
بقامتها المديدة، وصوت النصر، خاطبت كمالا هاريس، أول أمراة تتقلد منصب نائب رئيس جمهورية، في الولايات المتحدة الأمريكية، خاطبت جميع نساء العالم (من أجل النساء اللآئي ضحين من أجل المساواة، والحرية، والعدالة، من أجل الجميع بما في ذلك النساء السود، اللآئي يأملن، ودوماً هن العمود الفقري لديموقراطيتنا، جميع النساء العاملات، من أجل المحافظة، والحماية لحق الانتخاب لأكثر من مائة عام، منذ تعديلات القرن التاسع عشر، وخمسون عاماً من أجل حقوق الانتخاب واليوم في 2020 مع جيل المراة الجديد في بلادنا من اللآئي ادلين بأصواتهن وواصلن في النضال من اجل حقوقهن الأساسية).
كذلك مسيرة نضال النساء في السودان، والتي توجت بثورة الجيل الجديد الظافرة، في ديسمبر. نحيي النساء اللآئي قاتلن بشجاعة، لفتت انظار جميع العالم، مع الشباب، والرجال، الكتف، بالكتف من أجل مناصفة الحقوق ودفع التهميش السياسي. لكن، وللأسف، فبرغم كل ذلك البذل، والتضحيات، كان نصيبهن بعد النصر “عطية مزين” لم تنصفهن قدرهن، ولم توفيهن أجور كدحهن السياسي.
من الجلي أن الساسة الرجال في بلادي هم، من يتغولون علي الحريات والممارسة الديموقراطية السليمة بفهم القوة المتوارث، والفهلوة، والسيادة الطبقية الدينية، والثروة، والسند العشائري القبلي، ثم وبعد ان تؤول لهم السيادة تكون مصالحهم في المقام الأول، ولا يقدمون للشعب ما يحل ازماته الأقتصاديةً، والأجتماعية .
كذلك، فإن أحزابنا السياسية لا تقيم وزناً حقيقيا لمشاركة النساء في السلطة، اذ إنبنت المشاركة على الترضيات السياسيةً، وبلغ هذا الامر قمة السؤ في عهد حكومة الأخوان المسلمين حيث امتلأت مقاعد البرلمان والوزارات باخوات نسيبة من المتمكنات ، وارامل من سموار زورا بالشهداء، والزوجات وصاحبات الاموال!
يتجلى هذا التناقض في أن النساء مع جميع هذه المناصب، لا يزلن رهينات لربقة منظومة الفقهاء، ورجال الدين، والفهم السلفي، ولم نشهد من وقفت في صحن البرلمان خلال الثلاثين عاماً تندد بقوانين النظام العام، المهينة لكرامة المراة. لقد أتهمت تلك القوانين الكالحة، المرأة زورا، وبهتانا بمخالفة الاداب العامة والزي الفاضح، فجلدتها وشهرّت بها. لقد كانت تلك القوانين الظالمة متروكة لتقديرات رجال الأمن، وأهواء رجال الشرطة. كل ذلك، وغير ذلك، لم يزعج سيدات البرلمان الديكور، وإزآء هذا الصمت المتعمّد، تمادت الحكومة ومليشياتها في استخدام الأغتصاب كسلاح حرب لقهر النساء، بل بينهم القانونيات الصانعات لتلك القوانين المذلة، وشهدنا بعد أن تم الغائها، في الحكومة الانتقالية، كيف خرجن في تظاهرات ضد الغائها!
ذكرت هاريس أنها لن تكون الأخيرة لتولي منصبها، وهي تعلم أن عجلة التطور سوف تدهس تخلف كل من يقف حجرة عثر أمام المراة، بما في ذلك الساسة، الذين يستندون علي كهنوت الفقهاء ورجال الدين. أنها ضربة لازب أن تتحرك عجلة التطور الديني، في الفكر، بنفس سرعة الأنسانية المعاصرة، لتجابه اشكالات حاضر البشرية، فليس من المعقول تخيل قوانين الشريعة الاسلامية المتوارثة منذ القرن السابع، علي تمام حكمتها في ذلك العهد، لا يمكن تخيل أنها سوف تقدم اليوم حلولاً للنساء المتقدمات، مسلمات أو من شاكلة كاميلا هاريس نائب رئيس الدولة، والمحامية، وتعامل شهادتها بنصف شهادة الرجل، وأن حارسها الخاص، لمجرد أنه رجل، ستكون شهادته في المحكمة أقيم من شهادتها لأنها أمرأة وسيطلب منها أن تأتي بأمرأة أخرى لتعدّل شهادتهن شهادة ذلك الحارس الأمين.
