موسكو تفشل في جر واشنطن إلى التعاون مع حلفاء الأسد

الولايات المتحدة ترفض العمل في مركز بغداد لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع العراق وإيران وسوريا وروسيا بشأن مكافحة الدولة الإسلامية.

ميدل ايست أونلاين

اللعب على اوتار الارهاب لحماية النظام السوري

موسكو ـ أعلنت الرئاسة الروسية الثلاثاء أن الولايات المتحدة رفضت المشاركة في مركز بغداد الجديد لتبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما ناقشا تبادل المعلومات بشأن الأزمة في سوريا خلال اجتماعهما في نيويورك الاثنين.

وأضاف أن مركزا للمعلومات سيقام في بغداد لتبادل المعلومات بين روسيا وإيران والعراق وسوريا. كانت روسيا اتفقت أيضا على آلية مماثلة منفصلة مع إسرائيل.

وأوضح بيسكوف أنه لا توجد لديه معلومات عن أي ضربات جوية روسية على أهداف في سوريا.

وقال إن العلاقات بين واشنطن وموسكو ليست في أفضل حالاتها لكنه عبر عن استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة في حل الأزمات الحادة بما في ذلك الأزمة السورية.

وقالت موسكو إن مركز بغداد ينبغي أن يكون الأساس لتحالف دولي واسع لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف “ليس سرا توجيه الدعوة لخبراء أميركيين وللجيش الأميركي للعمل في مركز بغداد… للأسف لم يشاركوا في الاجتماعات والمناقشات الأولى”.

وعلى صعيد منفصل نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر لم تذكر اسمه الثلاثاء قوله ان المركز من المتوقع أن يبدأ المركز عمله في اكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على “بعض المبادئ الأساسية” بشأن سوريا مضيفا أنه يعتزم الاجتماع مجددا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف غدا.

وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة إم.إس.إن.بي.سي. “هناك اتفاق على أنه يجب أن تكون سوريا دولة موحدة وعلمانية وأن هناك حاجة إلى التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وإنه يجب أن تكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة” مضيفا أنه لا تزال هناك خلافات على النتيجة التي ستسفر عنها عملية الانتقال.

وأضاف كيري أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يبحثان عن طريق للمضي قدما” في سوريا التي تعاني من حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام علاوة على صعود تنظيم الدولة الإسلامية.

ووصف كيري اجتماع أوباما وبوتين أمس الاثنين لمناقشة الأزمة بأنه “بناء بصدق ومتحضر جدا” وشهد “مناقشة صريحة للغاية”.

وقال كيري “الكل يفهم أن سوريا في خطر والعالم يبحث سريعا عن أي حل”.

وأضاف “نبحث عن سبيل لنصل إلى نقطة تمكننا من إدارة عملية انتقالية والاتفاق على النتيجة”.

وبسؤاله عما إذا كانت هناك فرصة لاستخدام نفوذ روسيا وإيران في سوريا لوقف استخدام الأسد للبراميل المتفجرة ضد السوريين قال كيري “حتما”.

وأضاف أنه أثار المسألة في اجتماعات مع روسيا وإيران.

وقال كيري “هما في وضع قد يقرران فيه منع الأسد من اسقاط البراميل المتفجرة… ربما مقابل شيء قد نفعله”.

ومن جانبه اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء بعد لقاء الرئيسين الاميركي والروسي ان موسكو وواشنطن ستواصلان المحادثات للتوصل الى تسوية في الملف السوري ومكافحة تنظيم الدولة الارهابية.

وصرح لافروف في مقابلة بالانكليزية مع التلفزيون الروسي “لم نتفق على مراحل محددة” لكن الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين “اتفقا على مواصلة التعاون”.

واوضح ان “محادثات بين وزارتي الدفاع ووزارتي الخارجية” للبلدين ستجريان “لجعل هدفنا المشترك (…) اي القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، اكثر قابلية للتحقيق”.

واضاف “على جميع الذين يكافحون تنظيم الدولة الاسلامية ويكرهونه تنسيق تحركاتهم” مستبعدا فكرة “قيادة موحدة”.

واوضح “لن يكون ذلك واقعيا، الرئيس بوتين اعلن ذلك بوضوح”. وتابع “اعتقد ان الرئيس اوباما استمع الى اقوال الرئيس بوتين”.

واوضح بوتين متحدثا مع صحافيين روسيين بعد لقائه باوباما انه تطرق الى “التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب”.

واوضح على ما افاد بيان للكرملين “ادركنا ان عملنا المشترك ينبغي تعزيزه. والان نبدأ البحث في انشاء الاليات المناسبة”.

والتقى الرئيس الروسي ونظيره الاميركي لمدة ساعة ونصف مساء الاثنين على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، ووصف اللقاء بانه “بناء ومنفتح بشكل مفاجئ”.

واكد الرئيس الاميركي ان “الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وايران، الحليفتان الثابتتان للرئيس السوري بشار الأسد، لحل النزاع” السوري الذي دمر البلاد واسفر عن مقتل اكثر من 240 الف شخص في اربع سنوات ونصف.

ويجتمع الرئيس الاميركي باراك اوباما مع اكثر من 100 قائد دولة في الامم المتحدة الثلاثاء لتوسيع الحملة بقيادة بلاده ضد تنظيم الدولة الاسلامية بالرغم من خطة روسيا المقابلة.

ودعيت روسيا للمشاركة في قمة مكافحة الارهاب التي تعقد قبل يوم على استضافة موسكو اجتماعا خاصا لمجلس الامن حول الملف نفسه، في حدثين يبرزان الخلافات الحادة في النهج الذي يتبعه البلدان.

وتجري قمة مكافحة الارهاب بعد عام على خطف اوباما الاضواء في اجتماع الامم المتحدة السابقة عندما تعهد بسحق تنظيم الدولة الاسلامية وناشد الدول الانضمام الى الولايات المتحدة في الحملة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..