مبارك الفاضل: خطاب البشير اعترف بالأزمة ولكن غير مستعد لدفع استحقاقاتها

بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر ولله الحمد
حزب الأمة
إن خطاب البشير اليوم 22 فبراير وما جاء فيه من إعتراف بالأزمة مع عدم الاستعداد لدفع استحقاقاتها. يعتبر خطوة محدودة وجاءت بعد فشل الحل الأمني وهو محاولة الالتفاف علي مطالب الثورة بوضع نهاية للحكم الأحادي الشمولي الحالي الذي تديره مجموعة من ما تبقي من الجبهة الإسلامية القومية التي نفذت إنقلاب ١٩٨٩ علي الحكومة الديمقراطية المنتخبة لمصلحة تأسيس دولة الوطن وحكم القانون في ظل سلام وحرية من خلال نظام ديمقراطي منتخب شعبيا في انتخابات حرة نزيهة بعد فترة إنتقال متفاوض عليها.
إن الرئيس البشير في خطابه عرض حوار في ظل النظام القائم مع تحييد نفسه بينما يظل حزبه يسيطر علي مفاصل الدولة المدنية والنظامية والاقتصادية والتشريعية. مما يعني أن حكومة الكفاءات التي ينوي تشكيلها منفردا سوف تعمل في ظل دولة حزب المؤتمر الوطني.
كما ان إعلانه عن تأجيل التعديلات الدستورية لتمكينه من الاستمرار رئيسا مدي الحياة بدلا عن إلغاء فكرة التعديل تؤكد أن مبادرته هدفها الالتفاف علي الثورة وتحسين فرصه في الحصول علي دعم مالي يمكنه من الإستمرار في حكمه. اما إعلان حالة الطوارئ فيعني الحجر علي حرية التعبير والتظاهر وهي محاولة لتعزيز قمع الثورة.
إن مطلب الثورة ترتيبات انتقالية تنقلنا الي سلام في ظل نظام ديمقراطي بديل وما عرضه البشير هي تكتيكات لإستمرار نظامه القائم وهو محاولة التفاف علي المطالب الشعبية التي مهرتها الثورة بالدماء.
مبارك الفاضل المهدي
رئيس حزب الأمة
22/فبراير /2019