من الرثاء المشفق حقاً أن يهلل الرجال لنصر النساء السياسي في الظاهر، ويضمرون لهن استحقاقات قوانين الاحوال الشخصية، حيث الضرب، والتأديب، والهجران في المضاجع وعدم الكفاية في الحقوق ، وانهن لسن أهلاً للتصرف في أدق شئونهن الخاصة، الا وهو عقد زواجهن، وعصمتهن، وطلاقهن، وأن المراة لا يمكن أن تتزوج الا اذا باشر عقد قرآنها رجل، اذ لاتجوز ولايتها علي نفسها لانها قاصر، ومطلق رجل أكمل منها. يضاف الى ذلك أن ما يفهمه هؤلاء الفقهاء، من الشرع، والعدل الالهي، أن نصيب المرأة في من تختار زوجاً الربع منه فقط، وللرجال حق الزواج من الاجنبية غير المسلمة ومحرم عليها المثل، وقس على ذلك. وفي كل يرجع، هؤلاء الفقهاء، قصور المسئولية في ذلك للنساء أنفسهن، متناسين أن الخطاب القرآني لكليهما في مستوي الفهم والذي يتناسب قامة كليهما في مجتمع القرن السابع! (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَاتُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) صدق الله العظيم
هذا هو عين أنفصام الشخصية للفقهاء الذين يعيشون عصرا فيه للنساء الريادة ولا يعتبرون انها صارت رشيدة وقيمة علي نفسها، بل حتي علي الرجال في محيطها ، متناسين أنهم يستمتعون بكل نتاج الحداثة والعولمة، ويحاجون المراة بما يتوارثون من فهم الكتب الصفراء.
أن هؤلاء الفقهاء، ومن حيث لايدرون، قد شوهوا سماحة الدين، ووسموه بالتخلف، وزهدوا المرأة العالمة والذكية، من الركون اليه، والأطمئنان الي العدل الالهي الذي لايفرق بين الرجل، والمراة، وأن ما عند الله لهو أجل، وأخطر من أن يحيط به، ويحتكره الفهم القاصر لرجال الدين.
وبما ان المراة كائن ثائر لكثرة الأستضعاف الذي وقع عليها ، فهي صانعة التغيير، ليس ترفاً، وأنما حقا ينتزع ليكتمل العدل الأنساني، الذي يصير فيه الرجال شقائق النساء، بتمام الثورة الثقافية التي تدحض الخرافات، والأوهام.
علي التحقيق، لا بد أن ننظر لنصر كمالا هاريس بمعايير أعمق من مجرّد أنه نصر أنتخابي للمراة فقط. هو بشارة كبيرة، تعلن بوضوح لا مرية فيه، لمن عسى قد يستمع، أن جميع النساء قد خلفن ورائهن عهد الحريم.
وننتهزها سانحة لنسأل دولة حكومة السيد رئيس الوزراء حمدوك ماذا عن التوقيع علي قوانين ( سيداو ) فان تم التطبيع مع دولة اسرائيل وهي (غول) الفقهاء في ظل عدم وجود مجلس تشريعي، وفي ظل هذه الانتقالية، فان القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المراة لهو الأوجب والاكثر الحاحا.
مافي اشكال تمييز بين الرجل والمراة في السودان بطلي ادعاء /النساء يمتلكن احسن الوظائف في السودان مؤسسات ومنظمات حكومية وخاصة ويمتلكن عربات وبيوت ومشاريع .
أعوذ بالله من الشيطان الرجييييييييييم.
” وننتهزها سانحة لنسأل دولة حكومة السيد رئيس الوزراء حمدوك ماذا عن التوقيع علي قوانين ( سيداو ) فان تم التطبيع مع دولة اسرائيل وهي (غول) الفقهاء في ظل عدم وجود مجلس تشريعي، وفي ظل هذه الانتقالية، فان القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المراة لهو الأوجب والاكثر الحاحا.”
سؤال مهم استاذة بثينة …. ولكن الإجابة واضحة .. ان لم يكن للامريكان مصلحة فسوف لا تهتم الحكومة ايضا بالامر وهذا ما قالوه في موضوع اسرائيل .
ليس فقط موضوع النساء ولكن مثلا موضوع فقه البنوك والمعاملات المالية هل استطاع احد ما ان ينتقده ؟ وغدا اذا انتقده الأمريكان او ذكروا بأن لا يمكن للدولة ان تنخرط في المعاملات الدولية الا بعد ان تتخلص لوجدت الكثير من الآراء تتعلل ” بمصلحة الوطن اولا” وترميه في الزبالة . ولكن للأمريكان مصلحة في وجوده او هو غير مؤثر عليهم اقتصاديا فلذلك لا يشتغلون به.
