حتى لا نغش انفسنا.. الاستقلال كان هبة ومنحة

حتى لا نغش انفسنا …..الاستقلال كان هبة ومنحة

نوح الخليفة ابو جولة
[email protected]

بنظرة لواقع الحياة فى المجتمعات السودانية من صور الارشيف المنتشرة على المواقع الالكترونية فى زمن المهدية واوائل عهد الحكم الثنائى نعرف عدم التنية والتطور المواكب لما يسود العالم من حولنا فى الصناعة فقد قفزت دول اوربا وقت داك الى صناعة القطارت والسفن والسلاح والطائرات وصناعة والملابس والكبارى الحديدية بينما فى السودان كان واقع المواطن المعيشى والتنموى بدائى جدا حيث توضح الصور ان ثقافة لبس الملابس او الملابس نفسها كانت غير متوفرة حتى للنساء فى السودان الشمالى دعك من الجنوب وان المهدية كانت مجرد ثورة اسلامية تمثلت فى كرازمية قائدها النادرة غير ان كل الواقع يدل ان حكومة الخليفة الى ان انتهت لم تقدم للسودان تنمية مواكبة للنهضة فى العالم من حولنا ولست ادرى كيف يكون وضع السودان التنموى والثقافى ان لم ياتيه الانجليز فاكيد سنكون فى وضع القرون الوسطى لان عقلية الخليفة كانت منغلقة لم تفكر يوما فى مشاريع او حتى فى صناعة الملابس لجنودها حيث كانت القنجة تنسج يدويا بل تفرض على النساء لغزلها ونسجها وتسليمها لعامل الخليفة ليكسى بها الجنود الدين كان اغلبهم جاهلا بالدين والثقافة والتمدن والتخاطب
وباستلام الانجليز حكم السودان شرعوا فى بناء المجتمع المدنى الحديث تمثل فى ضبط نظام الاراضى بالمساحة لان مشاكل الاراضى بين الفراد ثؤثر فى استقرار البلد كما ثؤثر مشاكل الحدود بين الدول ومدت الادارة الجديدة خطوط السكة حديد و الكبارى وخزان سنار ومشروع الجزيرة الدى كان الهدف منه كسوة العالم لان صناعة النايلون لم تكتشف بعد مما ادى الى رفع مستوى المعيشة فى الوسط وتحسن فى الدخل وصاحب دلك التعليم النظامى وادخال الكهرباء فى شكل شركة النور الموجودة فى برى والموانى البحرية الحديثة وخدمة مدنية وعسكرية حديثة فحتى البريد كان يضرب به المثل فى امانته وسرعته كل هده الانجازات والمشارع التنموية كانت تدار بحيوان الجمل والحصان وان الادارة الوافدة كانت متفاعلة وجادة فى مهمتها وان عدد الاداريين فى كل اقاليم السودان لم يتجاوز اصابع اليد مما ادى الى تقليل الصرف فى داك العهد دخل السودان مرحلة جديدة تطورا ونماء وارتباط بالعالم الخارجى ادن لولاهم لكنا الى اليوم فى عناء وتخلف عن ركب الامم فى التنمية والثقافة والحضارة
ما ناخده على انفسنا اننا شعب لم يتمرن على على الحروب الطويلة والقلاقل اى شعب مسالم فما احدثه العراقيون من قتل وتفجير ومقاومة وصمود لم يظهره السودانيون
طوال مشاكلهم مع الحكومات السابقة فقد استكنا واستسلمنا للاتراك حكما قاسيا دام لمدة 65 سنة وحكمونا بوسائل ضعيفة وبعدد قليل لمادا لان ثقافة المقاومة كانت ناقصة والجهل وعدم الادراك كان يضرب باطنابه ثم لدغنا مرتين بقدوم الانجليز فحكمونا لمدة 60 سنة بالجمل والحصان بل كان الحاكم يسير من الخرطوم الى الدويم لم يرميه احد بحجر ومرحب به اينما حل ويقدم له اللبن من ابقار اهل البلد وثبت لنا اعدام ود حبوبة فى سوق مصطفى قرشى بارض الحلاوين فى السوق وعلى مراى من كل قبيلته وعشيرته وبقوة عسكرية لا تزيد 30 عسكرى اجنبى مدى تخوف الناس انداك من المواجهة وحالة الجهل السياسى وطبيعة الشعب
عموما لم تكن هناك مقاومة تدكر وواضحة طيلة ال 60 سنة واعزى داك لاستجابة السكان لنظام الحكم الجديد وما ادخله عليهم من خيرات ونهضة وعدل واهتمام بقضاياهم المعيشية وايضا لطبيعة الشعب المسالم وما يحيطه من جهل ونقص فى الثقافة الفدائية المميتة

