الانكماشية العكسية فيعود شريط الأحداث فيه مثل شريط الفيديو عند عكس دورانه من نهايته إلى أوله حتى نصل إلى مرحلة عرش ما بين السماء والأرض بخلق الله الكائنات الحية فيها وهذا هو معنى العرش في القرآن، فبالتحديد عند الرجوع إلى مرحلة خلق الإنسان المكلف بالرسالات السماوية من لدن آدم وهم البشر المحاسبون على أعمالهم ينزل الملائكة لاخذهم أو الطبق أو البعد الآخر وياخذهم من هذا الكون الراجع إلى نقطة نشوئه بالانفجار فواصل انكماشه حتى يصل لتلك النقطة أو الكتلة الأولى التي تمدد عنها بالانفجار. أما الأنس والجن المكلفون وكل مكونات عرش الحياة على الارض فيحملون هذا العرش إلى البعد الآخر حيث تكون الأرض غير الأرض والسماء غير السماء وكل شيء وحيث الجنة والنار ولا تقل لي كيف يعيش الإنسان في غير بيئة الأرض ودرجة حرارتها وجاذبيتها وطقسها فالرحمن الذي وضع عرش الحياة على الأرض وسمائها قادر على تغيير طبيعته في النشاة الآخرة ليتلاءم مع ذلك البعد الأخروي.
هل سعادتكم يصدق حقيقة ان هنالك ما يسمى بالسماء ؟
وهل تأكدت أنه لا توجد سماوات؟ وهل تعرف ما المقصود بها، وهل تعلم لماذا هي مرتبطة بذكر الأرض. العلم. يقول إذا السماوات هي الفضاء المحيط بالأرض أو أي كوكب فإنها تعني طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض أو الاجرام الأخرى علما بأن بعض الأجرام ليس لها غلاف جوي. فالسماوات هي طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض لكن لا تخلط بين هذا وقصص التراث الإسلامي التي يصورون فيها وجود سماوات يوجد بها الانبياء السابقون أو الملائكة أو كان بها أبونا آدم قبل طرده من الجنة! فآدم خلق في هذه الأرض ولم يغادرها وإنما أهبط من جنة المأوى حوالي مكة وقيل في منى إنتي كانت جنة ظليلة وأخرج منها إلى الأرض الجرداء إلا من الجبال وبعض الأشجار والنباتات المتفرقة ليكابد ظروف الحياة العادية لأن الله خلق الإنسان في كبد وليس ليعيش منعما في جنان، وهنا يظهر معنى أهبط من الجنة ليس هبوطا من سماء إلى الأرض وإنما هبوطا من ظروف المعيشة في جنة إلى الفضاء خارجها من الأرض حيث الكبد والمكابدة في المعيشة والحياة. أما سماوات وجود الملائكة والملأ الأعلى والروح فهي أبعاد غير الأبعاد الثلاثة التي تشكل فيها هذا الكون. فالاجسام في هذا الكون مكونة من ثلاث أبعاد فقط طولا وعرضا وارتفاعا وليس فيها بعد رابع وخامس وسادس أو سابع أو إذا وجدت فهذه غير مرئية ولا محسوس وجودها بيننا فالشيطان غير مرني لنا لأن جسمه يتشكل بابعاد غير الثلاثة المرئية للإنسان. كذلك الملائكة قد يكونون معنا في الأرض ولا معنا فنحن لا ندرك الأبعاد التي تتشكل منها الملائكة. كذلك الذات العلية ليست أصلا جسما حتى تكون له أبعاد ولو أبعاد كالملاىكة تعالت ذاته علوا كبيرا عن الجسمية والتجسيد كما تقول السلفية الجسمية الجهولة. فالملاىكة والارواح بعد مفارقة الجسد والملأ الأعلى هي أولا مخلوقات غير مجسمة او بخلاف أبعادنا الثلاثة وهم موجودون في بعد غير البعد الكوني أو الأرضي ولذلك لا نراهم وهم أقرب إلينا من حبل الوريد كما ذكر القرآن وذكر رقيب وعتيد من الملائكة والقرين من الشياطين.
وكل ما ذكرت هو من المعقول بالعقل ولا ينافي العلم بحقائق الكون وسننه وقوانينه التي حددها الخالق له وكما قلت سابقا إن من المعقول جدا أن يغير الخالق كل شي بمشيئته فلا تحاجج بالعلم الكوني ومنطق المخلوقين فالخالق من ورائهم محيط. فقط أفهم الفهم المنطقي المعقول واطرح به أقاويل التراث ما لم تكن نصوصا قرآنية صريحة وقاطعة حينها يفترض بالعلم والعقل أن يجتهد إلى تصديقها علميا بالبراهين ومنطقيا بالمعقولية.