قالوا النساء لايمكن ان يتوقفن عن المناداة بالمساواة مع الرجل الى يلد الرجل
يا تروس
وعين الرضاء عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا
بنغلاديش دولة مسلمة ورئيستها أمرأة، والرئاسة متداولة بصورة ديمقراطية عبر الانتخابات بين الشيخة حسينة والشيخة خالدة ضياء، أما امريكا كمالا هاريس فهي إلى الآن لم تصل لمرحلة بنغلاديش الشيخة حسينة، ولا تنسي أن بناظير بوتو كانت رئيسة وزراء باكستان.
اذن كلامك التالي (بليه واشرببي مويتو)
(علي التحقيق، لا بد أن ننظر لنصر كمالا هاريس بمعايير أعمق من مجرّد أنه نصر أنتخابي للمراة فقط. هو بشارة كبيرة، تعلن بوضوح لا مرية فيه، لمن عسى قد يستمع، أن جميع النساء قد خلفن ورائهن عهد الحريم).
كل ما في الأمر أن كمالا امريكية. يعني مقالك كله عبارة عن عقدة الخواجة
وطالما انك معجبة بالتجربة الامريكية في كل شيء وتنظري لبلادك من منظار التخلف لماذا تتمسكين بارتداء الثوب السوداني، وهو أيضا يمكن النظر اليه من منظور سلطة الرجل على المرأة؟ الرجل السوداني يريد ان يرى المرأة هكذا..لابسة توب.
اتفق معك في ضرورة تحديث عقلية بعض الفقهاء، لكن ما طرحتيه لا يصب في هذا الاتجاه، لأنك تناسيت انجازات المرأة المسلمة في الدول الاسلامية وقدمت لنا النموذج الغربي الذي يستند إلى قيم ثقافية مختلفة عن قيم مجتمعاتنا. ونظرت له باعتباره النموذج الامثل، وهو ليس كذلك.
ونموذجك هذا مع عدم وجود فقهاء في الغرب يحرمون وصول المرأة الى مناصب عليا فشل في ايصال المرأة لهذه المناصب إلا مؤخراً ، بينما النموذج الاسلامي المتخلف وفيه ما فيه من الفقهاء المتخلفين بالآلاف اوصلها لهذه المناصب قبل عقود من الزمن.
وهنا نقول لك كما قال المغني (قف تامل).
والنتيجة ان الفقهاء مهما اشتطوا في فتاويهم لا يؤثرون كثيرا في مسيرة التطور، وقضايا المرأة عنصر الزمن كفيل بحلها بدون (سيداو) ، واحسان فخرى اصبحت قاضية في المحكمة العليا عندنا ضمن ثلاثة قضاء، هي ومعها رجلين، بدون سيداو، وفاطمة احمد ابراهيم اول نائبة في البرلمان قبل عهد سيداو، وفاطمة عبد المحمود، وسفيرات الكيزان، ومديرات الجامعات،.
بعدين ما تنسي ان اليهود في التوراة لديهم نصوص دينية ضد المرأة بالكوم، هل تستطيعي الحديث عنها؟؟؟
اوعك تتحمسي وتمشي في الطريق دا وتروحي تفتحي التوراة وتكتبي عن هذه النصوص، وتقولي حرية تعبير وديمقراطية …
حتلقي نفسك في حلتكم في الجزيرة الخضراء تتسلين بقطف زهور القطن البيضاء في الحواشة مع نسوان الحلة.
تحياتي لك.
أن ترد الماء بماء أكيس:الإنسان في أبسط تكوينه جسد و روح .. الجسد كائن أرضي بإمتياز،بينما الروح كائن سماوي بإمتياز..أنظمة الحكم الرشيدة تهدف الى توفير قدر من الطمأنينة و السعادة لجميع أفراد شعبها عبر تلبية حاجيات الجسد و الروح..النظام الديمقراطي الغربي نجح في تلبية حاجيات جسد المواطن الغربي على حساب حاجيات الروح،فكان عذاب روح الموطن الغربي المستديم و ميله الى الإنتحار نقطة الضعف التي يجب أن يعالجها طالب النموذج الديمقراطي..يقع المؤمنين في الخطايا لأن أنفسهم غلبتهم لا لعدم قناعتهم بكونها معاصي..لذا فالمطلوب من العقلاء تشجيع التدين في المجتمعات الديمقراطية لأنها الضامن الوحيد لأشباع الحاجيات الروحية للأفراد من أجل إكمال حلقة الحضارة الإنسانية بالطمأنينة؛(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)كما جاء في القرآن الكريم .الهند تسجل أدنى نسب الطلاق على المستوى العالمي،معتمدة على قيم دياناتها التقليدية .