مهازل باسم الوطن

هذا زمانك .. يا مهازل .. فأمرحى ..لا عجب أن تحدث مهازل من قبل أفراد عاديين ليسوا ‏ذوى صفة رسمية لكن تدق المسألة عندما تطرأ مهازل من لدن أشخاص غير عادين وعلى ‏مستوى رفيع في الدولة بهامة رئيس الدولة ووزير دفاعه من هذه المهازل :‏
أولا : الرئيس البشير يطلب الحماية من روسيا :‏
صدق أو لا تصدق وقد تابعتم في الماضي القريب رئيس السودان ” فوق العادة ” (البشير) ‏يطلب من دولة أجنبية حماية السودان أو بالأحرى حماية نظامه المتهالك والمتربع على عرش ‏سيادة السودان ــ جُزافا ــ ضد الغارات الأمريكية على البحر الأحمر في الجزء منه التابع لمياه ‏السودان الإقليمية .. في مسعى فيه كل إنتقاص من هيبة وسيادة الدولة ..لأن المعروف أن ‏جيوش الدول هى التى تتصدى لمثل هذه المهام الجسام دفاعا وهجوما عند الإقتضاء ؛ بما ‏يجعل الباب موارب لعدة تساؤلات ينبغى أن تُثار منها:‏
يا ترى ماذا دهى هؤلاء ؟! أين المشروع الحضارى ؟! أين أنتم من هاتيك التصريحات التى ‏إنتظمت السوح في البدايات ؟! (أمريكا وروسيا قد دنا عذابها .. علىّ إن لقيتها ضرابها ) .‏
أين جيش الدولة (السودان) الذى ظل مشهوداً له بالقدرات والكفاءات القتالية الفائقة محليا ‏وخارجيا؟! ومن المهازل أن حلت محله المليشيات الموجهة .. أين قوات الباش بُزق (الدعم ‏السريع) ؟!!. ‏
ما معناه فإن سيف القوات المسلحة (ملامح الجيش والمليشيات ) في السودان ظل مسلّط على ‏رقاب أفراد الشعب السودانى قمعا ؛ قهرا وقتلا لدرجة الإبادات الجماعية في شتى بقاع السودان ‏وتنتهى مهمة هذه القوات المسلحة وقواها عند هذا الحد .. أما سائر الغارات الأجنبية التى ‏تخرق السيادة الإقليمية للسودان فإن هذه القوات المسلحة التابعة لنظام الإنقاذ فإنها تقف ‏عاجزة أمام صد هذه الغارات أو مواجهة تلكم الهجمات .. إنها عين المهازل باسم الوطن .. ‏وأيما مهازل ؟!!!.‏
ثمة تساؤلات أخرى : من الذى هدى البشير إلى زيارة روسيا ؟! ولماذا هذه الزيارة في هذا ‏التوقيت بالذات ؟! ما هى البواعث المعلنة وغير المعلنة من وراء هذه الزيارة ؟ّ! خلنا أن يكون ‏الحديث عن ملفات الدفاع المشترك من الملفات غير المعلنة لكن فوجئنا بأن وضعت قراءة ‏السر في محل الجهر في صلاة (العصر) .. وهذا لا يجوز لا شرعا ولا فرضا لكن يبدو أن ‏السيد الرئيس إما أن يكون لديه إلتباس بين محل السر والجهر أو جاهل به تماما .. أو أقدم ‏على فعل ذلك عن قصد وسبق إصرار لشئ ما في نفسه .. أو يمكن تناسى كل ذلك ونقول ‏الرئيس البشير أعتاد على الإرتجال في الخطاب مهما صغرت المناسبة أو عظمت .. وهذا ‏يدل على هذا الرئيس ليست لديه مرجعية مؤسسية بشأن خطابات المناسبات والمحافل وسائر ‏المنتديات . وتدخلنا هنا يجئ عن أصالة لا ضلالة لأن الرجل (البشير) يذهب هنا وهناك ‏محليا وخارجيا متحدثا ومصرحا باسم الوطن وزيادة على ذلك يقرر في أمور مسائل تتعلق ‏بمصير وسيادة البلد وباسم البلد .. أليس من الإجحاف الوطنى الصمت عن كل ذلك ؟! ‏الصمت هنا على حد ذاته أعظم جُرم بحق الوطن وأهل الوطن .‏
ثانيا : وزير الدفاع مؤخرا .. وبحسب التصريح الصادر منه : بأن الشيخ موسى هلال جندى ‏تابع للقوات المسلحة إبان القبض عليه وترحيله للخرطوم بشأن المساءلة قانونا :‏
إنها ثمة مهازل أُخر باسم الوطن وأمر غاية في الاستخفاف بالعقول .. هب أن موسى جندى ‏في القوات المسلحة .. إذن ليس من حق حميدتى باسم الدعم السريع القبض عليه لأن مهمة ‏الدعم السريع هنا ــ جمع السلاح ـ والسؤال الذى يُطرح : هل يتم جمع السلاح من أفراد القوات ‏المسلحة أم من سائر الأفراد المدنين ؟! ألم يكن في هذا الوضع تناقض سافر بشأن إدلاءات ‏وزير الدفاع إبان استجوابه من قبل البرلمان بخصوص وضعية موسى هلال ؟!. أين موسى ‏هلال الآن وماذا جرى له حتى الآن ؟!.وعليه هل نستطيع القول بأن السيد وزير الدفاع يعلم ‏جيدا أن الموضوع المتعلق بوضعية موسى هلال مجرد مسرحية هزيلة ومحاولات إخراجها من ‏خلال مسرح السودان القومى الذى كم أضحى مكشوفاً لكل من ألقى السمع وهو شهيد .. ‏‏(درجات الوعى لدى الشعب السودانى قد خطت خطوات متقدمة غير مسبوقة ) .‏
