رسالة ليتها تصل..!!

ذهبت أنظمة بعد أن سادت وفي مزبلة التاريخ هي الأن غير مأسوف عليها تتبعها اللعنات في مرقدها الأبدي ..
لم يكُن الجوع سبباً في إنتفاض شُعوبها وقد توفرت لهم كُل أسباب الشبع والرفاهية لكن صلف وتجبُر وغُرور ساستها عجّل برحيلها وبذهاب من ظنّ أنه باقٍ خالد لن ينهار عرشُه وقد قيض الله لهم من يدُك عروشهم وينسف إمبراطورياتهم التي بنوها ورحلوا منها قسراً كأنهم لم يكونوا فيها يوما ، منهم من هرب ومنهم من قُتِل بلا رحمة بسبب الغبن والاستعلاء على شعبٍ نفد صبره ومنهم من انتقل من وساع القصور إلى ضيق السجون والمحابس..
لماذا لم يتعلم هؤلاء..؟
لماذا لم يتعلموا وقد وهبهم الله شعب مُتميز مُتفرِد دائماً ما يزن أموره بميزان العقل وتُرجِح كفة الحكمة عنده والساسة للأسف لا يعلمون ولم يتعلمون ، شعب لم يستجيب لدعوات بعضهُم في اللحاق بربيع القوم الساخن المُدمِر ولم ينقاد للأصوات الكُثر الداعية للخراب والتدمير التي أرادت إتخاذه مطية للوصول به إلى مآربها الخاصة والمُتاجرة بقضاياه ، ليسوا كمثلهم ولهم من الأسباب ما يدعوهم إلى الثورة الغاضبة والقضاء على نظام قائم طال أمده بينهم تأخرت به البلاد وساءت به أحوال العباد وما زال يُمسك بتلابيب حُكم ما من جديد فيه يُذكر سوى المزيد من الصراعات الداخلية والمُقاطعات الدولية..
إتسعت الهُوة بسبب الصراع السياسي بين مواطن خارت قواه ونظام تمدد واستقوى على حساب مُعاناته ، نظام انهارت فيه جسور الثقة وانقطعت فيه الشعرة التي كانت تربطهم بالبُسطاء من أهل بلادي وفيهم من صدّق أن المُستقبل لا محالة قادم وفي أحشاءه رفاهية تُنسيهم شقاء السنوات العجاف والواقع يُحدثهم أن لا شيء حدث وما من شيء يتوقع حُدوثه تتغير به الحالة الراهنة إلى الأفضل والمُعاناة في إزدياد بعد تفريطهم للجرادة التي كانت في أكفهم وهُم في إنتظار الألف طائر المُحلقة في سماء الإنقاذ ..
لم يتعلموا وما زال بعضُهم يظُن بأن أساليب السخرية والإمتنان على شعبٍ واعٍ عميق بإنجازات لا تتناسب والسنوات الطوال رُبما تُبقيهم في كراسيهم ، لُغة متعالية يتحدث بها البعض وكأنهم مُلاك هذه الأرض توارثوها من أجدادهم لا يُحق لغيرهم الحديث عنها أو الإستمتاع بريعها ..
يكفي بالله عليكم وما فيه حال الناس اليوم لن تفك ضائقته مثل هذه المُفردات البائسة المُستفزه ولن تُحل مشاكله مُصادرة الصُحف ولا تكميم الأفواه وإغلاق المنابر الحُرة ..
رسالة ليتها تصل..
يُصافحني صديقي (الفران) بعد أن نفض يده ممّا علُق بها من بقايا دقيق ويُخبرني سعيداً باستعداده لاستقطاع مبلغ شهري يُعادل قيمة (الجريدة) يدفعه مُقدماً سواء أن صدرت أو صودرت..
شعب هكذا حاله لا يستحق أن يُفرَط فيه يا هؤلاء..
والله وحده المُستعان..
بلا أقنعة..
صحفية الجريدة..
[email][email protected][/email]