فكل الزعامات السودانية الطائفية والحديثة هى صنيعة انجليزية فالازهرى علمه الانجليز والامام عبد الرحمن رحمه الله قربه الانجليز منهم ومدوده بالمال حيث منحوه عطاء بناء خزان سنار وهو لا شك كان زعيم وقائد بالكرزما وقد اشيع بان المراغنة اتوا مع الغزو الانجليزى اى ان الزعامات شكلت وروضت لتكون عوامل مسكنة ومساعدة فى ادارة الحكم
فالزعامات واتباعهم ومن انضم اليهم لم يكونوا مقاومة مصادمة واحتجاجاتهم ومطالباتهم لم تكن دات جدوى ادا اردا الانجليز حبسهم او ابادتهم لان الحكم تكرس لمدة 40 سنة لدا ظلت الزعامات تحافظ على مصالحها ورعاياها فلا يظن احد ان الزعامات والمثقفين هم من اجبروا الانجليز على الخروج من السودان بالقوة او بالحسنى
خرج الانجليز لان هناك واقع عالمى جديد حيث بعد سنة 1946 تكونت منظمة الامم المتحدة قسم العالم الى عالم اول وعالم ثانى وعالم ثالث واتفقت الدول الثمان دائمة العضوية على سياسة جديدة تسير بها بقية العالم مثل المؤسسات المالية كصندوق النقد الدولى والبنك الدول والبوليس الدولى وحلف الاطلسى وحلف الناتو ووضعت خريطة جديدة للعالم 151دولة روعى فيها مصالح الدول الكبرى كما زرعت فيها الغام لمشاكل مستقبلية للدول الجديدة

لدلك رات دول العالم الاول ان تهب وتمنح دول العالم الثالث استقلالها ونحن من ضمنها شملنا الاستقلال وشمل مصر وليبيا وتونس والجزائر والحبشة ومعظم دول افريقيا ودول الشام ادن كل هده الدول نالت استقلالها فى وقت واحد او اوقات متقاربة فهو هبة ومنحة وبرضى الانجليز وليس من زرعاماتنا او لما حدث من مقاومة ضعيفة

وهدا لا يمنع ان نحتفل بداك اليوم ولكن فلنكن صادقين اى الانجازات اكبر وافضل تاخرت دولة جنوب افريقيا فى استقلالها الى التسعينات فهى اليوم تعبر فى قمة التطور فى كل مناحى الحياة ونحن رجعنا الى الفعل قلب وتحزب واكل وفصل وتمرد وحارب وارضى .

تعليق واحد

  1. الحمد لله قلت الحقيقه ووفيت ليت السودانيين علموا ذلك من زمن بعيد لكن لم يكن لاحد الشجاعه ليقول ماقلت فلك التحيه وضعت النقط على الحروف وقلت الحقيقه
    اتاريخ الدرسونا ليهو فى المدارس كان بعيد عن الحقيقه درسونا ان محمد احمد المهدى كان يصطاد السمك من غير ان يضع الطعم فى السناره تصور
    درسونا ان الزبير باشا كان مناضل لكنه كان تاجر رقيق
    يتغنون بكررى تحدث عن رجال لكنها كانت هزيمه مزله تضاف لسجل عبد الله التعايشى المخزى المخجل
    درسونا نضال مؤتمر الخريجين ولم يكن لهم نضال حدثونا عن الازهرى و المحجوب حديث الابطال لكنهم كانو لعب فى ايدى السيدين
    لم يدرسونا ان عبد الله خليل سلم السلطه للفريق عبود
    لم يدرسونا ان الصادق سلم السلطه للجبهه الاسلاميه سنة 89
    يتحدثون عن بطولات غير موجوده اين نحن من المناضله الجزائريه جميله بوحريد
    مره اخرى لك الشكر لقولك الحقيقه فى زمن الكل ينافق فيه

  2. ده كلام شنو يا نوح ؟؟؟؟

    في انتظار بكري الصائغ للرد على الكلام ده …….

    بالله يا استاذ بكري كدي شوف لينا الموضوع ده ……..

