مقالات وآراء

نزع الموافقة !!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
لن تقيدك السلال والأصفاد
لطالما أنك تمد يدك البيضاء سلاما ستعود من جديد، وستغني ألف أنشودة للوطن وستقف كما كنت مُعلما…أيها الشعب.

وأكثر من مصدر عسكري ومدني أكدوا أن ضبابية الموقف التي تخيم على مكتب القرار في الجيش والتي تتسبب في عدم إعلانه لموافقة رسمية او رفض صريح للدعوة التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في مباحثات سويسرا، والتي تهدف إلى التوصل إلى وقف شامل للحرب على مستوى السودان

أكدوا ان هناك خلافات وإنقسمات يقودها تيار داخل الحركة الإسلامية والمؤسسة العسكرية يرفض قبول الدعوة ليس بسبب رفضه للتفاوض مع قوات الدعم السريع ، ولكن لأن له مصالح اقتصادية وتجارية جارية تجعله يعرقل التفاوض وأن أي إتفاق لوقف الحرب سيجعله يخسر إستثماراته إن كانت في مجال الذهب والمعادن اوالسلاح و الدواء ، لذلك ان هذا التيار يرفض بشدة كل مساعي السلام ووقف الحرب حتى يتمكن من إستمرار فساده الذي اصبح له وجوه متعددة
ولكن بالرغم من ذلك ذكرت المصادر أن هذا التيار قد لايستطيع منع الجيش من قبول الدعوة لأن التيار الداعم للسلام أصبح اكبر من التيار الداعم للحرب داخل المؤسسة العسكرية الأمر الذي يمكّنه من إحراز اكبر نقاط في ركلات الترجيح.
و معلوم أن امريكا التي قدمت الدعوة لطرفي الحرب لحضور المباحثات وحددت لها موعدا بتاريخ معين لن تغفل جانب الإعداد الجيد لها، ولن يفوت عليها وضع سياط الضغط على الطاولة، بكل ماتملكه من قوة لرفع العصا التي آن أوانها حتى تجعل القبول امرا ممكنا في ظل ظروف إنسانية بالغة السوء
فالمواطن اصبح ليس ضحية للحرب والقتل والنزوح ، لكنه بات يقف الآن على بلاط المجاعة!!
وعندما تبكي نساء السودان الكريمات العظيمات بسبب الجوع يجب أن يستقيل كل حاكم في السودان فالذهاب الي التفاوض هو اضعف مايمكن أن تقدمه قيادة الجيش لهذا الشعب الذي صبر على كل انواع المحن فهو لاينتظر العالم الذي يمنح فرصة للأطراف
إن شاءت استجابت وإن شاءت رفضت
لكنه من فرط حاجته للسلام، ينتظره ليمارس كل مابوسعه من ضغوط لنزع هذه الموافقة
وليس هناك سيادة وعزة في إذلال الشعب وقهره ، فالحفاظ على كرامته في جلب الأمن والأمان والغذاء والدواء له حتى لايهان، هو ما يجعل مطالبه اهم من مطالب واطماع مافيا الأزمات وتجار الحروب
فلابد ان تنتفض كل المنظمات الانسانية الوطنية واصحاب المبادرات الذين يعملون من اجل وقف الحرب للفت نظر العالم ، أن انقذوا السودان ولاتتركوه فريسة على قارعة طريق الثعالب
اما تجار الحروب والأزمات شركاء الجريمة فيجب كشفهم وفضحهم ومحاسبتهم بعد وقف الحرب وتقديمهم للمحاكمة وإسترداد كل الاموال التي هربوها الي الخارج
وقوات الدعم السريع لاقيمة لموافقتها على التفاوض لطالما انها تستغل تعنت الجيش في القبول وتمارس كل ما يتعلق بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ونهب أموال المواطنين في ولايتي الجزيرة و سنار، الجرائم التي تمارسها كورقة ضغط على الجيش وكأن الجيش يهمه قتل المواطن او موته!!
فلطالما انها تعلم انه يصر على إستمرار الحرب دون النظر لذهاب ارواح الناس فكيف يستجيب للتفاوض بخيار قتل المزيد منهم !!
والإنقسام داخل مركز القرار يجعل البرهان بعد ان كان يبحث عن دعم وسند لإستمرار الحرب ، يبحث الآن عن داعم له في خياره للسلام وقد يزور عدد من الدول العربية من بينها مصر لهذا السبب

