أخبار السودان

أنتم اللاحقون ونحن السابقون

في التنك

أنتم اللاحقون ونحن السابقون

بشرى الفاضل
[email protected]

قادت ما يعرف بثورات الربيع العربي العديد من البلدان العربية المجاورة ( تونس ، مصر ، المغرب ، وفي الطريق ليبيا واليمن وسوريا)إلى صعود الإسلام السياسي(أحزاب الإخوان المسلمين) التي تنوعت مسمياتها خلال العقود الماضية فأصبحت تتشبه حالياً بمسمى حزب العدالة والتنمية التركي وتطلق شعارات شبيهة به في قبولها للديمقراطية والحكومة المدنية. وهو أمر لا باس به والعبرة في التطبيق خلال الممارسة ، إذ تتخوف جهات سياسية عديدة في هذه البلدان من الالتفاف للإنقضاض على مباديء الديمقراطية نفسها التي جاءت بالإسلاميين وحكم القانون بمجرد تسلم دفة الحكم.
مثل هذا الإلتفاف حدث في أفغانستان الطالبانية وإيران كما حدث في السودان. لكن الإسلام السياسي لم يصعد في هذه البلدان الثلاثة عن طريق الديمقراطية ولا يعول على دعاوى الديمقراطية بعد اللإستيلاء على السلطة والموارد والإعلام فمثل هذه الديمقراطية شكلية وخير مثال على ذلك نظام مايو في السودان ونظام الحزب الوطني في مصر؛ إذ لم يتأتى الفوز المتكرر لحكومات هذين النظامين من التزوير وحده بل من استغفال الناخبين خصوصاً في الريف إذ يرى القرويون وسكان المناطق النائية عن المركز في الحكومة كائناً مجرداً ضخماً لا قبل لأصواتهم الضئيلة الشأن بتحديها فيتضاءلون أمامها ويصوتون لها رهبة ورعباً لا أملاً في أن يصلح هذا الكائن الخرافي حالهم فهم يدركون انهم سيظلون على بؤسهم ؛ ولئن سألتهم لم فعلوا ذلك يجيء ردهم الاكليشيه:
– لكين نسوي شنو؟
ويتم التصويت عادة وسط ضجيج المياكروفونات والهتافات الغوغائية.
الآن يدخل الإسلاميون للسلطة في بلدان الربيع العربي عن طريق الانتخابات .دع هذه البلدان تجرب حكمهم أما نحن فقد جربنا لعشرين عاماً وتزيد ليس عن طريق الانتخابات، لكن ذلك قمين بأن يجعل شعبنا يصوت ضدهم في الإنتخابات المقبلة، إن لم يقتلعهم ب (ربيع سوداني) قبل الربيع. حينها سنقول لدول الجوار العربي: أنتم اللاحقون ونحن السابقون.أنتم تدخلون ونحن نخرج من نفق الإسلام السياسي المظلم الظالم أهله نحو فجر الحرية فلا نعترف بغير المواطنة لبنة أولى للتحرير من قبضة الآيديولوجيا.

تعليق واحد

  1. يا أستاذ , باستثناء تونس ومصر ….ما يسمى بالربيع العربي وبالأخص ليبيا وسوريا
    فهو تخطيط أمبريالي صهيوني لصعود الاسلاميين خدام الصهيونية للحكم ….قراءتكم
    للأحداث أتت متأخرة ( لاعتقادكم بأن ما يحدث في الوطن العربي ثورات شعبية خالصة)..
    بخصوص تونس ومصر تمت سرقة انتفاضتيهما لصالح الاسلاميين ….

  2. نعم د. بشرى، ظللت دوما أردد أن أكتوبر وأبريل لم تكونا ثورتين، بالمعنى الدقيق، بقدر ما هما حالات انتفاضية عصفت بديكتاتوريتين ولكنهما لم تغيرا النظام السياسي القائم في كل منهما تغييرا جذريا؛ ونحمد لذلك أن جعلنا من السابقين ليس في الثوارت إنما في تجربة فشل وفضح الاسلام السياسي.
    إما ما يعرف بالربيع العربي (لا تروقني وصفة الربيع) فهو ثورة حقيقية تعمل على إنجاز تغيير جذري شامل كما يحدث الآن في مصر إذ ينتبه الثوار وبكل دقة لمحاولات طنطاوي (سوار الدهب) الالتفاف على الثورة وتقويضها.
    مثلما سيقصي الشعب السوداني الاسلام السياسي "بثورة" ناجزة سوف يسحقه الثوار العرب عبر صندوق الاقتراع وإلى الأبد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..