أخبار السودان

الخرطوم-كوستي وبالعكس

في بلدنا المنكوبة بالإنقاذ،تذهب 16 مليار جنيه سوداني هذا العام،إلي ما يسمي بالدعم المركزي للولايات،ويقصد به دعم السدنة والتنابلة المتربعين في مكاتبهم الفاخرة في الريف،بينما (الناس كل الناس)في القري والبوادي يبحثون عن(حلاوة رغيف).
وتسمع عن سكر النيل الأبيض،وسكر مشكور،وعسلاية،وكنانة،فاعرف أنها جعجعة وليست طحيناً فيما يتعلق بهموم الناس واحتياجاتهم في ولاية منكوبة إسمها النيل الأبيض.
ذهبت إلي كوستي في رحلة يومين،فعرفت لماذا يحصد طريق الأسفلت الناس والعربات وحتي الحيوانات،بين كل حفرة وحفرة في طريق كوستي الخرطوم توجد حفرة كبيرة،ولا يمكن لأي (حاوي)إسمو سواق بص أن يتفاداها،ولو كان (علي المصري ) بجلالة قدره،وهكذا تقع البصات في حفرة،وتمرق من حفرة،والركاب بدورهم يتطايرون صعوداً وهبوطاً،ولولا الجاذبية لكان سكان النيل الأبيض الآن يسبحون في الفضاء مع الأقمار الصناعية.
وعندما تتواتر الحفر بأحجامها المختلفة،يحدث الإصطدام أثناء محاولة تفاديها،وهكذا يموت الناس وتقيد الجريمة ضد مجهول،رغم أن الفاعل معروف،فالشوارع التي ترصفها شركات الكيزان من مال الشعب،لا تصمد لأكثر من 24 ساعة،حيث الردميات مضروبة،وطبقة الأسفلت بسمك(ملليمتر)،تذوب مثل الآيسكريم مع أول شعاع شمسي،ومافي حد أحسن من حد،والمال العام في خبر كان.
وغير الشارع التعبان فالقري في الطريق إلي كوستي أكتر من تعبانة،والعديد منها بلا كهرباء أو مياه،رغم أن النيل الأبيض علي مرمي حجر منها،وأبراج الضغط العالي فوقها،ولكن الحكومة تهتم بالمستثمرين الأجانب في تلك الجهات،ولا شأن لها بالمواطن،الذي يقتله انعدام الخدمات الصحية،وتدهور التعليم،وإن كنت تزور كوستي لأول مرة فاحمل معك ناموسية،وعلبة مبيد حشري،فالنوم مستحيل وجيوش البعوض في كل مكان،ومن لم (تأكله الباعوضة)،عضه فأر جائع .
ومع ذلك فإن الدم الحار يغلي في عروق أهل كوستي،فلا تجد فيها أثراً لانتخابات الكيزان،سوي كم ورقة معلقة في سوق كوستي الشعبي لا تري بالعين المجردة،والعم الجاك(كمبيوتر الحلة الجديدة) يحكي عن ماضي كوستي وأيام الاستعمار،وطائرة الذهب التي سقطت في الثلاثينات من القرن الماضي حينما كان عمره 10 سنوات،وعمك صالح الترزي يحكي عن العصر الذهبي،وأيام شارع الجمهورية بالخرطوم،وحسن أبوزيد وحسرة علي ضياع الجنوب،وحركة النقل النهري من كوستي للرجاف..
ونهار كوستي يعج بالبحث عن أسباب المعيشة،رقشات وباعة متجولين ودرداقات،وأصحاب كارو،وكومسنجية،ومحلات سمك،وهؤلاء يعيشون من عرق جبينهم دون حاجة لرشوات الإنقاذ وفسادها،لكنهم يتطلعون لغد أفضل حتماً يأتي بعد أن يرحل السدنة والتنابلة،وعندها تكون ثروات(الولاية)في خدمة أهلها.
وفي طريق العودة من كوستي للخرطوم يصادفك من يبيعون الفسيخ،والكبكبي،والجرائد،ومعظمهم أطفال أو شباب أغلق الكيزان عليهم دروب التوظيف،فساروا علي الطريق الصعب،والمستقبل المجهول،بيد أنهم يبتسمون،ويلقون النكات ويضحكون،وإن اندلعت المظاهرات،رموا بضاعتهم وصاروا يهتفون،وفي كوستي وضواحيها 1000 سر(مدفون).
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لان بها اكبر تماسيح السودان
    هى ولايه ممتلئه باللصوص اكتر من اى موقع فى السودان
    لافرق بين الشمبلى او عليان او اب دقن
    كائنات حراميه تعوس الفساد منذ التسعينات
    رغم مواردها الغنيه الا انها فى بطون تلك الشرزمه من اللصوص .واقول ان اسؤء افراد الموتمر الوطنى هم اهل النيل الابيض,هم ارخصهم زمه واسوءهم نفاق
    فحتى اكبر المدن كوستى بلاشوارع, بلا اناره. بلامصارف, مستشفى بلا ازعاف واحد فقط , مدينه ممسوخه اصبحت

  2. لان بها اكبر تماسيح السودان
    هى ولايه ممتلئه باللصوص اكتر من اى موقع فى السودان
    لافرق بين الشمبلى او عليان او اب دقن
    كائنات حراميه تعوس الفساد منذ التسعينات
    رغم مواردها الغنيه الا انها فى بطون تلك الشرزمه من اللصوص .واقول ان اسؤء افراد الموتمر الوطنى هم اهل النيل الابيض,هم ارخصهم زمه واسوءهم نفاق
    فحتى اكبر المدن كوستى بلاشوارع, بلا اناره. بلامصارف, مستشفى بلا ازعاف واحد فقط , مدينه ممسوخه اصبحت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..