مقالات وآراء سياسية

“البوق” مرحبا الطاهر التوم يتوعد (قحت) بالهاوية

أحمد عثمان جبريل

ما كنا نود التعليق على صورة الطاهر التوم التي ازدحمت بها منصات التواصل الاجتماعي أمس، لو لا تعليق صاحب الصورة نفسه عليها فكتب تدوينه على صفحته بالفيس بوك قائلا :”سعدت أن بعض القحاتة في الفيسبوك وجدوا كنزا كبيرا اليوم. صورة للطاهر التوم في مقهى عام على شارع الأسفلت في وسط القاهرة الباردة هذه الأيام، مع قارورة مياه في انتظار قهوة على الريحه.. قلت ربما هذا الانتصار بالعثور على صورة للطاهر التوم تعالج  نفسيا هزائم الدولار والمعيشة والأمن والسلم الاجتماعي في تجربة (قحت) التى لا يساورني شك أنها ستقود البلاد  للهاوية، إن لم يتدخل العقلاء”.

بالنسبة لي إنتهى كلام الطاهر التوم هنا، لان هذه الجزئية من تدوينته هي التي تهمنا، و المتعلقة بهزائم الدولار والمعيشة والأمن والسلم الاجتماعي لتجربة حكومة( قحت) وتأكديه بأن هذه الثلاثية المتشابكة ستقود البلاد نحو الهاوية، إن لم يتدخل العقلاء.. ولكن للأسف لم يشير الطاهر التوم من قريب أو من بعيد إلى من هم هؤلاء العقلاء، ولكننا لو نظرنا إلى خلفية تفكيره ومنهجه ورؤيته التي ظل يطرحها من خلال منصات إعلام النظام البائد، يمكننا أن نعرف من يقصد بهؤلاء العقلاء الذين طالبهم بالتدخل..ولكن السؤال هنا هل هم عقلاء أو بينهم رجل رشيد؟

ما قاله الطاهر التوم لم يفاجئنا، لعلمنا أنه وفي غفلة من الزمن كيف دخل الرجل إلى الإعلام، فللأسف لم يدخله في بداية ولووجه إليه كمتدرب لا في الصحافة ولا في الإذاعة ولا في التلفزيون، كما فعل شقيقه عامر حسن التوم الذي زاملناه لسنوات في الصحف السودانية، بل دخله مباشرة كمقدم برامج يناقش قضايا سياسية واجتماعية مهمة ويحاور قادة وسياسيين وتنفيذيين، فلم يتمكن من المرور على أساتذة عظام في هذا المجال، ليعلمونه بديهيات هذا المجال، ولا أحد من أهل النظام الذي كان الطاهر  أحد أهم أبواقه، علمه ما هي الأخلاق الفاضلة في الإعلام ، فقط علموه كيف يكون صوته عالياً، وبالكيفية التي يريدونها ليسير في هذا الطريق، طريق تلوين الحقائق وتزييفها ، فطفا التوم على السطح أحد أشهر مدلسي النظام ومنافقيه ، باذلاً مع آخرين جهداً عظيما لتغبيش وعي المتلقي، في عدم احترام عقله وثقافته، أو الاعتراف بأنه يستطيع أن يتبين الغث من السمين.

وبعد أن أسقطت جماهير الشعب السوداني نظامه البائد، يحاول التوم الآن أن يمارس ذات الدور الذي كان  يمارسه، فكتب ينافق ويكذب ويدلس، برؤية عقيمة تسعى لاعادة عجلات التاريخ للوراء، وهو الذي يعلم يقيناً، إن النظام الذي كان يفعل له كل تلك الموبقات هو من اوصل البلاد لهذا الوضع البائس، ولا يزال يعمل من خلال خلاياه ودولته العميقه لتعطيله، ليزيد من معاناة الناس مع المشكلات الاقتصادية والسيولة الأمنية والارتفاع المتواصل لأسعار الدولار.

يقول علماء الإقتصاد والعلوم السياسية، أن الاقتصادات الوطنية تتعرض لا محال في حالة أي تغيير سياسي أو في اثناء فترات الانتقال، لاضطرابات هيكلية، وذلك بسبب حالة انعدام اليقين، والمخاوف من احتمالات تفجر الأزمات السياسية، وتعثر عملية إعادة بناء نظم الحكم، ووضع أسس مستقرة وراسخة للنظام الجديد.، كما يكون ذلك اكثر حدة اذا ورث النظام الجديد وضعا اقتصاديا مترديا كالذي ورثته حكومة (قحت) .

ويؤكد علماء الاقتصاد في أدبياتهم، أنه خلال هذه الفترة الإنتقالية، يمكن تحقيق الحد الأدنى من احتياجات الأفراد الاقتصادية فقط، وتوفير البيئة الداعمة تشريعيًّا وأمنيًّا ومؤسسيًّا لممارسة الأعمال والمعاملات الاقتصادية، واتّباع السياسات اللازمة لمنع حدوث اختلالات أو أزمات داخل الاقتصاد خلال المرحلة الانتقالية، وهذا ما تجاهد فيه (قحت) ليكون واقعاً في المرحلة المقبلة .

إننا نقول للطاهر التوم وكل من لف لفه من الذين يعملون ليل نهار على وضع العصا في عجلات التغيير الذي انتظم كل مظاهر السودان الجديد، أن العمل يجري على قدم وساق لتفكيك بنية التمكين التي اسستها دولتكم الظلامية، وسيتم إزالة كل  المفاهيم والسياسات والنظم والقوانين من واقع حياة الشعب السوداني في كل المجالات، مهما تطلب ذلك من تضحيات، ولا يراودنا أدنى شك في إنجازه وحينها ستبقى آثاركم وليس نظامكم، من الماضي القميء.

إننا ندعوا  الطاهر التوم، أن ينظر لواقعنا الآن بعين الحياد و ليتبين المكاسب الكبيرة التي حصدها الشعب السوداني عقب ازالته لطغمة المفسدين واللصوص من قادة ذلك النظام المستبد الذي كان من متحلقي موائده ، ويعيد البصر كرتين ليقف على اصرار هذا الشعب على الانطلاق نحو الآفاق البعيدة، والتحرر من كل قيود الكيزان.. ونؤكد له ولدولته العميقة إنه لن يستطيع كائن من كان إيقاف هذا الانطلاق، فالشعب السوداني أراد الحياة والنور، ولن يسمح من جديد بعودة الظلام والظلاميين والقيود.

أحمد عثمان جبريل

[email protected]

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..