علاما الضجة الكبرى علاما؟

بسم الله الرحمن الرحيم
د. سعاد إبراهيم عيسى
ظلت سماوات السودان ملبدة بغيوم الحوار الوطني لقرابة الثلاث أعوام, إلى أن أرعدت أخيرا بإعلان نهاياته وكشف مخرجاته, وقبل أن يتم الوقوف على ما ستمطر تلك الغيوم من حلول ومعالجات لكل الأمراض التي يشكو منها الوطن والمواطن, سارعت السلطة الحاكمة باستباق النتائج وقررت إن تحتفي وتحتفل بما هو في علم الغيب, الذي ربما يكون مكشوفا لديهم وان كان مجهولا لدى أصحاب الحق فيه, ولو أنهم صبروا حتى الوصول إلى الحصاد الفعلي لمخرجات الحوار الوطني ثمارا ملموسا على ارض الواقع, لتجنبوا خسارة ما صرفوه لصناعة وإخراج احتفال الساحة الخضراء, ذلك لأنه متى أمطرت نتائج الحوار الوطني خيرا وبركة كما تمنى المواطنون, حينها , سيهب المواطن من تلقاء نفسه للاحتفال بها,
والحوار الذي تصدرت عوامل نجاحه شموله لكل قطاعات الشعب,وافتقدها, بابتعاد الكثير من الأحزاب المعارضة الخفة, والحركات المسلحة الأصل, فافتقدت مخرجاته أهم النتائج التي انتظرها الجميع, وقف الحرب واستتباب الأمن بعد الوصول إلى السلام العادل والدائم, إذ بالوصول إلى ذلك يمكن الوصول إلى معالجة الكثير من المشاكل الأخرى على رأسها المشكل الاقتصادي الذي لعبت الحروب دورا كبيرا في انهياره.
عليه, يظل السؤال عن ماهية أسباب ودوافع الاحتفال بحوار لم يكتمل حلقاته بعد, ما دامت هنالك قطاعات كبيرة وهامة من الجماهير لم تشارك فيه, إضافة لعدم تحقيقه لأهم الأهداف المتمثل في الوصول إلى السلام الدائم؟ بمعنى آخر فان مخرجات الحوار التي يحتفلون بها لا زالت ناقصة وستظل كذلك, إن لم تشمل آراء الآخرين. أما إن أصرت الحكومة على الاستمرار في اعتبار تلك الوثيقة هي نهاية المطاف, فسترجع بالمواطنين إلى المربع الأول الذي كان الحوار من اجل مغادرته, وبالأحزاب المعارضة للعودة إلى رفع سلاح إسقاط النظام.
والحكومة وقد احتفلت وابتهجت بوثيقة مخرجات الحوار الوطني, هي وناسها طبعا, على الأقل كان من واجبها أن تعطى بقية المواطنين شيئا يبتهجون به باسم تلك الوثيقة, كأن تصدر بعض القرارات التي تفرح المواطن, كإطلاق سراح أي مسجون سياسي مثلا. لكن ومن المؤسف. كان حظ المواطنين, وفى اليوم التالي للاحتفال, انقطاع التيار الكهربائي عنهم جميعا ولأوقات تفاوتت حتى بلغت اثني عشرة ساعة لدى البعض, ولحقت به المياه التي انقطعت هي الأخرى في اليوم الذي أعقبه, ولا ندرى إن كان انقطاعا عاما أم منحصرا, وفى كل الأحوال فهي بداية غير مبشرة لما بعد الحوار.
وبالنظر إلى بعض ما صدر بالصحف في اليوم الذي تلي الاحتفال نقرأ لما صرح به السيد إبراهيم السنوسي الذي يعلن بان شعارهم, الذي ملئوا به الدنيا ضجيجا في بدايات عهد الإنقاذ, أي (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) يؤكد سيادته بأنه لا زال قائما, يقول ذلك في الوقت الذي اثبتوا فيه بالأدلة القاطعة, أن اغتصابهم للحكم لم يكن لغيرهما, اى السلطة والجاه. أما تطبيق الشريعة الإسلامية الذي سيظل قائما حتى يلاقوا الله, فلا نعلم أين طبقت طيلة هذه السنوات لينادوا باستمرارها؟ كما ولا ندرى لمن ستكون دعوة هي لله هذه , وسيادته يبشر بمخرجات الحوار التي ستقود إلى عهد جديد, وسودان جديد, قطعا لن يعتبر جديدا وبذات قياداته القديمة حتى أن التزمت بشعارها ذاك.