    بالجد كلام خطير ونحن ما علمونا كده عند دراستنا لتاريخ السودان …

    لو الاخ نوح كلامو صحيح توجب على القائمين على امر المناهج الدراسية تصحيح مادة التاريخ واعادة صياغته …

    مجنون ليلى والهلال

  3. اسلوب سلس ومنطقى وعين الحقيقة وياريت وياريت لو الاستعمار لم يتعجل ويرحل كان اقل
    حاجة شفنا العمار والحال اكون غير الحال ورغم انهم ماقصروا عملوا سكك حديد ومشروع
    الجزيرة الذى كان مضرب للمثل .. والرصيرص وسنار .. وجاء من بعدهم غندور ومندور
    والجاز ونافع وامين ومصطفى والبشير والترابى وقالوا الله اكبر عليك يالسودان وفى 20 سنة
    ماخلوا حاجة دمار يمين وشمال وحروب شرق وغرب والساقية مدورة حتى اللظة فقر وبؤس
    وجوع ومرض .. وهم قمة النعيم تلاجات مليانة لحوم احمر وابيض وفواكه من غير الفصول
    وسيارات من همر ولى فوق وكم عمارة وكم زوجة صغيرة مع الاولى وتتكلم اقولوا عليك
    خائن ومتآمر .. لك الود اخى نوح

  4. عند انزال العلم الأنجليزي وأعلان استقلال السودان بكي السيدين تحسراً علي رحيلهم ؟؟؟ ولو الأنجليز ما ادخلو زراعة شجر النيم واللبخ والجوافة والمانجة من الهند كان لحد الآن ناكل قرض وعشر ولالوب ؟؟؟ لأنه بعد الأستقلال الخرطوم تصحرت وحكامنا لم يزرعوا شجرة واحدة حتي أمام بيوتهم ؟؟؟ هذا ليس بكاء او مدح للأنجليز وانما أسف علي حكوماتنا منذ الأستقلال التي لم تقدم شيء يذكر رغم امكانات السودان الطبيعية الهائلة وثرواته الطبيعية الوافرة ؟؟؟ وكيزان الأنغاز الآن يواصلون التدمير في كل المناحي قاتلهم الله ؟؟؟

  5. اولا نبارك للكاتب و من ايده عقدة الخواجة اللي عندهم دي.. و كمان زيادة عليها الروح الانهزامية و التى لا تؤدي الا الى احباط الناس!!!

    لقد سعى السيد عبد الرحمن لكي ينال السودان استقلاله باسلوب ذكي جدا.. فهو كان يعرف ان الحرب المسلحة مع الانجليز ستكون غير متكافئة و ستؤدي الى قتل الانصار و السودانيين.. لذلك كان يصف المال بسلاح العصر و بالمناسبة الانجليز لم يقربوه لهم و يعطوه مال كما يدعي الكاتب .!! و لكنها الحيلة و الدهاء من السيد عبد الرحمن ضد الانجليز و لصالح السودان ….. كما ان هذه الاموال صرفت في وجوه خير كثيرة من ضمنها مثلا اغاثة فقراء المدينة المنورة عام 1935 حيث قاد الامام حملة ناجحة لجمع المساعدات لهم ووجه باستقطاع 10% من رواتب مستخدمي دائرة المهدي لنفس الغرض…. كما اهتم و ساعد في مشروع تشجير عرفات حيث تبرع بعشرة ألاف شجرة ظل لتزرع في شوارع المنطقة … و هذه مجرد امثلة بسيطة و للاستزادة و المعرفة يمكن مراجعة كتاب (العرش و المحراب- الدور الاجتماعي و الاقتصادي للامام عبد الرحمن المهدي في تاريخ السودان الحديث)

    في هذا الكتاب و غيره امثلة كثيرة لما فعله رجل سوداني هو السيد عبد الرحمن المهدي.. و باعتباره سوداني فان هذا يرفع راس السودان عاليا و ليس فقط الانصار

  6. الانجليز لم يخرجوا اخي من جنوب افريقيا في التسعينات بل في 1962..ربما تقصد انتهاء نظام الابارتيد وهذا شيء مختلف في ادبيات جنوب افريقيا.
    الاحتفاء بالاستعمار والبكاء عليه ليس بجديد أتيتنا به..نادى بذلك عدد من السودانيين حتى قبل مغادرة الانجليز للبلاد منهم شيخ ازرق.
    يحفظ للامام عبدالرحمن المهدي والسيد على الميرغني اياديهم البيضاء على كثير من السودانيين أقولها من منطلق اجتماعي سوداني وليس من منطلق سياسي فلقد أدى تداخل السياسة بالدين لما نحن عليه الان.