ومصر واحدة من الدول الداعمة لوقف الحرب الخطوة التي تسببت في حالة الجفاء بينها والجنرال لانه يرى أنها غيرت مواقفها وتخلت عنه الأمر الذي جعله يبتعد
ولكن قد يعود اليها الآن هذه المرة بسبب تغيير مواقفه هو!!
لذلك ربما تشكل مصر غطاء حماية حتى يتمكن البرهان من تنفيذ رغبته في السلام
فمع وجود تيار كهذا قد يكون الخطر يحيط بالبرهان سيما ان المطالبة بالإطاحة به اصبحت مطلبا واضحا من المهوسين والمتعطشين للمزيد من إراقة الدماء
ولكن ربما تسبق قرارات الحل السياسي حلول البندقية
فالموافقة على دعوة امريكا واردة من قبل الجيش لطالما اصبح صوت السلام أعلى عنده
لكن يبقى إرسال الجيش وفدا للمباحاث هناك هو الاقرب من ذهاب الجنرال الي سويسرا.
طيف أخير :
#لا_للحرب
مايحدث في معسكرات اللجوء في بعض الدول يستحق القطيعة الدبلوماسية إن كانت الحكومة يهمها المواطن ولكن!!.

الجريدة

‫3 تعليقات

  1. كبار ضباط الجيش المهيمنين على مصنع القرار كلهم فلول، خلال ال ٣٠ عام العجاف من حكم الكيزان لم يدخل الكلية الحربية إلا أولاد الكيزان، وهؤلاء الضباط قد أصبحوا الآن هم كبار الضباط الذين يريدون استمرار الحرب لمصالحهم التي أشارت إليها الكاتبة، وعليه، لا يتوقع أن يميل الجيش للتفاوض إلا إذا تعرض لضغوط قوية لا قبل له برفضها خوفا من مغبة مثل هذا الرفض.

  2. ان العسكر إذا دخلوا ارضا أفسدوها ودمروا اقتصادها وهاهي مصر المعفنة وصل سعر عملتها ٥٠ جنيها مقابل الدولار والجيش المصري ترك المهمة الرئيسية ودخل في بيع الجمبري والخيار والشيبس واللحوم كما حال جيش الهناء الذي اضاع أموالنا وكمل عمرنا
    الدعم السريع والجيش كلاهما قاتل وسارق ومغتصب لذا عندما بغت احداهما على الأخرى خر السقف على شعبنا
    مصر اكبر عدو لبلادنا منذ طلعت فريد الذي هو صنيعة مصرية في جيش السودان وامثاله كثر من اولاد بمبا
    اللهم اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم واحرقهم مع معداتهم ومسيراتهم انك انت القوي العزيز

    1. تحياتي رجاء حسن، اوجزتي في كلمات بسيطة، ما يدور بيننا وبين مصر، كيف اشترى المصريون عبود فباع حلفا بما حوت، وكيف اشتروا نميري، فباع لهم حلايب والفلاشا، وكيف ارغمو البشير عندما حاول الكيزان اغتيال حسني مبارك على التنازل عن كل شئ حتى مياه النيل، وفي عهد ديمقراطيتنا وثورتنا اشترو كل الوفد المفاوض السوداني في موضوع سد النهضة حتى اعتقد الاثيوبيين بان وفد السودان يمثل مصر وليس السودان، فالاثيوبيين كانو يعلمون بان المفاض السوداني عضو في الاستخبارات المصرية، وهكذا المصريون يضربون السودان في اضعف مفاصله الا وهم العساكر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..