مقالات سياسية

كيف ساهمت منظمات إنسانية بتأجيج الفتن في السودان؟

عوامل عديدة حددت مسار الاحتجاجات في السودان والتي تسببت بدخول البلاد في مستنقع من الفوضى. وعلاوة على الأسباب الأصلية التي شكلت الدافع الأول لاندلاع شرارة الاحتجاجات، والمتمثلة في غلاء الأسعار وارتفاع كلفة المعيشة، إضافة إلى نقص الخبز والوقود والسيولة وارتفاع أسعار الدواء، والتي أفضت بإسقاط حكم عمر البشير، إلا أن احتكار الجيش للسلطة فيما بعد اتخذ كمصدرٍ أساسيٍ لتغذية الغضب الشعبي واستمرار الفوضى وأعمال العنف.وكان لافتا اتساع رقعة الاحتجاجات وكثافتها منذ مطلع عام 2020، وهو نفس العام الذي بدأت فيه العديد من المنظمات الغربية أعمالها في السودان، والتي دخلت بعنواين وتسميات مختلفة تحت مظلة المساعدات الإنسانية، ومنها المجلس النرويجي للاجئين (NRC).تفيد بعض المعلومات القادمة من شُركاء للمجلس النرويجي، بأن إدارة المجلس استقبلت بداية عام 2020، عشرات المستشارين من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، الذين نسقوا بشكل مباشر مع محتجين.كما أشرفوا على العديد من الملفات الهامة التي كان مضمونها ضرورة تأجيج الرأي العام السوداني ضد حكم العسكر، وقاموا بتقديم المساعدة للمحتجين والمتظاهرين لاستعادة ما وصفوه بالـ”الديمقراطية” من “حكم العسكر”، وذلك تحت مظلة المساعدات الإنسانية التي قدمها المجلس النرويجي.وفق هذه المعلومات، قام المستشارون بتقديم دعم استشاري ومادي للمحتجين وحثهم على التظاهر مستغلين الاستياء الشعبي من السلطة العسكرية، كما قام مستشاري الوكالة الأمريكية بالتعاون مع أعضاء من المجلس النرويجي للاجئين بتدريب متطوعين على طرق لاخضاع وسائل التواصل الاجتماعي بما يتماشى مع أهدافهم.فضلا عن دفع أكبر قدر ممكن من المواطنين السودانيين للانتفاض بوجه حكم الجيش، الأمر الذي تسبب باندلاع أعمال شغب واسعة النطاق على مدار السنوات القليلة الماضية وصولًا إلى اندلاع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.ولا يستبعد المحلل السياسي حسن الأحمد التدخلات الخارجية في السودان، حيث يقول “هذا الأمر له الكثير من الوجوه، التي يعتبر أخطرها التغطيات الإعلامية السالبة في حق السودان، واستغلال المنظمات الإنسانية لإحداث فوضى خلاقة”.يضيف المحلل السياسي: “السودان في دائرته لم يكن بعيدًا عن التأثير الخارجي سواء كان الإقليمي أو الدولي من جانب العديد من الدول، لكن لم تفلح تلك التدخلات عبر تاريخ السودان في تغيير مسار البلاد، ولكن ما حدث منذ أربع سنوات إلى يومنا هذا هو دليل على اخفاق القادة والسلطة والمعارضة في رأب الصدع الذي تشكل منذ إسقاط عمر البشير”.ويؤكد الأحمد أن المنظمات الإنسانية الغربية لطالما اعتبرت مشبوهة وتخدم أجندات الدول الداعمة لها، فهي قائمة على هذا الأساس، وكان من المفترض بالسلطة السودانية التحكم بصلاحيات هذه المنظمات ومراقبة عملها، ولكن الاستياء الشعبي أحدث صدعًا في البلاد استطاعت الجهات الغربية وتحديدًا الولايات المتحدة الامريكية تعزيزه بما يخدم مصالحها وحال دون ذلك.من غير المستبعد أن تلجأ الدول الغربية لسلاح المنظمات الإنسانية لبث سمومها في السودان وذلك حتى تنفذ أجنداتها وتحكم سيطرتها على البلاد.

شيماء المناعي

تعليق واحد

  1. اتفهة واحقر مقال شوفتو في حياتي

    وهو مقال مدفوع التمن تقف من ورائه المخابرات المصرية العميلة
    الظاهر ان من كتبت هذا المقال الضارب المصنن المدفوع التمن قد كتبته من مؤخرتها النتنتة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..