لكن ما نعجب له, فان السيد السنوسي الذي طمأن المواطنين بأنه وبعد بسط الحريات سيصبحوا أحرارا, يمارسون حقهم في التظاهر مثلهم مثل غيرهم, إلا انه وعند تعرضه لإضراب الأطباء الحالي الذي هو من حقهم أيضا, عمد سيادته إلى استثنائه من الحقوق التي كفلتها الحريات, بل جعله محرما, باعتبار أن توقف الطبيب عن عمله قد يؤدى إلى هلاك أرواح بعض المواطنين. وقبل أن تخرج علي الأطباء جهة أخرى بفتوى في ذلك الاتجاه, نشير إلى أن هدف الإضراب لم يكن لأكثر من المطالبة بتوفير كلما يساعد على حماية أرواح المواطنين, التي ظلت تهلك في غياب ما طالبوا به. ومن ثم يصبح تقصير السلطات المعنية في توفيرها هو الحرام قطعا.
تحدث بعض الموالين للحزب الحاكم عن احتفالاتهم بالساحة الخضراء, وجعلوها دليلا على شعبية وجماهيرية حزبهم. خبث جعلوا من الجماهير التي تم استجلاب غالبيتها دون إرادتها, بأنها مسيرة مليونية خرجت ابتهاجا بتلك الوثيقة, وصفة مليونية هذه اعتدنا على سماعها يوما بعد آخر في بدايات عهد الإنقاذ, وهى حشود جماهيرية أصبح لها متخصصون يجيدون كيفية أخراجها رغبة كانت أو رهبة, حيث تفرض مشاركة تلاميذ المدارس والموظفون والعمال وكل بأمر إدارته, بينما تضطلع الحكومة بتوفير سبل المواصلات وغير ذلك مما يلزم. فيصبح الحديث عن شعبية الحزب الحاكم مجرد وهم كبير. وللتأكد تذكيركم بالشعبية والجماهيرية والحشود المليونية الحقة التي خرجت من تلقاء نفسها للقاء د. جون قرنق عند حضوره للحرطوم.
السيد الأمين السياسي للحزب الحاكم, السيد حامد ممتاز, صرح في وقت سابق, بان الحوار الوطني (ماركة مسجلة) باسم حزبه المؤتمر الوطني, فهو الذي ابتدعه ولم يسبقه عليه احد. وبغض الطرف عن التراضي الوطني الذي يجب وبذات المنطق أن يتم تسجيله باسم حزب الأمة القومي, أو قل باسم رئيسه الإمام الصادق المهدي, وهو حوار وان انحصر بين الحزبين الأمة والمؤتمر الوطني, إلا أن الهدف منه الوصول إلى معالجة أزمة الحكم بالسودان, فأجهضه المؤتمر الوطني طبعا.
المدهش في ذلك التصريح, أن ماركة الحوار الوطني لم تكن باسم المؤتمر الوطني, فقد كشف احد المواطنين الكرام, السيد بابكر فيصل بابكر, وفى مقال له بصحيفة السوداني بتاريخ 13 أكتوبر وبعنوان, أمريكا والحوار الوطني, بان فكرة الحوار الوطني جاءت بورقة نشرها معهد السلام الأمريكي, بتاريخ الثالث عشر من أغسطس 2013, بعنوان (الطريق إلى الحوار الوطني في السودان), كتبها المبعوث الامريكى السابق للسودان, د بريستون ليمان, بالاشتراك مع المدير السابق لبرنامج إفريقيا بالمعهد. ويضيف السيد بابكر, بأنه وبعد خمسة أشهر من نشر تلك الورقة, يطلق الرئيس البشير في يناير 2014 دعوة الحوار الوطني عبر خطاب الوثبة. وهكذا قطع السيد بابكر قول كل خطيب.