ثالثا : مهزلة الحوار الوطنى :‏
ظلت ولا تزال مهزلة الحوار الوطنى أعظم مهزلة باسم الوطن وأكبر وثبة (كذبة) سياسية باسم ‏الوطن على مر تاريخ السودان الحديث ..لأن في الوقت الذى تتطلع فيه إرادات الناس في ‏السودان للبحث عن مخرج ممكن تكمن وراءه حلول شاملة للمشكل السودانى وليس أنصاف ‏حلول .. في هذه الأثناء تجئ إرادات أُخر خلت من أية روح وطنية كما إفتقرت لأي وازع دينى ‏وأخلاقى ..وجنحت للتأسيس لحوار أجوف باسم الوطن أفضى في خاتمة المطاف إلى مخرجات ‏أو توصيات وقفت عند طور الإخراج فحسب إلا أنها إصطدمت بسد منيع عند الإقبال على ‏إنفاذها ..والشاهد على ذلك من المؤتمرين أنفسهم لدى هذا الحوار الوطنى ومن الشركاء ‏الأساسيين في منظومة الكذب والتدليس الحاكمة السودان الآن أنهم على حد ذواتهم باتوا ‏يصفون خطوات إنفاذ مخرجات الحوار الوطنى بـ (الكسيحة ) .. وينحون باللائمة جراء ذلك ‏على الحزب الحاكم (المؤتمر الوطنى أو بالأحرى المؤتمر اللاوطنى ) .. ويثار تساؤل : هل ‏هؤلاء الذين شاركوا في هذا الحوار المنعوت بالوطنى قد فاتت عليهم ألاعيب المؤتمر الوطنى ‏بذهنية الناس والتدليس على عقول الناس ؟؟1!.أنتم الحكم .‏
رابعا : مهزلة أخرى : بالأمس .. نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن وجَّه : بأن ‏تكون الحصة الأولى من يوم غد الأحد الموافق 10/12 / 2017م بكافة مدارس السودان عن ‏‏: (فلسطين والاحتلال الاسرائيلى ) :‏
بالله عليك أي سفسطة وإنعدام موضوعية ومسئولية وطنية كهذه .. يا أخى النائب فاقد الشئ لا ‏يعطيه كنا قد خلنا عندما طليت من خلال الشاشة كى تحدثنا عن هموم الوطن ؛ الحديث عن ‏تحسين معاش الناس ؛ رفع أعباء المعيشة ؛ فك أزمة الخبز ؛ محاربة المضاربة بالعملة ‏؛إيقاف العبث بالمال العام ؛ محاربة الفساد ؛ مناهضة الفقر والجوع والمرض ووقف إطلاق ‏النار تقصير أمد الحرب في لإنهائها تماما …..إلخ . ثم ثانيا لا تقحموا أذهان أبناءنا في ‏مشاكل آخرين أكبر من مستوى استيعابهم ..ألم يكف ما أقحمتم فيه أباءهم من مشاكل لا قبل ‏لهم بها جراء زيادة أعباء المعيشة والغلاء الطاحن غير المبرر وسائر التشريد والحرمان وأعباء ‏الحياة وشتى صنوف الضنى والعذاب .. نرجوكم كفاية .. كفوا أيديكم عنا وعن أبنائنا . ‏
ثم أخيرا .. فلسطين ؟؟! .. القدس المحتلة ؟؟!
إلا من قبيل ( فلما غلب عليها همها ‏واستعصى ** إنقلبت على عقبيها تحمل هم الآخرين ـــــــــ ولا يجدى ذلك نفعاً إلا إذا كنا ‏مغامرين ** والمغامر أخ المغامر بفردٍ وليس باسم العالمين )
يا أخى النائب: ( للبيت رب ‏يحميه ) .. وأنتم تعلمون ذلك علم اليقين ولكن أنتم إذ تقدمون على ذلك من قبيل المكر ‏والدهاء وسائر ضروب التدليس على العقول وإيهامها بقصد إلهاء الناس عن قضاياهم ‏الأساسية العادلة .. أنتم مشاكل السودان ما أستطعتم حلها بل وعقدتموها إلى أبعد الحدود .. ‏وبكل فداحة وعدم دراية ورطتم السودان في أمور ومسائل ليست من صميم الشأن الداخلي ‏والشاهد على ذلك إقحامٌ سافرٌ لأنفسكم في شئون ومشاكل الآخرين بغية المشاركة في حلها ‏وكل ذلك على حساب السودان وأهل السودان وبما جلب على السودان عدائيات جمة كم ظل ‏يدفع فاتورتها الشعب السودانى الذى ذاق الأمرين جراء هذه السياسات المتهورة غير المدروسة ‏بل والخرقاء الرعناء. والأدهي باسم الوطن .‏

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..