بيان البرهان هزيمة للجيش

يوسف السندي
حين قال ياسر العطا ان من حق أي شخص ان يحمل السلاح ليدافع عن نفسه، ظنه الجميع مجرد وجهة نظر شخصية لسؤال عرضي، ثم لما كرر وزير الدفاع المختفي هذا وأعلن فتح الأبواب لمشاركة المعاشيين وكل من يستطيع حمل السلاح، اعتبر الجميع أن البيان مدسوس، لأن أسرة وزير الدفاع اصدرت بيانا ذكرت فيه ان وزير الدفاع قد اعتزل الحرب والتزم منزله، ولم يصدر عنه هذا القرار.
كان الجميع مستغرب من هذه الأحاديث في ظل انتشار اخبار مؤكدة يوميا عن قرب ساعة الحسم، وعن تبقى اسبوع او اسبوعين لنهاية التمرد، وعن وجود جيوب صغيرة للمتمردين في الخرطوم والجيش يعمل عليها، حتى تفاجأ الجميع يوم أمس ببيان رسمي للقائد العام عبدالفتاح البرهان يعلن فيه دعوة كل الشباب وكل من يستطيع حمل السلاح لان يتوجه لاقرب وحدة عسكرية!
بيان البرهان بإستنفار الشباب لمساعدة الجيش في حربه ضد الدعم السريع هو اعلان هزيمة مهما تجمل انصار الجيش ومهما حاولوا تبريره، وهو اكبر انتصار يحققه الدعم السريع على الجيش منذ انطلاق الحرب.
هذا البيان بجانب انه أعلن عدم قدرة الجيش على هزيمة الدعم السريع في كافة أنحاء السودان، أظهر ان قرار التعبئة العامة هذا كان رأي الجيش منذ فترة طويلة وانه تأخر لأكثر من شهرين من أجل تهيئة الجماهير لاستقباله عبر إرسال رسائل عبر العطا ووزير الدفاع وبعض لايفاتية الحرب.
البيان كذلك حمل للمواطنين اشارة واضحة بان الجيش غير مسؤول منذ اليوم عن حماية اي شخص واي بيت واي مواطن، ومن أراد أن يحمي منزله او يحمي ممتلكاته فليأتي لاقرب وحدة عسكرية ليتم تسليحه.
منذ انطلاقة الحرب اعتزلتها القوى السياسية والنقابية ولجان المقاومة واعتبرتها حرب عبثية سوف تقضي على السودان ولن يدفع ثمنها سوى الشعب السوداني، ودعوا طرفي الحرب لايقافها، فلم يستمع لهم الجيش ولا الدعم السريع.
كل دول الجوار كل دول العالم ومنظماته أعلنت انه هذه حرب لا حسم عسكري فيها، وانها ستكون حرب طويلة جدا، وأن على الطرفين الجلوس لايقافها حتى لا يحترق السودان، فلم يستمع لهم احد.
يمثل البرهان رأس الدولة وبالتالي هو المسؤول الأول عن سلامة الشعب والوطن وسلامه وامنه، وكل خطوات البرهان منذ انطلاقة هذه الحرب هي القتال من أجل سلطته هو لا سلطة الشعب، وأمانه هو وأمان تنظيم الكيزان لا أمان المواطنين السودانيين، لذلك يتحمل هذا الرجل المسؤلية التاريخية والسياسية لفشل كل الوساطات التي أرادت حقن دماء السودانيين .
خرجت الامور كليا عن السيطرة ويبدو ان الطريق الوحيد لحماية الشعب السوداني من انتهاكات مليشيا الدعم السريع بعد ان رفع الجيش يده هو التدخل الدولي لحماية العاصمة ومواطنيها ومواطني إقليم دارفور من القتل والقصف والدمار.