    أمثال الخليفة عبدالله التعايشي الذي افترش فروته للموت وامثال ودحبوبة الحلاوي الذي وجد سرواله ناشفاً بعد اعدامه هم نبراس للامة في قيم التضحية والاخلاص للفكرة التي امنوا بها. وهم لمثلي اعلاء لكلمة الحرية التي لايساويها كل التنمية التي تتحسر عليها ان لم تتم ورأسنا مرفوع وقاماتنا مشدودة للعلا أو كم قال زعيم الامة الازهري "ارفع راسك حرر نفسك".

  7. موضوع منطقى جدا وتخيلوا بس كيف كان يكون الحال اليوم لو ما حكمونا الانجليز ؟؟؟؟ ولسع كان حكم الخليفة مستمر ؟؟؟!!!!!!!

  8. أخي المفجوع -ولعل كلنا مفجوعين من 89 وحتى اليوم. ان كنت سوداني فاسأل كبار أهلك كيف كانت علاقة السيد على الميرغني او خلفاءه، أو الامام عبدالرحمن أو كبار انصاره بأسرتكم..أسألهم كيف درس
    أوائل المتعلمين في مصر، اسألهم كيف عولج كثير من المواطنين.
    انني برغم قرفي من تدخل البيتين الكبيرين في السياسة السودانية وافسادهم للحياة المدنية والديمقرطية، أعترف بدورهم في تجميع السودانيين في تلك المرحلة وحفظ هويتهم.
    انني ياأخي سائر على درب الحكم المدني لاأسياد لي رأسي مرفوع للعلا "سيد نفسك من أسيادك" أؤمن بأننا كلنا "سوا سوا" لكني أعرف أحفظ قدر الرجال.
    من حقك النظر باستهزاء لقائد يرفض الهرب ويرجى الموت في فروته، لكن من حقي وكثيرين ان نستلهم عبر الشجاعة والجلد من تلك مواقف.
    على فكرة هذا ماتعلمته في السودان وليس أمريكا!

  9. هل هو الطوفان يا نوح أم هي الإنقاذ التي أفقدتنا صوابنا وبتنا نهذي ولكن أن يصل بك الهذيان إلى تشويه التاريخ فهذا كثير وخطير.
    هؤلاء الإنجليز الذين تتباكى عليهم لم يقدموا للسودان سوى ما يخدم مصالحهم التي من أجلها كان الإحتلال فالسكه حديد والموانئ لنقل قطن الجزيره إلى مصانع الغزل والنسيج في مانشستر و البريد لإرسال أخبار المديريات للحاكم العام.
    لماذا أسقطت من سردك التاريخي هذا معارك بارا وشيكان وهزيمة هكس وسقوط الخرطوم وقطع رأس غردون ، أين المك آدم أمدبالو وعثمان دقنه أما ود حبوبه فمثله شنق عمر المختار على مرأى ومشهد من أهله وذويه .
    أسأل جدك عن تونس الخضراء حينما شارك السودانيون في الحرب العالميه مقابل الإستقلال ولكن أحبابك الإنجليز لم يوفوا بالوعد.
    أسأل جدتك عن عمل المرأه كأجيره يستغنى عنها في أية لحظه بدون مكافأة نهاية الخدمه بمجرد عقد قرانها.
    أين موقعك الجغرافي هل داخل السودان أم أنك مع ( ابن السودان البار) و (مهموم بالسودان)؟ .
    وأخيرا ً أرجو أن تحصل علىKey board به حرف الذال حتى لا تشوه اللغه كما شوهت التاريخ
    .

  10. اخونا الكاتب حلل الاحداث ويقارن حصيلة الفائدة من كل الحكومات للمجتمع وكيف يمكن الاستفادة من تجارب الحكم فى تحقيق رفاهية المجتمع وان كل الزعامات يحترمها لدورها الفاعل فى قضاء حوائج الناس وكل قيادات المهدية لا شك هم ابطال ومحل احترام لكنه فى تقديرى يقيس نجاح الحكومة بما خلفته من واقع ملموس ونهضة ويفهم تماما اهداف المستعمر ولا يحترمه فان كان المستعمر دئب فانه وبعين العقل قد ترك وراءه عدته التى بنى بها اهدافه والتعامل بالعاطفة لا يفيد وليس الغرض عودة الانجليز ولا البكاء عليهم انما الهدف التعريض والتالم من نتاج الواقع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..