المهم في مقال السيد بابكر فبجانب توضيحه لحقيقة مصدر فكرة الحوار الوطني, فان إرجاعها إلى أمريكا, قد يعطيه بعدا جديدا وضمانة أقوى لبلوغ غاياته وفق ما جاء بتلك الورقة التي رسمت خارطة الطريق الذي يوصل إليها. ومن أهم ما تم التأكيد عليه شمولية الحوار لكل قطاعات الشعب السوداني, المسلح منها والمدني, اى انه لن يصبح حوارا فاعلا يخدم أهدافه في غياب اى من تلك القطاعات عن المشاركة فيه. لكل ذلك نرى أن هنالك فرصة إن استغلتها المعارضة جيدا, قد تلحقها بقطار الحوار الذي لا يمكن أن يصل محطته الأخيرة وغالبية المواطنين خلفه.كما ولا ننسى أن الحكومة في اشد الحاجة لكسب ود أمريكا.
قطعا ستقول السلطة بأنها قد قدمت الدعوة لكل من يرغب في المشاركة, وهى دعوة كافية إن كان الوضع طبيعيا.بين كل تلك القطاعات المدعوة, من أحزاب معارضة للنظام تسعى لإسقاطه, ومن حركات مسلحة تحمل السلاح في وجهه نيابة عن جماهيرها, ومن جماهير غاضبة علي النظام لمختلف الأسباب والجرائم التي ارتكبها في حقها, ومن ثم فلن تقبل كل هذه الفئات على المشاركة في الحوار بلا ضمانات تجعلها تلقى بكل ما تحمل ضد النظام وراء ظهرها فتشارك, وهى مطالب لم تكن عسيرة على السلطة الاستجابة لها, لكنها رفضتها, فأصبح الحوار يقف على ساق واحدة حتى الآن.
خلاصة القول, فان لحكومة التي احتفلت بنهاية الحوار, وأعلنت نتائجه وأضافت بأن من يرغب المشاركة فيه عليه أن يوقع على الوثيقة التي أنتجها ذلك الحوار. وبهذه النتيجة والإصرار عليها كما ترى السلطة, فان الحوار بدلا من معالجة مشاكل السودان, فد يدخله وشعبه مرحلة جديدة من المشاكل, فالمعارضة الحقيقية قطعا لن تقبل بان تبصم على وثيقة لم تشارك في صنعها, والحكومة لن تقبل بحوار تجريه المعارضة بالخارج وتقبل بنتائجه, وهكذا سنعود وكما أسلفت القول, إلى مربع إسقاط النظام.ولا شيء غيره.
سؤال هام جدا, أين السيد ثابو أمبكى من كل هذا العك الذي ضاعت في ثناياه خارطة الطريق التي رسمها للجميع فقبلوها, ومن بعد سلك كل منهم الطريق الذي يريحه؟
أخيرا, ما أعلن عنه السيد الرئيس من سكن باذخ وعربات فار هات تملا الطرقات, إنما يعنى فضل حكومته على المواطنين, وفي قولة أخرى يعلن سيادته عن أن مرتبه الرئاسي يعجز عن تغطية كل مطلوباته الحياتية, الأمر الذي اضطره للعمل بالزراعة..فمن صور كل مظاهر الفساد شاهدها الرئيس, نعمة من نعم الإنقاذ, وكيف لرئيس جمهورية أن يقصر مرتبه عن تغطية نفقاته, ومن هم دونه تعلن ثرواتهم عن نفسها مهما اخفيت؟
[email][email protected][/email]
دكتورة الله يعطيك العافية ويطول لينا فى عمرك يا مهيرة السودان كلامك درر وانا ماعايز اقول ليك كلامك الرجال ما قادرين يقولوه لانو دا انتقاص للمراة و التى هى ند للرجل . ف لله درك يا عملاقة السودان للمرة الثانية الله يجيك العافية ويديمك لنا ذخرا.
