مقالات سياسية

قيادات الحراك الثوري السوداني تعقد لقاءاً جماهيرياً موّسعاً مع المبعوث البريطاني للسودان حول الانقلاب العسكري بالسودان

د . هاشم مختار 
ضِمنَ التفاعل والتحرك الدبلماسي الثوري السوداني ؛ عقدت قيادات الحراك الثوري السوداني، ممثلة في تحالف القوى السياسية السودانية؛ وتنسيقية النقابات والروابط المهنية ومنظمات المجتمع المدني وشباب الحراك الثوري والجاليات السودانية بالمملكة المتحدة. عقدت لقاءاً جماهيريًا مع السفير روبرت فيروذر، المبعوث البريطاني للسودان مساء الخميس 18 نوفمبر 2021.

امتد اللقاء زُهاء الساعة ، نُوقِشت فيه التحديات الماثلة أمام الشعب السوداني مع الانقلاب العسكري المشؤوم الذي قام به البرهان في 25 أكتوبر 2021. جاوب فيه المبعوث الدور المحوري الفاعل؛ للمملكة المتحدة ودول الترويكا في الضغطِ على العسكر للاستجابة لمطالب الشعب السوداني نحو التحوّل المدني الديمقراطي وإعادة الحكومة الانتقالية في سدة مقاليد السودان.

كان المبعوث البريطاني واثقًا أنّ الضغط الدولي المشترك على الانقلابيين سيؤدي حتمًا إلي إنفراجٍ باهرٍ لصالح التحوّل المدني الديمقراطي الذي يحلم به جماهير الشعب السوداني.

وفي جانب السطوة الأمنية والقتل وحمامات الدم التي جرت في مختلف بقاع السودان ضد الشعب الأعزل وبخاصة العاصمة الخرطوم يوم السبت 17 نوفمبر 2021 ، صرح المبعوث البريطاني أنّ كلَّ العالمِ شاهدٌ على هذه المجازر وتم توثيقها بالصوت والصورة والزمان والمكان ، توطئة لتقديمها وتداولها في أجتماع مجلس الأمن الدولي؛ و وعد حازماً عن أنّ البرهان ونائيه سيُسألون عنها وستصدر قرارات دولية بشأنها.

وطالب الناشطون السودانيون نحو مزيدٍ من التوثيق والالتزام بسلميتهم التي أبهرت العالم. والتزم سيادته بإنّ بريطانيا والأسرة الدولية، ستسمر في الضغط وإزعان العسكر الى جادة التغيير الذي يقبله الشعب السوداني.

و أوضح سيادته ، انّ الانقلابيين حتماً سيعيدون النظر في هذه الخطط الجهنمية ، التي انتهجوها ضد الشعب ؛ التي تمّثل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان و حياة الناس وتهدد متعمد للأمن والسلم الدوليين.

إذ بيّن سيادته بانّهم على علم بما يقوم به البرهان من تعذيبٍ للناشطين والسياسيين المعتقلين منذ 25 أكتوبر 2021، وحجبهم عن التواصل مع ذويهم و مع موّكليهم القانونيين. وأوضح أنّ العالم لن يقبل سوى إطلاق سراح جميع المعتقلين وعلى الفور بما فيهم الدكتور حمدوك وفريقه من الوزراء والدستوريين والعودة الي التحوّل الديمقراطي الذي أنتظم السودان إبان ثورة ديسمبر 2019.

وأضاف أنّ التقنيات العالية التي تستخدمها الانقلابيين في تعذيب الناس وإخفاء الأدلة أيضا تحت الرقابة الدولية.

وعن أقتحام قوات البرهان للمستشفيات واعتقال الكوادر الطبية وحرمان الجرحى والمصابين من العلاج، أيضاً تم رصده وسيُحاسب البرهان على ذلك وعلى حجب الإتصالات والإنترنت عن الشعب السوداني.

وفي سؤال عن تدخلات الدول الإقليمية لصالح الانقلابيين ، أوضح المبعوث أنّ بريطانيا ستستدعي السفير المصري بالمملكة وستكون صارمة حيال التدخلات المصرية لصالح الانقلابيين. وستستدعي جميع سفراء الدول المعنية وتوضيح السير على الخارطة الدولية التي تفيد الشعب السوداني وأهمية التزام بها، وضرورة التوقف عن دعم الانقلاب في السودان.

وفي ختام اللقاء ، أكد المبعوث البريطاني أنّ الأجهزة المصرفية الدولية ستتابع حركة الأموال من والي السودان وعلى مستوى الأفراد. وستضع الرقابة على كل البنوك التي تتعامل مع السودان وخاصة العربية منها، التي ستطالها العقوبات والغرامات الدولية. وأيضا متابعة التحركات المالية للأشخاص الذين شاركوا في الانقلاب وذويهم ومحيطهم.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..