لغز الكتاب المدرسي والامتحانات

لغز الكتاب المدرسي والامتحانات

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

اليوم «أمس» تدخل «فرحة» ومعها قرابة نصف مليون طالب لامتحان الشهادة السودانية وفقهم الله. ومرّ مثل هذا اليوم على أبيها قبل 40 سنة متنافساً مع «9» آلاف طالب.
ليس بكاء على الماضي ولست من يبكون على الماضي ولو كان الأمس. ولكن ما حدث من هرجلة في الكتاب المدرسي السنة الماضية وجعل الكتاب ليس طبعة واحدة بل طبعتين، وصل إلى مكان ولم يصل لآخر في أغرب ظاهرة تربوية تدل على سوء إدارة الأمر التربوي برمته «ولا نتوقع محاسبة إذ التربية والتعليم ليست من أولويات السياسيين».
في هذه السنة ستكون الامتحانات كل حسب ما درس أي هناك أسئلة من الكتاب القديم وأسئلة من الكتاب الجديد. من منظور تربوي ليس هناك مشكلة من حيث تنوع الأسئلة في زمن ظهرت فيه بنوك الامتحانات.لكن المشكلة الذي غيّر المنهج أو نقحه أو أضاف إليه أو حذف منه له هدف من ذلك كيف يرضى بتحقيق الهدف في مكان وعدم تحققه في مكان آخر؟
ثم كم كانت الخسارة المالية في إلغاء الكتاب بعد طباعته بمئات الآلاف من النسخ. تخيل المؤسسات التعليمية الخاصة وبعضها يعمد لشراء الكتاب بوقت كافٍ وبعد أن تسدد الفاتورة بملايين الجنيهات تأتي ورقة تلغي كل ما اشتروا، من المسؤول؟ كل يلوم الآخر «هرجلة إدارية». ليس هناك بادرة أمل لإصلاح. نحن الآن في نهاية شهر مارس وبعض الولايات،البحر الأحمر مثلاً، يبدأ عامها الدراسي في 10 أبريل مقرر العام الدراسي 2011/2012 م مازال كرة تتقاذفها الإدارات المختلفة في وزارة التربية والتعليم «المختلفة هنا ليس معناها المتنوعة بل المتشاكسة».
من يصدق أن ليس هناك إجابة حتى يوم الناس هذا للكتاب الذي سيطبع أو يشترى أو يباع للعام الدراسي 2011 /2012 م والكل يتوجس من شراء الكتاب المدرسي خوف الإلغاء في أي لحظة.
هل نفهم من ذلك أن وزارة التربية لم تعد الضابط لحركة التربية والتعليم في السودان وأن هذا المبنى الزجاجي الجميل المطلُّ على شاطئ النيل الأزرق قبة بلا فكي. وأن ما يتبع إليه من إدارات جزر معزولة لا يربطها رابط وليس بينها تنسيق وبتعبير إداري هي إدارات لا هيكل لها، كل يفعل ما يريد ومتى يريد ولا يعرف منْ يسأل منْ؟ كلٌ عمدةٌ في ضيعته.
وإلى متى يستمر هذا الوضع؟ حقوق طباعة الكتاب المدرسي واستقراره مسؤولية منْ؟ وليس في ردهات وزارة التربية ولا المرحومة دار الطباعة التربوية ولا إدارة المناهج التي هي في ذلك المكان المقدس البعيد «بخت الرضا». لم يفتح الله على كل هذه الإدارات أن تجيب عن سؤال: ما هو الكتاب الذي سيكون بين أيدي طلابنا بعد أسبوعين في البحر الأحمر وبعد شهور في باقي ولايات السودان.
وبرضو يقول لي د.تاج السر الإستراتيجية ربع القرنية!!

تعليق واحد

  1. هذه واحدة من اسؤا الموبقات التي ارتكبت في حق هذا البلد التعليم هو اس التقدم والنماء اذا انهد هذا الركن انهد كل شئ ان التعليم يبني ولا يهدم ويقوي ولا يضعف لكن هنالك سؤال لمصلحة من هذه الفوضي ؟ نخشي ان تكون مدبرة لاحد ابناء ذوي السلطة " حتي يحرزوا نسب اكبر من غيرهم"

  2. وزارة التربية أصبحت بلا تربية فالقائمون على أمرها ليسوا بتربويين وهذا من ضمن سياسة الانقاذ في تجهيل الشعب السوداني وتركيز الجهل فيه وهو أحد أضلاع المثلث القاتل فقد أحكموا على الشعب السوداني الفقر بما نسبته اكثر من 90% تحت خط الفقر وهناك بدأ ينتشر المرض بصورة وبائية فالسل استقر بالفعل في شرق السودان والملاريا استوطنت الوسط النيل الابيض والجزيرة ودراسة حديثة تكشف أن 24% من تلاميذ مرحلة الاساس بولاية الخرطوم غير ملمين بالقرأءة والكتابة وعن خريجي الجامعات الفطرية حدث ولا حرج فهذا من سياسات الدولة وبتخطيط مع سبق الاصرار والترصد وما على الشعب السوداني إلا اقتلاع هذا النظام لتعود إليه عافيته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..