المواطن السوداني منذاطلاق حوار الوثبة وهوعلى يقين ان تلك من الاعيب المؤتمر الوطني وازداد يقينا بعد حماس المؤتمر الشعبي لحوار الوثبة فاصبح الامر اكثر وضوحا وهذه شجاعه يحسد عليها المؤتمر الشعبي بعودته للمؤتمر الوطني وحمله معه وزر الفترة التى اعقبت مفاصلة رمضان بينهما
على ايتها حال فهم المواطن السوداني من مخرجات الحوار وهرجلة الساحة الخضراء الاتي :
ان المؤتمر الوطني يعتزم منحه بعض الحرية
ان المؤتمر الوطني ينوي مكافاة من شارك في حوار الوثبة بمناصب ولينهل من المال العام
ان المؤتمر الوطني لن يتخلى عن السلطة مهما تكن الظروف ولو وصل بالسودان مثل سوريا وليبيا واليمن
ان المؤتمر الوطني يعتزم زيادة اسعار السلع الاساسية لمقابلة نفقات ومحاصصات القادمين الجدد
ان المؤتمر الوطني يريد الحوار من الحوار ان يجب ماقبل الحوار بخصوص جرائم الفساد فيسقط التهم عن عضويته ويخرجوا منها سالمين غانمين رغما عن معايير الحرام والحلال لانهم يعتبرون ذلك غنيمة وجهاد
بالله عليك كيف يكون كلام الرئيس حول المساكن والعمارات والفارهات التي تملأ الطرقات هو فضل الحكومة علي المواطنين؟ وكيف يكون الإحتفلال بنهاية الحوار الوطني هو نقطة سوداء تستحق كل هذا النقد والضجيج؟ يا سيدتي هذه مبادئ وأساسيات في علم السياسة يجب أن لا نختلف حولها. طبيعي أن الرئيس أو الحكومة تذكر المواطنين بما أنجزته وهي قد أنجزت الكثير فعلاً طوال مسيرتها، وما مظاهر العمارات وملايين السيارات إلأ دليل علي هذه الإنجازات مثلها مثل أدلة عشرات الجامعات التي صنعتها الإنقاذ، بالإضافة للطرق والجسور والاتصالات الصناعات المختلفة. قبل الإنقاذ لم يكن هناك سوي 5 جامعات ولم يكن هناك سوي كذا ألف سيارة تحوم في شوارع الخرطوم، ولم يكن هناك طريق يربط الخرطوم بالشرق ولا بالغرب ولا بالشمال ولا بالجنوب. الإنقاذ صنعت المستحيل وأنتم ناكرون.
الاحتفال بالحوار الوطني هو (خطوة معنوية)، أي هدفها الوحيد هو رفع الروح المعنوية للشعب السوداني الذي شارك ودعم الحوار المجتمعي، والشعب السوداني صنع إحتفالية مليونية بإرادته وجاء للساحة الخضراء بإرادته وليس هناك حكومة تستطيع أن تجبره علي الحضور وحتي لو أجبروه علي الحضور فالمواطن قادر علي مغادرة الساحة الخضراء فورياً إن شاء.. الصياح والتهليل والتكبير الذي سمعناه من ملايين البشر في الساحة الخضراء لا يدل علي أنهم جاءوا غصباً عنهم، بل يدل علي أنهم مواطنون سودانيون شرفاء جاءوا لدعم الحوار.
الحكومة في كل لقاءاتها الجماهيرية في كل بقاع السودان (بما فيها دارفور) لا تستطيع أن تجبر المواطنين علي الحضور كالبغال والحمير (كما تلمحون)! الحكومة فقط تطلب من المواطنين في المؤسسات والجامعات والمدارس أن يحضروا للإحتفال بالمناسبة الفلانية والإستماع لكلمة السيد الرئيس، ثم توفر لهم أحياناً وسيلة المواصلات – ومن شاء حضر ومن شاء جلس في بيته!
الخلاصة هي أنكم (مغتاظين ومغيوظين) من النجاحات ليس إلأ – ولذلك سأضع أمامكم تحديين إثنين:
الأول: أقنعوا السودانيين أن يدعموكم بمسيرة أو مظاهرة مليونية واحدة لنري كم سوداني سيدعمكم.
الثاني: أصنعوا حواركم الوطني الخاص بكم (بالداخل أو بالخارج) وأثبتوا لنا أنكم متحدين فيما بينكم.
ننتظر بشغف اطلالة قلم الدكتورة سعاد ، ذلك القلم ذو الكلمة الانيقة والرأي السديد والنظرة الثاقبة.
كتر االه من امثالك
معقوله البشير ما يقدر يغطي نفقاته الخاصه
ده كلام عجييييب عجااابة هههههههه
إلاما الــخُلف بينكمو إلاما وهذى الضجة الكبرى علاما
ردود على طارق وصديقته سوسن اقول لكما أنتما مثلك ما مثل دجاجه وديك يتناسلان يوميا وينتجان بيضا غير مخصب لعنكما الله ولعنكما اللاعنون
هم من سرقوا وهم من دمروا وهم اراقوا الدماء وهذا الحبر الكثير كلو مافي داعي له
ياسوسن مختار احلفي بالله ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة ياشيخة اتقي الله